المشهد

فن وتجارة

TT

* إذا لم تربح ساندرا بولوك الأوسكار بعد يومين لا بأس... هناك بديل لمثل هذه الخسارة.

* عقد الممثلة التي جرى ترشيحها عن دورها في فيلم «جاذبية» مع شركة «وورنر» منتجة الفيلم ينص على أن تتقاضى 20 مليون دولار كأجر، وهذا جرى دفعه بالكامل. لكنه ينص أيضا على 15 في المائة من نسبة الإيرادات التي يعود بها الفيلم من حصيلة عروضه السينمائية، إلى جانب نسبة (غير معلن عنها) من إيرادات الفيلم اللاحقة (DVD وتلفزيون... إلخ).

* بما أن الفيلم حقق قرابة 700 مليون دولار حول العالم، ومن المتوقّع له أن يحقق أكثر من 50 مليون دولار أخرى قبل أن تنتهي فاعليته التجارية في الصالات، فإن المسألة مسألة حسابية بسيطة لندرك أن الممثلة ستجني أكثر من 650 مليون دولار قبل أن يجري إضافة نسبتها من الأسواق الأخرى المتوقع لها أن تصل إلى 50 مليون دولار.

* إذن من المربح أن تكون ممثلاً ناجحاً في السينما الأميركية. أعني أن تكون ممثلاً في أي سينما أخرى هو فن بحد ذاته، أما أن تكون ممثلاً ناجحاً في هوليوود فهو فن مزدوج: كيف تمثّل وتستحق الأوسكار وفي الوقت ذاته كيف تنجز الملايين من الفن الذي تحترفه بحب. «بزنس» عليك أن تنهل منه قدر ما تستطيع، فالنعمة قد لا تدوم.

* سألت مرّة أحد الممثلين إذا ما كان يؤمن بأن الفن والتجارة يجتمعان في التمثيل (كما في سواه) فنظر إلي متعجّباً وقال: «لم أفهم سؤالك... أليس هذا أمراً طبيعياً؟». في الحقيقة هو ليس طبيعياً إلا في إطار السينما الأميركية. في باقي السينمات، هناك بالطبع رغبة حثيثة لنجاح متوازن كهذا، ويرفع الممثلون أجورهم وشروطهم تبعاً لما حققوه سابقاً من نجاح، لكن لا أحد، خارج هوليوود، يدر 20 مليون دولار (ولا حتى عشرة ملايين دولار) عن دور واحد، ناهيك بنسبة من الإيرادات.

* أين المحرّك الذي يؤدي إلى النجاح؟ ما هو الدافع؟ الإجادة في التمثيل ونيل الجوائز والتبلور كممثل «قد الدنيا» أو الارتقاء في الأجر ورفعه ثم الوصول به إلى رقم قياسي يكفي لإنتاج عشرة أفلام بكاملها؟ هذه الأيام لا أحد يطرح السؤال على هذا النحو لأنه يبدو أمراً طبيعياً للغاية، كما قال الممثل باختصار. السينما «بزنس» حسب هذا المفهوم، لكنه أيضا أكثر من فن وأحد فنونه كيفية صعود السلّم إلى الطابق الأعلى. اختيار الأدوار واقتناص الفرص والتمتع بالشخصية الجاذبة التي تجعل حضورها مطلوباً من قِبل المشاهدين. وأحيانا حتى هذه «المواهب» أو «العناصر» لا تبدو كافية.

* هل ينفي أحد أن الممثل أليجا وود ظهر في واحد من أكبر الأفلام السينمائية وأنجحها في التاريخ وهو «سيد الخواتم» الذي جمع، عام 2000، ومن جزئه الأول وحده 861 مليون دولار حول العالم؟ لكن هذا لم يؤدِّ بالممثل إلى صعود السلّم المذكور. أفضل ما يقال عنه أنه جعله يحافظ على مكانه كواحد من عشرات الأسماء القابعة في الأدوار المتوسّطة. حالياً يتقاضى 250 ألف دولار عن الدور، وآخر فيلم ناجح قام بتمثيله (ناهيك ببطولته) كان الجزء الثالث من «سيد الخواتم» سنة 2002.

* أي ممثلة جيّدة أخرى كانت ستستطيع لعب الدور الذي قامت به ساندرا بولوك (معظم مشاهدها ارتدت فيها خوذة رأس) والنجاح به خصوصاً إذا ما كان لديها اسم برهن على جدواه تجارياً. لكن إلى أن وصلت ساندرا إلى ذلك الفيلم كانت خاضت غمار سلسلة من الأعمال الناجحة التي قادتها لأن تطلب بثقة أجراً مرتفعاً ونسبة عالية من الإيرادات، وهو ما حصلت عليه. مبروك.