شاشة الناقد

«سبايدر مان المذهل 2»
TT

إخراج: مارك وَب أدوار أولى: أندرو غارفيلد، جيمي فوكس، إيما ستون تقييم الناقد:(2*) في أفلام طرزان التي صُوّرت في الأدغال الأفريقية منذ العشرينات، وإلى أن باتت عملة قديمة يمكن الاستغناء عنها، رأينا البطل الأبيض يستخدم الألياف المتدللة من الأشجار الكبيرة كوسيلة ركوب مجانية ينتقل بها من موقع لآخر. ها هو الحبل الذي تم لصق أوراق الشجر عليه ليبدو كما لو كان من الألياف الطبيعية، وها هي يد طرزان تقبض عليه فينتقل (أحيانا بأكثر من قدرة الحبل المعلق على تجاوز المسافات التي نراها) إلى حيث يُريد.

«سبايدر مان المذهل 2» يستخدم الفكرة ذاتها. عوض الألياف لدينا خيوط العنكبوت يطلقها سبايدر مان من قبضة يده حيث يريد وينتقل من ناطحة سحاب إلى أخرى، منزلقا تارة وصاعدا تارة جدران المباني أو قافزا عبر الهواء.. من يحتاج إلى سوبرمان؟

المشكلة في فيلم مارك وَب (الثاني له مخرجا بعد الجزء الأول) هو أن كلمة «مذهل» في العنوان لا معنى لها. الفيلم عبارة عن تراكمات من الألعاب البهلوانية التي وجدت لنفسها سندا داعما في قدرة الديجيتال على تخيّل الحكايات من دون أن تجد في السيناريو سندا دراميا موازيا يمنح المشاهد عمقا أو بعدا أو حتى مجرد قصّة مطلوبة.

بيتر باركر المتنكر في شخصية سبايدر مان، تخرّج وحبيبة قلبه غوِين (إيما ستون) في الكلية. هي وجدت عملا، وهو تابع رصد الأشرار العتاة والمساعدة في إلقاء القبض عليهم وإنقاذ الأبرياء في ساعات الفراغ. وكلما التقى الحبيبان تساءلا، في مشهد مكرر تلو مشهد مكرر آخر، عما إذا كانت علاقتهما العاطفية ستستمر. هذا في الوقت الذي يتم فيه تقديم شخصية كئيبة جديدة هي شخصية إلكترو (جيمي فوكس) الذي نتعرّف عليه معدوم الثقة بالذات ومن الوحدة في الحياة بحيث يبعث ببطاقات عيد الميلاد لنفسه. ذات يوم يحاول إصلاح عطب في المؤسسة التكنولوجية العملاقة التي يعمل بها، لكن الكهرباء تصعقه فيسقط في حوض أسماك تحته مباشرة فيه أسماك كهربائية تهاجمه وتحوّله إلى شرير الفيلم الذي يؤمن بالتدمير والذي سيتم استخدامه للنيل من سبايدر مان لاحقا.

لا جديد تحت الشمس هنا. كل ذلك وسواه شاهدناه في الجزء الأول (الرابع إذا ما ضممنا كل الأفلام القديمة حول ذلك الأكروباتي). وإذا كان الفيلم السابق احتوى على موقف يبكي فيه العاشقان، فلم لا يضيف الجزء الثاني مشهدين من النوع ذاته بينهما وبضعة مشاهد أخرى نرى فيهما عيني البطل دامعتين.. ربما لجذب جمهور السينما الهندية.

نسبة الخيال في هذا الفيلم محدودة. وما يستخدم منه متكرر، لا داخل الفيلم فقط، بل من داخل الفيلم السابق. الفيلم الجديد ليس مكمّلا ولا مضيفا للجزء الأول، بل مجرد رديف، يمكن أن تختار أيا منهما فتتعرّف منه على الثاني من دون أن تشاهده. وفي حين كان أندرو غارفيلد مقنعا في ذلك الجزء الأول الذي خرج قبل عامين، بدا الشاب الذي يعرف كل شيء ولو أنه لا يزال لا يعرف ما يكفي حول نفسه. الأداء يتراوح وباقي الممثلين أسوأ منه.