يوسف الشاروني: الكتابة لعبتي التي أتسلى بها تزجية للوقت

TT

تصدر قريبا للكاتب المصري يوسف الشاروني سيرته الذاتية عن مطابع المجلس الاعلى للثقافة وهي بعنوان «ومضات من الذاكرة» وتأتي في 17 «لقطة ومرفأ ذاكرة». يقول الشاروني: «ان كل هذه اللقطات تنطوي تحت عنوان كبير في حكايتي انا وابناء جيلي وهو أننا كجيل نجحنا في التعبير وفشلنا في التغيير بمعنى اننا كتبنا كثيرا في مجالات المعرفة المختلفة، لكننا لم ننجح في جعل هذه المعارف تغير الواقع الذي نعيش فيه».

* لكن ما الذي جعلك تتجه الى كتابة سيرتك الذاتية؟ ـ الحقيقة أنا لم افكر في كتابتها، لكنها هي التي كتبت نفسها، وقد تجمعت عبر سنوات طويلة وعبر مشاركات لي في كتابة مقالات تطلبها مني المجلات الادبية عن حياتي، رأيت بعد ذلك انها يمكن ان تشكل بجانب كتابات اخرى خطا لسيرتي وحياتي مع الابداع والسفر والقراءة والمعارك الادبية.

* هل تتحدث فيها بشكل صريح؟ ـ نحن في الفن المصري القديم نميل الى تغطية جسد التماثيل، لكننا لا نغير من ملامحها، وهذا ما فعلته بالضبط فقد كتبت بعضا من حكايتي، لكنني لم اذكر فيها الا الحقيقة، لم أخجل من شيء حكيت عن الحوادث التي اتهمت فيها بالسرقة والتي كنت فيها شاهدا على سرقات أو دافعت فيها عن مظلومين متهمين بالسرقة وإحدى هذه القصص كان طرفا فيها الاديب الراحل يوسف ادريس بعد أن اتهم احد كتاب القصة المصريين وهو حاليا السينارست رؤوف حلمي بسرقة قصة من تشيكوف لكنني اثبت انا والاديب محمود تيمور انها غير مسروقة واعطيناه جائزة من نادي القصة وكان ذلك في أواخر الخمسينيات.

* هل كتبت عن رحلاتك؟

ـ نعم فأنا اراها مهمة بالنسبة لابداعي وكتاباتي، لذا افردت لها اكثر من لقطة من لقطات الكتاب منها رحلتي في اسبانيا والى الصين والهند.

* والحب في حياتك؟

ـ الصداقة والحب لا وجود لهما في السوق.

* هل احتلت جوائزك التي حصلت عليها مكانا مناسبا في السيرة؟

ـ لم اكتب مطلقا ولم افكر في ذلك، انا لا اعير الجوائز أي اهتمام، طبعا انا اشكر كل من كتب ودفع في سبيل حصولي على جوائز لكنني لا اعيرها اهتماما، ولكن قل لي حتى لو قررت الكتابة، ماذا اكتب عنها.

* هل افردت مساحة للجانب الطريف في حياتك؟

ـ كتبت طبعا عن كثير من الطرائف، وهي ليست كذلك، لانها ذات طابع مأساوي منها مثلا حكاية من قريتي بدأ منها الثأر عندما اقسم رجل ان يذبح احد الاطفال لانه فقأ عين ابنه، وقد اجتمعت القرية وقتها لاثنائه عن ذلك ووصلوا معه في النهاية الى اتفاق ان يحضروا له الولد ويمثل انه يذبحه وينتهي الامر عند هذا الحد، لكن الرجل عندما امسك الطفل اعمل السكين في رقبته وقتل وفي التو قتل اهل الطفل الرجل وبدأ الثأر في بلدي من هذه الحادثة. الطرائف كثيرة في حياتي لكن لم اذكر الا بعضا منها.

* لكن هل ستتوقف سيرتك عند هذا الكتاب؟

ـ الكتب عندي لا تموت وسيرتي لم تكتمل بعد، وهي مثل باقي كتبي تستمر في النمو حتى بعد النشر وقد تصبح بعد ذلك كتابين أو ثلاثة لانها سوف تظل مفتوحة قابلة للاضافة ولا تنتهي الا برحيل صاحبها.

* هل كتبت عن مشاريعك الابداعية القادمة؟

ـ لا لكنني بهذه المناسبة أرسلت كتابا منذ عام ونصف العام الى الثقافة الجماهيرية وقد استغربت التأخر وعندما ذهبت لاسأل عنه قالوا لي انه تحت الفحص، تخيل بعد كل هذا العمر يفحصون كتبي، والمضحك في الامر انني واحد ممن يفحصون الكتب في هذه المؤسسة.

* وعن مكتبتك هذه العامرة بالكتب؟

ـ طبعا حكيت كيف انشأتها وكيف تمددت الى ان صارت تغطي حجرتين وكيف تم صناعة ارففها واهم الكتب فيها وكتبت حكايتي مع القراءة والكتب التي اثرت في تكويني الادبي والابداعي.

* ماذا تعني الكتابة بالنسبة لك بعد هـذه التجربة الطويلة؟ ـ الكتابة لعبتي التي أتسلى بها تزجية للوقت مثل الاطفال أو مثل الكبار الذي يفضلون تزجية وقتهم بلعبة ما ومكتبتي هي ملعبي الذي أقضي فيه معظم وقتي ألعب وغيري يجمع الثروات أو يمارس قتل الآخرين، أما أنا فما زلت أفرح فرحتي الاولى عندما أرى قصة لي منشورة في مجلة أو جريدة أو كتابا مطبوعا واكتئب عندما افتح الجريدة أو المجلة ولا أرى قصة انتظر نشرها.