هاجس الخلود في الشعر العربي

TT

شغل الخلود اهتمام البشر منذ القدم، ووقف الانسان باحثا بحيرة عن سر الحياة والموت. والتأمل في ثنائية الحياة والموت ليس امرا حديثا، وقد اعتمد الباحث الدكتور عبد الرزاق الدليمي مصادر ومراجع تنوعت بين كتب التاريخ والاخبار والادب ودواوين الشعر في الحديث عن هذا الموضوع في كتابه الذي سيصدر قريباً بعنوان «هاجس الخلود في الشعر العربي حتى نهاية العصر الأموي». انتظم الكتاب في بابين، يتقدمهما تمهيد يتناول مفهوم الخلود، لغة واحكاما، ومفهوم الخلود في العقائد القديمة والحضارات، وفي آدابها وملامحها، ومنها حضارات وادي الرافدين ووادي النيل والهنود واليونان.. كما سلط التمهيد الضوء على الديانات السابقة للاسلام.

شمل الباب الاول ثلاثة فصول، الاول: درس هاجس الخلود المادي والروحي، وكان مداره حول مواجهة الانسان العربي قبل الاسلام لمشكلة الموت، وصراعه من اجل الخلود.

اما الفصل الثاني فكان بعنوان «هاجس الخلود المعنوي من خلال القيم» ودرس هذا الفصل المنافذ البديلة للخلود المادي. وفي هذا الفصل عدة مباحث، الاول كان منفذا للخلود ودرس الشعر منذ مراحله المبكرة، والمبحث الثاني تكفل بالحديث عن الكرم والقيم المرتبطة به، والمبحث الثالث كان بعنوان الفروسية والقيم المرتبطة بها، وتحدث المبحث الرابع عن قيم أخلاقية اخرى.. وكل هذه القيم هي منافذ للخلود، اما المبحث الخامس فقد تناول القيم السلبية التي حاول العرب تجاوزها.

الفصل الثالث بعنوان «رموز الخلود في شعر ما قبل الاسلام» وكانت المباحث متنوعة تبدأ من الطلل وما يرتبط به، بوصفه رمزا أصيلا للخلود، ثم المبحث الثاني عن المرأة، ثم الشجر كرمز للخلود، والجبل والنجم والقمر والحية والوعل والضبع والناقة والثور والنسر كرموز للخلود اما الباب الثاني فكان بعنوان «هاجس الخلود في الشعر العربي في العصرين الاسلامي والأموي ـ وجاء بثلاثة فصول.

الاول ما عبر به الشاعر الاسلامي والأموي عن هواجس وآمال الخلود.

وانتهى الكتاب بخاتمة لخص فيها المؤلف ما وصل اليه من نتائج وقد اتبع في ذلك مبدأ التحليل المستضيء بالمنهج التاريخي.

وقال المؤلف لـ«الشرق الأوسط»: «أن بداية الفكرة كانت في بحث صغير للدكتور محمود الجادر حول هاجس الخلود في العصر الجاهلي.. فقمت بتوسيع الفكرة، فاصبحت هاجس الخلود بدءا من قبل الاسلام، حيث فتحت بابا كبيرا، ثم انتقلت الى الفترة الاسلامية، حيث غير الاسلام المفاهيم، فبعد ان كانت فكرة الخلود مجهولة، وغير معلومة، الا عند بعض الاقوام في الجزيرة كالاحناف واصحاب الاديان السماوية.. اصبحت الفكرة واضحة في الاسلام، فكان الخلود في الدار الاخرة: الجنة اوالنار ويقول عن المصادر التي اعتمدت عليها:

ـ اعتمدت على مصادر مهمة ومتنوعة، بين كتب الاخبار والتاريخ والادب وكتب النقد الادبي، القديمة والحديثة، اضافة الى دواوين الشعر التي كانت اساسية في البحث، بل ان الدراسة تأسست عليها، ونتيجة لتأمل النصوص الشعرية، وقد اعتمدت على الدواوين والمصادر المحققة تحقيقا علميا رصينا.

وقد اعتمدت المنهج التاريخي والتحليلي، كما اعتمدت على الاستقراء في بعض النواحي. اظن انني اخترت منهجا متكاملا، وحسب الموضوع المدروس، احيانا، منهجا تحليليا، وآخر استقرائيا.