18 مليار دولار من الأقطار الإسلامية إلى الولايات المتحدة كل عام

TT

ان الاسواق المفتوحة على رؤوس الاموال تتيح للافراد المطابقة بين الموهبة والامكانيات المالية. وإذا ترك ذلك للدولة وحدها فإنها ستتخذ قراراتها ليس على اساس الاقتصاد وانما على اسس سياسية وبصورة رئيسية لمصلحة دائرتها الضيقة الخاصة. وهكذا فإنه بقدر ما يكون دور الدولة صغيراً في عملية اتخاذ القرار الاقتصادي بقدر ما يكون ذلك أفضل للاقتصاد ككل. وهنا فكرة أخرى: ان الديمقراطية يمكن أن تقتل الاقتصاد لأن أغلبية الناخبين ستكتشف انها ستنتخب حكومة تعطيهم شيئاً مقابل لا شيء. إن الناس لا تصوت للحزب الذي يريد أن يفرض عليهم ضرائب أكثر ويعطيهم أقل. انهم سيصوتون للحزب الذي يقول انه سيفرض عليهم ضرائب اقل ويعطيهم أكثر.

والتفكير الواضح هو المفتاح لاقرار سياسة واضحة. وكما جادل كارل بوبر قبل برينر بوقت طويل، فإن الكتّاب يجب أن يكتبوا بوضوح تام حتى يستطيع أي شخص حاصل على المعارف الاولية حول الموضوع الذي يطرقونه أن يكتشف أخطاءهم. اما هؤلاء الذين يكتبون باسلوب معقد فإنهم إما يريدون اخفاء شيء أو، وهذا اسوأ، ليس عندهم ما يستحق ان يقال.

وتشير فكرة اخرى لبرينر الى أن الحدود القومية في طريقها للاختفاء، فهذه الحدود انشئت على شكلها الحاضر بعد الحرب العالمية الاولى حينما تم ايضاً اختراع جوازات السفر. ولكن في ظل اقتصاد العولمة سيذهب البشر والاموال الى حيث يمكنهم ان يكونوا مفيدين ومربحين. ففي كل عام يغادر ما يقدر عددهم بنحو 1.8 مليون من المتعلمين ذوي المهارات والخبرات من العالم الاسلامي الى الغرب. وإذا افترضنا ان تعليم أحد هؤلاء المهاجرين يكلف في المتوسط عشرة آلاف دولار، فإن ذلك يعني تحويل 18 مليار دولار من الاقطار الاسلامية الى الولايات المتحدة كل عام، وحتى في اطار الغرب هناك حركة.