بابا يعقوب و200 كتاب للأطفال

TT

يعتبر يعقوب محمد اسحاق أشهر مؤلف سعودي متخصص في الكتابة للأطفال حيث قدم في مشواره الثقافي أكثر من 200 عنوان، وعرفته الساحة الثقافية باسم «بابا يعقوب».

ورغم حضوره في المكتبات التجارية وارتفاع شعبية أعماله إلا أنه يبدي تذمراً من إحجام المؤسسات الرسمية المعنية بالتربية والثقافة عن الاحتفاء بأعماله وتقديمها للاطفال.

ويقول يعقوب محمد اسحاق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يخطط في يوم من الأيام لكي يكون كاتباً متخصصاً في الكتابة للأطفال ولكن القدر لعب دوره في توجهيه نحو التخصص في هذا المجال حينما اختاره مدير عام مؤسسة «عكاظ» السعودية علي حسين شبكشي عام 1977 ليكون رئيساً لتحرير مجلة «حسن» للأطفال التي اصدرتها المؤسسة.

ويضيف: في مجلة «حسن» للاطفال تعلمت تقنية الكتابة للاطفال، بدأتها أثناء عملي في المجلة بإعداد بعض القصص القصيرة للاطفال، وبعد توقف المجلة تعاونت مع «تهامة للنشر» في عهد رئيسها محمد سعيد طيب، فنشرت لي تهامة عدداً كبيراً من الكتب، وعندما توقف النشر في «تهامة» كنت قد اكتسبت الخبرة اللازمة لتأليف كتب الاطفال فتوليت النشر لنفسي حتى بلغت مؤلفاتي للاطفال أكثر من 200 عنوان، وما زلت في خدمة ثقافة الاطفال حتى الآن.

ظهرت ميول يعقوب اسحاق الأدبية منذ سنوات الدراسة في المرحلة المتوسطة التي كان من أهم مظاهرها الإشراف على اصدار صحف الحائط المدرسية، وإشادة معلمي اللغة العربية بأسلوبه في معالجة موضوعات التعبير، ثم التحاقه بقسم التصحيح في جريدة «البلاد» السعودية حيث عاصر بعض أعلام اللغة الذين كانوا يعملون في مراجعة وتصحيح الموضوعات الصحافية مثل أبو تراب الظاهري .

تلك البدايات والظروف أتاحت للكاتب فرصة النشر في جريدة «البلاد» عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية، ولسيطرة الميول الأدبية على اتجاهاته الفكرية التحق بكلية الآداب في جامعة الملك سعود وتخرج من قسم اللغة العربية التابع لها.

وعن علاقته بتنمية مواهب الأطفال وتعلقه بهذا الجانب يقول يعقوب اسحاق: عندما عملت بالتدريس بعد التخرج من الجامعة كنت حريصاً على تنمية الميول الأدبية في تلاميذي الذين كنت ألمح لديهم ميولاً أدبية، وكنت احرص على اشعال روح المنافسة بين البارزين منهم، ومن ناحية أخرى حرصت على اشباع وارضاء ميولي الأدبية بنشر بعض الموضوعات الأدبية في صحافتنا المحلية.

ويعترف يعقوب اسحاق بالدعم الذي تلقاه من جهات عديدة ساهمت في تنمية مشروعه الكتابي وتعضيده لكنه أيضاً ينتقد إعراض بعض المؤسسات التي تعمل في هذا المجال عن تقدير جهوده. ويضيف: «وجدت كل أعمالي القصصية والتعليمية للأطفال ترحيباً كبيراً من الجهات المختصة بكتب الاطفال وثقافتهم، كما وجدت الدعم والتشجيع الكبير الذي لا أنساه طوال حياتي من الأستاذ فايز بدر الذي لم يقتصر تشجيعه على كلمات الاعجاب والثناء، والحث على مواصلة الطريق بل كان يقدم التشجيع المالي بين الحين والآخر. وكم كنت أتمنى أن تجد أعمالي للأطفال الدعم اللازم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات سابقاً بشراء كميات من كتبي للمكتبات المدرسية ولكن ذلك لم يحصل، ولا أتصور أن يحصل ذلك في القريب في ظل الظروف المالية الصعبة التي تؤخر مشاريع تنمية ثقافة الأطفال في بلادنا». ويخطط الكاتب الآن لاصدار سلسلة للأطفال تضم 50 عنواناً.