تراجع نسبة القراءة في المغرب

TT

تراجع وضع القراءة بشكل مهول كما كشفت دراسة ميدانية أخيرة قام بها مكتب الدراسات الديموغرافية والاقتصادية والقانونية والاحصائية (ايدسا) بايعاز من وزارة الثقافة المغربية وشملت 1365 قارئا محتملا في 13 مدينة مغربية. ووجدت الدراسة أن القراءة بالمغرب قد تراجعت بنسبة 2% بدليل أن واحداً من عشرة قراء محتملين لم يقرأ أي كتاب خلال العام الماضي فيما لم يقرأ 41% من القراء أي كتاب منذ ستة أشهر أو أكثر، و26.5% لم يتمكنوا من قراءة سوى كتاب واحد خلال سنة بكاملها، و19.3% قرأوا كتابا خلال سنتين، و3.6% خلال خمس سنوات، و9.6% من المستجوبين لم يقرأوا إلا كتابا واحدا خلال خمس سنوات. وأن حوالي ثلثي القراء يقرأون قراءة متوسطة و23% يواظبون على القراءة و11% لا يقرأون إلا نادرا. وعن الأسباب الرئيسية للعزوف عن القراءة، كما جاء في الدراسة، هو ضعف القدرة الشرائية، والسبب الثاني هو عدم التوفر على الرغبة في القراءة، حيث قال ثلث القارئين العازفين عن القراءة أنهم لم يعودوا يمتلكون الرغبة في القراءة.

ومن المعروف ان المغرب يتوفر على 13 جامعة و65 من المعاهد والكليات وعشرات الآلاف من الطلبة الباحثين والمدرسين.

واضافة الى هذه الدراسة التي قام بها مكتب «ايدسا» هناك دراسة ميدانية أشمل وأهم تحيط بكل قضايا القراءة والكتاب بالمغرب وتدخل في اطار «سوسيولوجية القراءة»، وهي دراسة قام بها أخيرا الباحث المغربي عبد الرحمان عبد الدايمي وتم الاعلان عن جزء منها في برنامج ثقافي بالمغرب. وقد شملت هذه الدراسة جميع المدن والقرى المغربية، بحيث تم ملء ما يزيد على 1150 استمارة كشفت عن الملامح العامة للقارئ المغربي وعن مشهد الطبع والنشر والخزانات والمكتبات بالمغرب. ومن بين النتائج التي كشفت عنها هذه الدراسة هو أن هناك فراغاً في الإدارة الثقافية في المغرب.

ويذكر أن دور النشر ظهرت بمبادرات فردية وتمركزت في غالبيتها بالمدن الكبرى، حيث يصل عددها الآن الى 32 داراً، 18 منها بالدار البيضاء و8 بالرباط واثنتان في مراكش ووجدة وواحدة في طنجة والقنيطرة. ويصدر عن هذه الدور حاليا 1000عنوان سنويا في مقابل 3000 عنوان في لبنان البلد الأصغر مساحة وأقل كثافة سكانية من المغرب، وتطبع من كل كتاب 3000 نسخة ولا تباع منه إلا 2000 نسخة في ظرف ثماني سنوات. وبخصوص وضعية المكتبات بالمغرب تكشف هذه الدراسة أن هناك 632 نقطة لبيع الكتب بالمغرب بما فيها من أكشاك ومكتبات. 150 مكتبة توجد بالمدن الكبرى، حيث أكد أغلب الكتبيين أن «المكتبة مشروع فاشل وأن المكتبات تراجعت بنسبة 13% مقارنة مع بداية التسعينات»، وأن واجهات المكتبات بالمغرب ضيقة ولا تثير فضول المارة، وأن أربابها لا يستعينون بخبرة المنشطين الثقافيين ولا يتابعون جديد الاصدارات، هذا زيادة على تفشي ظاهرة الاستنساخ الضوئي والتي تحول دون تداول الكتاب بالشكل اللائق.

أما عن ملامح القارئ النموذجي بالمغرب فيقول عبد الرحمان عبد الدايمي في دراسته ان القارئ النموذجي رجل سنه بين 20 و24 سنة بنسبة 18.35%، يقيم في المدينة بنسبة 91.25%، وضعيته الحالية طالب بنسبة 66.90%، حاصل على الباكلوريا بنسبة 38.05%، تكوينه أدبي بنسبة 69.05%، يقرأ باللغة العربية بنسبة 59.60% وبالفرنسية بنسبة 23.60%، القراءة بالنسبة له متعة بنسبة 76.95%. هذا اضافة الى العديد من الأرقام التي تكشف عن ميولات هذا القارئ النموذجي وأهم النصوص التي يفضلها والتي تتصدرها النصوص الأدبية وبالخصوص النصوص الروائية والسير ذاتية. على أن أغلب المستجوبين يتفقون على أن ثمن الكتاب باهظ بنسبة 85% وذلك مقارنة مع الوضعية المادية للطالب والمدرس والتي لا تسمح له باقتناء الكتب.