ناشرون سعوديون يخططون لإنشاء أول جمعية

TT

تنتظر الساحة الثقافية السعودية نشوء أحد التنظيمات المهنية التي يخطط ناشرون سعوديون لتكوينها تحت اسم «جمعية الناشرين السعوديين». تقود الفكرة مجموعة من دور النشر المعروفة مثل مكتبة «كنوز المعرفة» في جدة و«دار الرشد» في الرياض وتهدف «إلى رفع مستوى المهنة والإسهام في نشر الكتاب السعودي عربياً ودولياً بما يخدم الثقافة، والحفاظ على الآداب والأصول المهنية الرفيعة، اقتراح اللوائح والنظم الضرورية لتطوير قطاع النشر، توعية الناشرين باللوائح والنظم الضرورية لتطوير قطاع النشر، وتزويدهم بالوسائل الحديث في النشر، ومتابعة هذه الوسائل في الخارج، إعداد الدراسات الخاصة بتطوير النشر، وتعزيز روح التعاون بين الناشرين، التنظيم والمشاركة في معارض الكتب المحلية والعربية والدولية».

وسيكون متن أهداف الجمعية أيضاً «الوقوف على مدى التزام دور النشر بتطبيق أنظمتها، وتمثيل أعضائها أمام القضاء والجهات الحكومية في سبيل حماية حقوقهم، والرفع للجهات المختصة للتصدي لكل اعتداء على حقوق الناشرين المقررة نظاماً، إضافة إلى تسوية النزاعات التي تنشأ بين الناشرين أو مع الغير وحلها عن طريق التحكيم إذا وافق أطراف النزاع على ذلك».

وينتظر مراقبون لسوق الكتاب في السعودية ولادة هذه الجمعية للحد من المشاكل التي تحيط بمجال النشر والطباعة الأمر الذي أدى إلى اختفاء دور نشر بارزة، أو تقلص إنتاجية بعضها، ونشوء صراعات داخل بعض الدور التي عرفت بشراكة عدة أطراف في ملكيتها.

وتواجه صناعة نشر الكتاب في السعودية عدة ظروف ساهمت في عشوائية المشهد حيث تنعدم السياسات الواضحة والخطط طويلة المدى لتقديم إصدارات تستجيب لمتطلبات الواقع الثقافي.

وكانت بعض الدور الكبرى قد أرست النواة لإيجاد حركة نشر تنسجم مع متطلبات البلاد لكنها لم تنجح في الاستمرارية مثل تجربة مكتبات تهامة الشهيرة التي توزعت في المدن لتصل إلى أكثر من 40 مكتبة وقادت حركة نشر قدمت نماذج من أعمال الكتاب والمبدعين والأكاديميين السعوديين وسلسلة أخرى تخص الأطفال لكنها تراجعت بعد تعرضها لمشاكل مالية تكبدتها جراء طباعتها للعديد من الكتب وتقديمها إلى سوق لا يحتفي كثيراً بالكتاب مع غياب المؤسسات الثقافية الداعمة للمشاريع الثقافية والمعارض المتخصصة.

وتراجعت الدار السعودية للنشر والتوزيع بعد أن قدمت مجموعة مميزة من الاصدارات لكتاب من الداخل والخارج، ثم شهدت خلافات بين المساهمين فيها نشأت على خلفيتها مكتبة «دار كنوز المعرفة» وتعد اليوم من أبرز المؤسسات العاملة في مجال النشر والتوزيع، مع بقاء الدار السعودية بما تحمله من خبرات، وينتظر المثقفون عودتها إلى دورها الثقافي السابق.

ونشطت دور أخرى في المنطقة الوسطى في السعودية مثل «العبيكان» و«جرير»، لكنها تركز على الكتب الأكثر رواجاً مثل اصدارات الإدارة والشؤون الحياتية العامة وإصدارات الحاسب الآلي والانترنت، مع اهتمام غير واضح بكتب الإبداع والنصوص الحديثة نشراً وتوزيعاً.

نتيجة لذلك، يتجه المبدعون من الجيل الجديد إلى دور النشر خارج البلاد في القاهرة وبيروت وعمان بهدف طباعة أعمالهم الإبداعية على حسابهم الخاص بحثاً عن فضاء جديد متجاوزين عقبة الرقابة التي قد تفرضها عليهم وزارة الإعلام، والأندية الأدبية، لكنهم يقعون في مأزق التوزيع مع ابتعادهم عن مواقع دور النشر التي تعاملوا معها، وعدم درايتهم باستراتيجيات مهنة النشر والطباعة.

ويتذمر المؤلفون السعوديون من عقبات التوزيع وضعف عناية شركاته بالكتاب وتدني عمليات ترويجه وإخلاصها لتوزيع الصحف والمجلات الدوريات القادمة من خارج البلاد على حساب الإصدار الداخلي.

ومن جهتها تلقي دور النشر وشركات التوزيع بالمسؤولية على القارئ الذي «يبحث عن القضايا الهامشية ولا يهتم بالفكر العميق والإبداع الحقيقي»، كما يقولون عادة، وهي تهم أثبت تهافتها معرض الكتاب الذي استضافته مدينة جدة السعودية قبل ثلاث سنوات وشهد حركة ارتياد لافتة للنظر وحقق مبيعات مرتفعة تبعاً لمشاركة مجموعة منتقاة من دور النشر العربية.

ولم يسلم الكتاب الأكاديمي من العثرات رغم توجهه إلى طبقة محددة سلفاً يضمن الناشرون تسويقه بشكل مربح لكنهم يقعون ضحية النسخ غير القانوني لإصداراتهم وتداولها بشكل غير قانوني نظراً لارتفاع أسعارها، وعدم وجود لوائح تمنع استنساخ الكتب أسوة ببقية الأوعية الفكرية والفنية الأخرى رغم صدور نظام الإيداع الوطني في السعودية منذ سنوات.