خطايا الكتاب

فاضل السلطاني

TT

منذ صدور «عالم النشر والكتابة» قبل اربعة أشهر، نتسلم بشكل يومي تقريبا تعليقات كثيرة تتعلق بما ينشر، واقتراحات جدية لتطويره بعد ان اعتبره البعض في البداية «مغامرة جميلة» من «الشرق الأوسط» محفوفة بالمخاطرة كأي مغامرة.

وسنتجاوز هنا ما تسلمناه من كتاب وباحثين وقراء من كل انحاء الوطن العربي من تقييمات مشجعة، لنتناول بعضا من الآراء والمقترحات، التي يمكن ان تشكل قاسما مشتركا لكل الرسائل الواردة الينا.

لقد أجمع الكل تقريبا على اهمية تقديم الكتب الأجنبية ـ اذا افترضنا ان لكتاب جنسية ـ للقارئ العربي الذي لم يطلع على هذه الكتب، وربما لن يطلع عليها في المستقبل عن طريق الترجمة التي تبلغ معدلاتها نسبة مخجلة قياسا بالترجمة الى اللغات الأخرى.

والملاحظة الأخرى متعلقة بزاوية «رحلتي مع الكتاب»، وهي زاوية يقبل الكثيرون على المشاركة فيها لعدة عوامل، فهي تعيد الكاتب الى تلك اللحظات الأولى، الشبيهة بطعم الحب الأول التي تعرف فيها على الكتاب، وأدمن صحبته وعرف فيما بعد مسالكه الوعرة والبهيجة.

ومن منا لا يريد استعادة تلك اللحظات التي تستعيد بدورها شيئا من الطفولة والمراهقة والشباب الأول وما بينهما؟ من هنا يزدحم البريد بمثل هذه الكتابات التي لا بد ان تأخذ بعض الوقت لنشرها.

ولكن الهدف الأساسي من هذه الزاوية هو هدف تثقيفي بالدرجة الأولى، ونعني به مساعدة القراء على التعرف على الكتب المهمة التي تعب من قبلهم في الوصول اليها، وخاصة سيئي الحظ الذين لم يجدوا من يقود خطاهم في غابة الكتب الكثيفة. ونعتقد ان هذه مسؤولية كبيرة أمام القراء من قبل الجريدة ومن قبل الكتاب الذين يساهمون في هذه الزاوية.

غير ان البعض ربما نتيجة سوء فهم بطبيعة هذه الزاوية، يروح يتحدث عن تجربته الكتابية والحياتية والكتب التي اصدرها، وما كتب عنها..الخ، مما يجعلنا نعتذر آسفين عن عدم نشرها.

والملاحظة الأخيرة تتعلق بالحوارات المنشورة او في الحقيقة قلة الحوارات المنشورة مع الكتاب والمبدعين. ومشكلة الحوارات في قسم من صحفنا العربية انها حوارات عامة عائمة وغائمة يمكن ان تنطبق على اي مبدع او كاتب اذا جردته من الاسم.. انها اسئلة تنهار على غرار: ما رأيك في الشعر العربي اليوم او الرواية العربية اليوم، او النقد العربي، وماذا تقول عن كتابك الأخير..الخ.

الذي نعرفه ان الحوار الجاد الذي يمكن ان يغني القارئ، وكذلك الكاتب والمبدع نفسيهما، هو نوع من النقد وكشف لعمل الشخص الذي نحاوره، وتجربته، ورؤيته في الكتابة والحياة. انه حوار بين اثنين متكافئين تقريبا او في الأقل ان نعرف الشخص الذي نحاوره معرفة كافية تؤهلنا ان نكشف شيئا مما في اعماقه وجوهر كتاباته.