الدكتور عبد الصبور شاهين: كتابي الجديد يدحض افتراءات الغرب حول عدم كونية الإسلام

TT

الدكتور عبد الصبور شاهين الباحث الاسلامي، والاستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يستعد حاليا لاصدار كتاب بعنوان «الاسلام والآخرة». وبهذا الكتاب ترتفع حصيلة كتبه الى 65 كتابا.

يتضمن الكتاب الجديد فصلين رئيسيين، الأول بعنوان «الاسلام» ويناقش فيه التساؤلات المطروحة حول الاسلام، وهل هو دين عربي كما يدعي البعض؟ عن هذا الكتاب يقول الدكتور شاهين: أوضح في هذا الكتاب لو ان الاسلام دين عربي فهو إذن دين قومي كما الشأن بالنسبة للديانة اليهودية حيث يرى اليهود ان رسالة موسى عليه السلام رسالة قومية والله إله لهم وحده وان رحمته لا تمس غيرهم. كما ان الاسلام بهذا المفهوم مستحيل فهو دين شامل للدنيا والآخرة، وبالتالي فهو ليس دينا عالميا أو قوميا بل انه دين كوني وذلك من باب انه يتناول شؤون الدنيا والآخرة.

كما أناقش علاقة القوى العالمية بالاسلام وهل هي علاقة خصومة وكيد وعداوة ساخنة ومن ثم تطمع الى استئصال الاسلام من الوجود؟ وهذا يتضح من خلال ما وجهته الولايات المتحدة الاميركية للدول الاسلامية بعد احداث سبتمبر (ايلول) الماضي من اتهامات مثل ادعاءاتهم أن الاسلام يشجع الإرهاب والعنف، ومطالباتهم بابعاد الدراسة الدينية من مناهج التعليم باعتبار ان الاسلام لا علاقة له بالتربية. فهم لا يريدون دينا يدعو الى التكافؤ والحرية وإنما يريدون ديناً مجرداً معبوداً وغيبياً فقط، ولا يريدون أن يكون للدين دور في صناعة الحياة بكل تفاعلاتها.

وأتناول في الفصل الثاني من الكتاب موضوع الآخرة التي هي عبارة عن جنة ونار، ومنطقي انه اذا كانت الآخرة جنة عرضها السموات والأرض فأين تكون النار؟

وعن طريق الاجتهاد في هذه القضية وجدت ان الكون ليس هو السموات اطلاقا وانما السموات هي ذرة في عظمة الكون الإلهي. فاذا كان كرسي الرحمن «وسع كرسية السموات والأرض» فماذا تكون السموات والأرض بالقياس الى الكرسي؟ ثم ماذا تكون السموات والأرض والكرسي بالنسبة للعرش العظيم؟ ثم ماذا تكون السموات والأرض والكرسي والعرش بالنسبة للماء وهو الذي اشارت إليه الآية القرآنية صراحة «وكان عرشه على الماء»؟ فالماء كون اعظم من السموات والأرض والعرش والكرسي، ثم ماذا يكون ذلك كله ونحن نقرأ ما يفيد بأن الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى يمتد دائما في كل اتجاه بسرعة أكبر من سرعة الضوء التي تقدر بحوالي 186 ألف ميل في الثانية؟ فالكون يمتد بما هو اسرع من سرعة الضوء وهي اشارة صريحة في القرآن الكريم «والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون». ان ملك الله سبحانه وتعالى اعظم من أن يحيط به عقل أو يتصوره خيال، وحينئذ لا يصح ان نقول مع بعض القائلين ان تكون جهنم في السموات أو في الأرض لأن الجنة والنار ستكونان متجاورتين بحيث يتجاور أهل النار مع أهل الجنة كما ورد ذكره في القرآن في سورة «الاعراف». وأيضا يتعرض الكتاب لعدد من القضايا الفرعية، فالقرآن الكريم هائل لا يحيط به عقل، وحسبنا ان نقول «سبحان الله خالق الأكوان من بيده ملكوت كل شيء».