كتاب سعودي يدعو إلى مقاومة ثقافة العولمة

TT

صدر في السعودية كتاب جديد ضمن سلسلة «كتاب الرياض» الشهرية، تحت عنوان «العولمة وثقافة الاستهلاك في المجتمع» تأليف سيف عبد العزيز السيف.

يطرح الكتاب موضوعين أساسيين: يبحث الموضوع الأول في سيطرة الشركات الكبرى على اقتصاد العالم وثروات الشعوب، والوسائل التي تستخدمها هذه الشركات لتحقيق أهدافها بواسطة السياسيين الكبار والصغار، وكيف تدير اقتصاد العالم بـ «ريموت كونترول» لصياغة ونشر القيم الثقافية الاستهلاكية بين الشعوب وتنشئ حاجات للأفراد وتخلق لهم تفصيلاتهم وأذواقهم.

ويغطي الموضوع الثاني انتشار ثقافة الاستهلاك في المجتمع بشكل استعراضي لا يعكس بالضرورة وعياً اقتصادياً ناضجاً لدى معظم قطاعات المجتمع.

ويدعو الكتاب إلى السيطرة على الجنون الاستهلاكي والحدّ من الإهدار والتبذير في الإنفاق على سلع ومواد وخدمات لا يحتاجها الفرد ولا تحتاجها الأسرة في معظم الأحوال.

ويقدم من خلال العرض المبسط بعض الإرشادات والمقترحات السهلة والعملية التي تساعد الكل على ضبط عملية الصرف والإنفاق باعتبارها خطوة أولى للتعلم في التعامل مع المال، وتنميته واستثماره في مجالات إنتاجية نافعة بدلا من صرفه وإعادة إيداعه في خزائن الشركات العابرة للقارات.

ويرى الباحث أن العالم دخل مع بداية القرن الجديد عصراً اقتصادياً جديداً تديره وتشرف عليه وتستفيد منه الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بنظامها الاقتصادي الرأسمالي الذي يحكم العالم اليوم، وقد مرّ بمراحل نشوء وارتقاء منذ القرن السابع عشر في بداية ثورته الصناعية حتى وصل أو يحاول أن يصل إلى أقصى مداه وهو وهم عولمة العالم اقتصاديا: مال، عمال، سلع، خدمات، أسواق، تشريعات..

ويقرر الباحث أن الواقع الاقتصادي المأساوي الذي يسود العالم اليوم والمسافات الهائلة التي تفصل دول الشمال الغني «والمستعمِر» عن دول الجنوب الفقير «المستعمَر» والهوة الشاسعة التي تتسع بينها بشكل مطرد على المستويات كافة، سوف تزيد وتضاعف من العنف والأزمات والمشاكل التي قد يستعصي حلها في المستقبل ـ إذا أهملت ـ حتى على الدول التي ساهمت في إيجادها.