ابن عربي في أفق ما بعد الحداثة

المشاركون في الندوة يدعون إلى إعادة قراءة فكر ابن عربي لأنه يتقاطع في أشياء كثيرة مع فلسفات ما بعد الحداثة

TT

نظمت وحدة فضاءات الفكر في الحضارة العربية الاسلامية التابعة لشعبة الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط بالتعاون مع مؤسسة «كونراد ايدناور» الألمانية ايام 24 و25 و26 أكتوبر (تشرين الأول) بالرباط ندوة دولية حول «ابن عربي في أفق ما بعد الحداثة»، شارك فيها حوالي ثمانية وعشرين مفكرا وباحثا مختصا من: انجلترا وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، الكويت، قطر، تونس، الجزائر والمغرب.

وناقشت الندوة على مدى ثلاثة ايام سبعة محاور اساسية تتعلق بـ: راهنية ابن عربي، ابن عربي بين المعرفة والعرفان، عوالم الخيال وحضراته، الشريعة والحقيقة، المرأة واللغة وأجناس القول، والعقل والانسان، وابن عربي في سياقه الخاص. ورأى المشاركون ان الغرب اهتم بابن عربي اكثر من العرب، على عكس ابن رشد الذي عقدت له العديد من اللقاءات وانجزت حوله العديد من الابحاث وأطروحات الدكتوراه. وهذا الامر تداركته، وان بشكل متأخر، كلية الأداب بالرباط فخصصت له هذه الندوة لتعيد له الاعتبار وتنبه ـ كما قال الباحث المغربي محمد المصباحي المنسق العام للندوة خلال الجلسة الافتتاحية ـ الباحثين الى أبعاد «الفكر الأكبري التي يمكنها ان تلتقي وتغني فكر الحداثة، والى ضرورة العودة الآن الى صوت ابن عربي المتيقظ والمتفتح والمحرض على التفكير والابداع والخروج عن المألوف والمعتاد في انظمة الفكر والوجدان الى فضاءات جديدة من الحرية والدهشة والتجربة». وقال المصباحي ايضاً: «لا يمكن ان نتكلم عن ابن عربي هنا والآن دون الاشارة الى احدى اوبئة العصر والتي تحتاج الى روح اكبرية للتعامل معها، فأينما ولينا وجهنا هذه الايام نسمع قرع طبول الحرب بين الحضارات، وكأن قلب الحضارة لم يعد يسع الا صورة واحدة للحضارة، هي التي تستحق البقاء دون غيرها. أليس من علامات الساعة ان يطالب الانسان ان يلبس صورة واحدة طول حياته، وان يعيش زمنا واحدا لا يبرحه، وان يتخنذق في هوية غير قابلة للتقلب والتحول؟

اما الباحث الاسباني المتخصص في علم الجمال العربي خوسي م. بويرتا فيلتشس فقد حاول رسم الخطوط العريضة لعالم الخيال عند الشيخ الاكبر ابن عربي من خلال ثلاث نقاط: القوة المعرفية للخيال، الطبيعة الخيالية للعالم والنظرية الرمزية التي انشأها العارف المرسي لاعادة كتابة العالم واعطاء صورة لفظية وخيالية للوحدة الخالقة للوجود بشكل دائم. وبعيدا عن الخيال تحدث الباحث الانجليزي بيتر كوت المتخصص في الفكر الصوفي وبالخصوص في فكر ابن عربي عن ابن عربي والفكر الحديث، وذلك من خلال مفهوم الدهر لديه . واشار الى ان الحداثة من منظور ابن عربي يمكن اعتبارها دهرا من الدهور وليست شهادة على تقدم كبير او على تغير في تاريخ البشرية.

شارك في هذه الندوة مجموعة من المختصين منهم: بيتر كوت (انجلترا)، خوسي م. بويرتا فليتشس (اسبانيا)، ميكائيل سيلس (أمريكا)، صدر الدين الطاهري (ايران)، عائشة يوسف المناعي (قطر)، عبد الرحمان تليلي (الكويت)، مقداد عرفة(تونس)، عبد الباقي مفتاح (الجزائر)، محمد المصباحي ومحمد أديوان وخديجة توفيق وجعفر الكنسوسي من المغرب.