الكتابة والصورة الفوتوغرافية

كتاب وفنانون يطالبون بإنشاء مراكز قومية لحفظ الذاكرة

TT

دعا كتاب وفنانون مصريون وعرب الى التحضير لمؤتمر دولي أهلي للتصوير الفوتوغرافي والسينمائي لمناقشة قضية المحافظة على الذاكرة القومية للشعب المصري والعربي وتنمية الوعي بالصورة ، وانشاء مركز قومي في كل بلد عربي للصور الفوتوغرافية تشارك فيه المنظمات الرسمية والأهلية والجمعيات التاريخية والجغرافية وتجمعات المثقفين في مصر والعالم العربي.

وقال الأديب جمال الغيطاني رئيس تحرير جريدة «أخبار الأدب» في ندوة عقدت في ختام مهرجان «فوتوكايرو» بالقاهرة ان هناك كثيرا من الصور اندثرت مما ادى الى اندثار والغاء جوانب كثيرة من تاريخ المصريين وحياتهم الاجتماعية وافقد الذاكرة المصرية الكثير من الاحداث التاريخية الهامة.

وطالب الغيطاني بضرورة انشاء مركز قومي للصور الفوتوغرافية هدفه جمع وتوثيق الصور الفوتوغرافية التي يمكن من خلالها دراسة المجتمع المصري وعاداته وتقاليده في مختلف المراحل التاريخية ويعمل على الحصول على نسخ المجموعات الخاصة الموجودة في تركيا وفرنسا وبريطانيا والتي تؤرخ لمراحل تاريخية ما في مصر وتخص الزعماء والشخصيات المصرية التي لعبت دورا في تاريخ مصر، بالاضافة الى الصور التي التقطت للمظاهرات والحركات الشعبية في التاريخ العربي الحديث.

أما المخرجة اللبنانية عرب لطفي فقد دعت الى الاهتمام بتنمية الوعي بالصورة واهميتها، وذكرت ان هناك كثيرا من الارشيفات الخاصة الموجودة لدى العائلات المصرية، وهناك مؤسسات اجتماعية تهتم بالصورة في مصر الا انها تحتاج الى تكثيف الجهود من اجل زيادة الوعي بالصورة، واشارت الى ان الصورة لها دور كبير في دراسة حياة المصريين الخلفية مثل الحياة في السجون والحياة الأسرية التي لا يطلع عليها أحد، والمناسبات الاجتماعية المختلفة.

ودعت عرب لطفي الى اشتراك مؤسسات مدنية اخرى في انشاء مراكز للصور الفوتوغرافية، بعيدا عن المؤسسات الرسمية التي يمكن عن طريقها توثيق أحداث هامة مثل الحركات النسائية والتظاهرات والاحداث التي لا ترغب المؤسسات الرسمية في الاشارة اليها وتوثيقها، وذكرت المخرجة اللبنانية ان هناك صورة قديمة تثبت ان هناك مظاهرات قامت بها نساء مصريات قبل مظاهرة هدى شعراوي، وهذا يعني ان هدى شعراوي لم تقم بأول مظاهرة نسائية كما يدعي البعض، وهذه الحادثة تثبت ان هناك اشياء اخرى كثيرة يمكن ان توثق بما يخالف الحقيقة لو ان جهة واحدة اضطلعت بالأمر دون مشاركة من غيرها.

أما أول مظاهرة نسائية فقد قامت بها سيدات اخوانيات اعضاء في تنظيم الاخوان المسلمين، وهناك صور فوتوغرافية توثق هذا الحدث، وتشير الى المناخ الليبرالي الذي كن يتمتعن به في ذلك الوقت حيث يظهرن من دون حجاب مرتديات ملابس عادية.

وذكر عيسى توما مدير قاعة لوبون السورية انه انشأ مشروعا تجريبيا شاركت فيه صالات الفن في حلب كان هدفه نشر الوعي بالصورة الضوئية وشاركت فيه أكثر من 40 دولة أوروبية وعربية على مدى 6 سنوات هي عمره منذ عام 1996، وزاره 7 آلاف، وكان مقره مبنى الشيباني الأثري ورعته مؤسسة التبغ السورية، وقد أدى الى لفت النظر الدولي الى البناية. ونشأت دعوة لتحويله الى مركز دولي للتصوير الضوئي وتوثيق ذاكرة مدينة حلب.