الأشعري يراهن على توسيع دائرة القراءة بالمغرب

TT

ذكر محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، المنظم هذا العام تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس من 9 الى 12 ديسمبر (كانون الاول) الجاري بالدار البيضاء، أضحى من أهم المواعيد الثقافية بالمغرب، وذلك لأنه أصبح يعرف من دورة الى أخرى اقبالا متزايدا على جميع المستويات الفنية والتجارية.

وأضاف الأشعري، خلال لقاء مع الصحافة أول من أمس بالدارالبيضاء، أن ارتفاع عدد المشاركين في الدورة التاسعة من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تأخر عن موعده بسبب الانتخابات التي عرفها المغرب، مؤشر جيد على أن المعرض بدأ يتحسن ويساهم في تطوير قطاع النشر بالمغرب من خلال نوعية الكتب المعروضة والمستوى المتميز لضيوفه من مثقفين ومفكرين ومبدعين من داخل المغرب وخارجه.

وأكد الأشعري أن الدورة الحالية للمعرض ستتميز بالتركيز على الإصدارات التي لا يتجاوز تاريخ طبعها خمس سنوات مع تخصيص فضاء ضيق للكتب القديمة وذلك من أجل إعطاء المعرض صبغة الجدة والمهنية، وفسح المجال واسعا أمام مهنيي النشر والكتاب ومختلف المتدخلين للتحاور والتبادل بما يسهم في توسيع دائرة القراءة وتنشيط تجارة الكتاب بالمغرب على اعتبار أنه «لا حداثة ولا تقدم في بلد لا يقرأ».

وذكر في هذا الصدد بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة في مجال دعم الكتاب من خلال تحمل الوزارة 50 في المائة من كلفة طباعة بعض الإصدارات وفق معايير تراعي الجوانب الفكرية والإبداعية والثقافية والدعم المقدم للمشاركين في المعارض الدولية للكتاب وتنظيم اليوم الوطني والايام الجهوية للقراءة وإرساء نظام لمنح جوائز لمختلف فئات الكتاب وضمنها إصدار سلسلة «الكتاب الأول» للكتاب الشباب، فضلا عن طبع الأعمال الكاملة لعدد من الكتاب وبيعها بأسعار مناسبة. وشدد الاشعري على ضرورة تظافر جهود جميع المتدخلين حتى يتأتى للكتاب المغربي تجاوز سقف الخمسة آلاف نسخة عند السحب وثلاثة آلاف نسخة من المبيعات سنويا على اعتبار أن هذا العدد لا يتناسب إطلاقا وتوفر المغرب ذي الثلاثين مليون نسمة على 14 جامعة و300 ألف طالب وحوالي 14 ألف أستاذ باحث فضلا عن أساتذة في مختلف أسلاك التعليم.

وأوضح أن إشكالية القراءة بالمغرب مسألة سوسيو ثقافية متشعبة تقف وراءها عوامل شتى ترتبط بدور كل من الاسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الاعلام وخاصة المرئية منها، التي تغيب عنها البرامج المخصصة للكتاب، والتي إن توفرت في بعض الأحيان فإنها تقدم بطرق لا تخدم الكتاب ولا حتى تشجع على القراءة.

وأضاف الأشعري أن الوزارة ستعمل على أن يتوفر المعرض على مواصفات المعارض الدولية كفرانكفورت وبيروت والشارقة والقاهرة، وذلك حتى يتم ادراجه ضمن شبكة المعارض الدولية. وأشار الى أنه يجب شن حرب ضد قرصنة الكتب، التي تفشت في العالم العربي بشكل كبير، حيث نلاحظ في المعارض العديد من الكتب المزورة تعرض وتباع بسهولة دونما جزر أو ردع. وتبلغ المساحة الإجمالية للمعرض الدولي التاسع للنشر والكتاب الذي يشارك فيه نحو 395 عارضا من ثلاثين دولة، 18 ألف مترا مربعا منها 6199 مترا مربعا مخصصة للعرض.