ندوتان عن الطبيعة الفنية والتراث بمكتبة الاسكندرية

TT

في اطار افتتاح معرض الطبعة الفنية ـ مصر ايطاليا «اوربيو» شهدت مكتبة الاسكندرية يوم الاربعاء الماضي ندوة بعنوان «التراث والرؤية المعاضرة»، أدارها الدكتور محمد سالم الذي تحدث عن موضوع الندوة واهميته كموضوع قديم وملازم للحركة التشكيلية، كما اكد اهمية الاسهام النظري والفكري والفني في هذا الموضوع وضرورة ربط التراث الفني بالفن المعاصر.

وتحدثت الفنانة الايطالية سيلفيا كوبيني وهي استاذة تاريخ الفن بجامعة اوربينو عن مدينة اوربينو وتاريخها في الاهتمام بالفن التشكيليل بخاصة فن الطباعة واكدت على اهمية الاهتمام بفن الطباعة والاهتمام بإحياء التراث الفني لهذه المدينة، كما قامت بعرض مجموعة من الصور الفنية التي تعبر عن الحفر والطباعة بمدينة أوربيو والتي تصور الريف والحضر بهذه المدينة العريقة فنيا وايضا تصور بعض العادات القديمة بالمدينة لفنانين مثل ساتكيني ومورانتي وتشيكاروني وبولينو وماريو كوستيلو.

وفي كلمتها اشارت الدكتورة مريم عبد العليم استاذة التصميمات والغرافيك الى موضوع العولمة وتأثيره في جميع المجالات والميادين في المجتمع وأثره في الفن التشكيلي، واكدت ان شبابنا من الفنانين لا بد ان يستقوا الفن من تراثهم وحضارتهم محافظين على التأثير بعقائدهم وتقاليدهم وأن يطوروا فكرهم وفنهم من منطلق تاريخ وتراث واصالة ارضهم وحضارتهم. كما اكدت انه على الفنان ان تكون له خلفية وعقيدة متأصلة مع رسوخ الهوية المرتبطة بالارض التي يعيش عليها ومع العقائد والتقاليد التي أثرت حياته ومع العلم والتكنولوجيا المتقدمة، الامر الذي سينتج فنا له شخصيته ومذاقه الخاص مع الحداثة والتطور.

وتحدث الفنان الدكتور مصطفى الرزاز عن موضوع الصور المتخيلة للموضوعات الدينية في المخطوطات الاسلامية، مركزاً على القيم الجمالية والتعبيرية والرمزية في الرسوم التوضيحية في المخطوطات الاسلامية ذات الاهتمام بالتعبير عن الموضوعات الدينية بصفة خاصة، وهي الرسوم التشبيهية المعبرة عن احداث دينية اسلامية وقدرة الفنان على تخيل وتصوير تلك المشاهد من خلال تصوراته والمعلومات التي اكتسبها من قراءة النصوص الدينية من ناحية، وتأثره بالفنون التي انتشرت وازدهرت في العالم الاسلامي قبل انتشار الديانة الاسلامية، واشار الى انه يوجد نوعان من التعبير الفني في رسم وزخرفة المخطوطات والرسومك اللاتشبيهية التي عبرت عن الموضوع بالتجريد الخالص المنزه عن التشبيه والتشخيص كالتكوينات الهندسية الناظمة والاطباق النجمية والزخارف النباتية.

كما قام الدكتور الرزاز باستعراض مجموعة من الصور واللوحات التي تعبر عن هذه التشكيلات الفنية.

وفي مساء اليوم نفسه عقدت ندوة اخرى بعنوان «الطبعة الفنية وما بعد الحداثة» تحدث فيها الفنان سعيد حداية حيث اشار الى ان الفنان يسعى دائما للتحديث والتطوير والبحث لايجاد شكل متطور للطبعة التي تخدم الموضوع الذي يقدمه فتوجه الفنان في العصر الحديث الى استخدام وسائل تستخدم في فن الطباعة الانتاجية مثل السلك سكرين والاوفست والتحسس الفوتوغرافي والضوئي وكذلك استخدام اكثر من وسيلة طباعة في العمل الواحد لاثرائه، واستعان بتقنيات وخامات ومؤثرات متعددة اضافت ابعادا تشكيلية ميزتها عن بقية المجالات الاخرى للاعمال الفنية ومؤثرات جديدة على الخط والملمس والدرجة اللون.