لغات الرسل وأصول رسالاتهم

TT

في اطار اهتمامها بمعالجة القضايا الثقافية والاجتماعية من منظور اسلامي، اصدرت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ اخيرا ضمن منشوراتها (الثقافة)، مؤلفاً بعنوان «لغات الرسل وأصول الرسالات» شارك في تأليفه الباحثون: عبد العزيز بن عبد الله، محمد المختار ولد أباه، احمد شحلان، عبد العزيز شهبر، هبة نايل بركات. ويتناول الكتاب لغات الرسل الثلاثة: موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

يتألف الكتاب من خمسة ابواب تتناول: الوحي في حياة البشر، لغة موسى عليه الصلاة والسلام، ورسالته، ولغة عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، ورسالته، ولغة محمد، صلى الله عليه وسلم، ورسالته الخاتمة، ونماذج من المصاحف والمخطوطات القرآنية. وتأتي اهمية هذه الموضوعات كونها تبحث في اصول الرسالات السماوية وتوثيقها وهو حق للناس كافة، لان الوثائق التي تمثل اصول الرسالات التي نزلت على الانبياء تهم شعوب الارض جميعا، وكذلك الحفاظ عليها هو فرض على البشرية، اذ ان ضياع اصول تلك الرسالات يؤدي الى ضياع معالم الدين، وتفرق الناس عن الصراط المستقيم، وكيف يرتضي اهل الخير والصلاح ضياع اصول الخطاب الذي نزل اليهم من رب العالمين.

ويؤكد الكتاب ان اصول الرسالات السماوية هي ملك للانسانية جمعاء، وكان يجب على الاجيال السابقة الحفاظ على الاصول الاولى لجميع الرسالات السماوية، ولكن مرور الزمان وما ينتاب المجتمعات من ظروف متقلبة، ادى الى فقدان الوثائق الاصلية الاولى للرسالات السماوية قبل الاسلام، ولم يبق لرسالات السماء وثائق اصلية مدونة سوى الاصول القرآنية، فالقرآن يمثل اصح واكمل وثيقة لرسالة سماوية دونت مباشرة كما سمعها الكتاب من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغها، بل انه يمثل الوثيقة الاصلية الوحيدة الباقية لنص سماوي، لم يصبه تغيير بزيادة او نقصان.

واشارت خاتمة هذا المؤلف الى ان كثيرا من المصاحف القديمة المخطوطة يحظر الاطلاع عليها بدعوى الحفاظ عليها من التلف، وهي مبثوثة في مكتبات العالم ومبعثرة في مجاميع هواة جمع الآثار القديمة. ومن المصاحف القديمة ما هو متفرق الاجزاء، فجزء يوجد في باريس وآخر في روما، واجزاء متفرقة عبرت الاطلنطي الى الولايات المتحدة الامريكية، وشتات متفرقة في بلاد الاسلام، اضافة الى المصاحف التامة والكاملة.

واقترحت ابحاث هذا الكتاب ادماج مادة مختصرة ومبسطة عن تاريخ تدوين القرآن، مصحوبة بعرض نماذج من المخطوطات القرآنية الاصلية، في مراحل الدراسة الالزامية وذلك لكونها وثائق مرجعية لنا كمسلمين وللانسانية كلها، ولبث الوعي باهميتها المرجعية التوثيقية في الثقافة العالمية، كما ناشدت الابحاث المكتبات والمتاحف في جميع انحاء العالم، التعاون فيما بينها لتجميع ونشر ما تحتويه خزاناتها من المخطوطات القرآنية القديمة، لان يوما سيأتي لا محالة، تبحث فيه الاجيال القادمة عن كل مصادر الهداية، وتحتاج الى توثيق المعرفة الدينية الاصلية.