المغرب.. ثقافة سياسية جديدة وتراكمات من الكتابات

TT

يلاحظ، منذ بداية العقد الاخير من القرن الماضي، ان ثمة حركة فكرية وتحليلية نشيطة على مستوى الكتابات السياسية والتأليف عن الوضع والشأن السياسي في المغرب، بما يوازيه من تحولات سياسية واصلاحات دستورية، ومن قراءات موازية في حركية بعض التنظيمات والاحزاب السياسية، وغيرها من المواضيع والمقولات والقضايا السياسية الاخرى التي برز الاهتمام برصدها ومقاربتها، في الآونة الاخيرة بشكل بارز، كما سيأتي التعرض لمجموعة منها. وهي الاشكالات والاسئلة السياسية التي تولدت في سياق وضع تاريخي وسياسي واجتماعي وثقافي مغاير لمغرب العقود التالية للاستقلال.

كما ان في مختلف التفاعلات التي يعرفها المشهد السياسي في المغرب ما يغري بالمتابعة والرصد والتحليل (ظاهرة التحالفات والتراضي والمشاركة وظاهرة الانشقاقات الحزبية، مثلا..)، وكلها عوامل ساهمت بشكل او بآخر في ظهور ثقافة سياسية جديدة ونشيطة وان كانت ما تزال ضعيفة على مستوى ما حققته من تراكم عام في خطاباتها وحصيلتها المؤثرة، بما هي ثقافة كان لها ايضا انعكاس ايجابي على صعيد الاضافة لهذا التراكم المتزايد، يوما بعد آخر، في نوع الكتابات الفكرية والتحليلية السياسية الموازية.

ومن شأن المتأمل في طبيعة هذا التراكم في هذه الكتابات السياسية، المنشورة خصوصا، اي دون الرجوع الى سلسلة الابحاث والاطروحات الجامعية، التي نوقشت على صعيد كليات الحقوق تحديدا والتي عنيت اساسا بالبحث في بعض القضايا السياسية الراهنة: كالتناوب والانتقال الديمقراطي والمؤسسة الملكية ومؤسسة البرلمان ومؤسسة الوزير الاول والرأي العام والدعاية الانتخابية، وغيرها من المواضيع ذات الارتباط الجوهري والمباشر بما سبق ان عبرنا عنه بحركية المشهد السياسي في المغرب اليوم. من شأن المتأمل، اذن، في ذلك التراكم ان يلمس عن كثب ان العديد من الاقلام قد عملت على رصد هذه الحركية، بمنظورات متباينة واحيانا متكاملة، ربما لكون المشهد السياسي في المغرب اضحى يشكل مركزا خصبا للتحليل والتنظير لهذه التجربة السياسية، في مختلف مكوناتها وتمظهراتها وتحولاتها وبالامكان، هنا، وضع تصنيف اولي لعينة واسعة من تلك الكتابات السياسية والاسماء المساهمة، على النحو التالي:

1ـ على مستوى الكتابة والتأليف يلاحظ ان ثمة كتابات ألفت في شكل كتب مستقلة، واخرى نشرت كدراسات مفردة، بعد ان قدمت اما في اطار ندوة ما او في سياق ملف جماعي او انها كتبت بدون سياق تداولي محدد لها.

ـ كتابات صادرة عن باحثين جامعيين متخصصين في حقل العلوم السياسية.

ـ كتابات صادرة عن اقلام باحثين اجانب متخصصين، في الغالب، في المشهد السياسي المغربي.

ـ كتابات ألفت باللغة العربية واخرى كتبت باللغتين الفرنسية والاسبانية، على الخصوص، والعديد من هذه الكتابات الاجنبية عرفت طريقها الى الترجمة للغة العربية.

ـ كتابات/ دراسات نشرت ضمن كتب جماعية (سلسلة اعمال) واخرى نشرت ضمن اعداد خاصة لبعض المجلات المحلية والاجنبية.

ـ كتابات رصدت بعض مظاهر المشهد السياسي بالمغرب، واخرى تجاوزت ذلك الى مقاربة بعض ملامح المشهد السياسي في اقطار مغاربية وعربية واجنبية.

وتتسم الكتابات السياسية، المتصلة بحركية المشهد السياسي بالمغرب، بالتنوع والتعدد، وهو ما تعكسه بالفعل العديد من الكتابات التي نشرت في هذا المجال، اما انطلاقا من تصور حزبي وايديولوجي صرف او انطلاقا من تصور علمي وتحليلي ونقدي محايد.

3 ـ على مستوى فئات الباحثين والمهتمين:

تساهم المرأة المغربية، الى جانب الرجل، في الاهتمام بصياغة بعض الاسئلة والتصورات السياسية عن هذه المرحلة التاريخية والسياسية في المغرب وكذا عن التجربة السياسية الموازية لها: عائشة بلعربي، امينة المسعودي، رقية المصدق، اسماء بنعدادة، خديجة امتي، نعيمة بنواكريم، مليكة الصروخ، عائشة الجندي، نجاة زروق، مليكة بنراضي، حرية علمي مشيشي، نجية بنيوسف.. ومعظم هؤلاء ساهمن بدراساتهن تلك اما في اطار ندوات او في اطار ايام دراسية، نظمت حول «المرأة والمشاركة السياسية» و«المرأة والديمقراطية» في المغرب وفي العالم العربي. وكتابات المرأة، في هذا المجال، ما تزال دون المستوى المرتجى، بحيث بقيت تلك الدراسات لدى بعضهن مفردة. ولربما شكلت هذه التجربة السياسية الجديدة، المتمثلة في الرفع من حصة تمثيلية المرأة المغربية داخل البرلمان وداخل الحكومة الجديدة، بعدا آخر، اكثر حيوية وتأثيرا جديرا بالتأمل والمقاربة، ومجالا كفيلا بتحقيق تراكم جديد في الكتابات والتحاليل السياسية، وخصوصا ما يتصل منها بعلاقة المرأة بالشأن السياسي العام في المجتمع المغربي الراهن.

كما ان هؤلاء المساهمين والمساهمات في تحقيق هذا التراكم يتوزعون بدورهم الى باحثين متخصصين في العلوم السياسية، او ما شابهها نذكر من بينهم: عبد الله ساعف، محمد الطوزي، حسن بنعدي، محمد البردوزي، عبد الله حمودي، ادريس بنعلي، عبد القادر الشاوي، عبد الحي مودن، محمد ظريف، خالد الناصري، احمد جزولي، نجيب اقصبي.. والى فاعلين سياسيين وحكوميين اثروا هذه التجربة ببعض الكتابات والدراسات والآراء، ضمن هذا السياق التداولي او ذاك، نذكر من بينهم: عبد الله ابراهيم، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمن اليوسفي، احمد الحليمي علمي، عبد الله ساعف، اسماعيل العلوي، محمد اليازغي، محند العنصر وغيرهم. الى جانب بروز فئة اخرى تنتمي الى هذه الشريحة الاخيرة، وتحديدا اولئك الفاعلين السياسيين الذين اختاروا تمرير طروحاتهم وافكارهم ووجهات نظرهم السياسية عبر وساطة الحوارات والاحاديث والاستجوابات الصحافية، المكتوبة والمسموعة والمرئية، ومنهم من اختار جمع تلك المادة، فيما بعد، بين دفتي كتاب: احمد الحليمي علمي، عبد الله ساعف، نوبير الاموي، محمد اليازغي، وهناك فئة اخرى من المفكرين والمتتبعين والمحللين السياسيين والمنشغلين بتطور الحياة السياسية في المغرب، في ابعادها الدستورية والحكومية والتشريعية والحزبية والمفاهيمية، من المغاربة والاجانب، هؤلاء الذين يكتبون بهذه اللغة او تلك، نذكر منهم: محمد عابد الجابري، عبد الهادي التازي، عبد الهادي بوطالب، عبد الله العروي، عبد الاله بلقزيز، عبد الكبير الخطيبي، بنسالم حميش، العربي المساري، احمد راكز، محمد الساسي، خالد السفياني، عبد اللطيف جبرو، حسن قرنفل، محمد وقيدي، نور الدين قربال، يونس برادة، احمد حرزني، مصطفى الجوهري، ابراهيم يزناسن، ابراهيم ياسين، العربي الجعايدي، الحسان بوقنطار، محمد مالكي، ابو زيد الادريسي المقرئ، عثمان اشقرا، عبد العزيز جزولي، عبد الحميد البجوقي، عزيز لحلو، محمد شكري سلام، عبد السلام مغراوي، توفيق بوعشرين، ميلود بلقاضي، عمر بندورو، نجيب بامحمد، حميد المصباحي، محمد مجاهد، امحمد الهلالي، هشام بن عبد الله العلوي، محمد حسنين هيكل، بيار فيرمون، ميشيل كامون، ميشيل روسي، وليام زرطمان، ماريا باريخو فيرنانديز، جان كلود سانتوسي، مارك تسيلير، ميخائيل واليس، ر. روزيت، على سبيل المثال فقط لا الحصر.