روائي اميركي شاب يروي فظائع حرب الخليج الثانية

TT

كان الاميركي انطوني سفوففورد في السابعة عشر من عمره حين ارسل في عام 1990 الى منطقة الخليج ليشارك في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الاميركية ضد النظام العراقي الذي غزا الكويت في صيف العام المذكور. وقد استوحى من تجربته تلك رواية اختار لها عنوان: «رأس الجرة: جندي في حرب الخليج وفي معارك اخرى» وفيها يغوص بنا في جحيم المعارك في صحراء الكويت حيث كانت النيران تلتهم آبار البترول والابواق تزعق مطالبة الجنود العراقيين بالاستسلام فورا. وكان هو مع كتيبة من الجنود يتحركون بين الدبابات المحترقة والجثث المتعفنة والمشوهة. في المساء يحفر الجنود الاميركيون حفرا للاختفاء من القصف العشوائي وهم في رعب دائم من الهجومات الكيماوية. وعن ذلك يكتب انطوني سفوففورد قائلا: «في افظع كوابيسي، تبدو المواد الكيماوية شبيهة بضباب اخضر او اصفر يتموّج حول القذيفة».

وقد كتب احد النقاد عن هذه الرواية الصادرة حديثا في نيويورك يقول: «جامعا بين القسوة والغنائية، الكبرياء والجزع، تمكن انطوني سفوففورد من ان يقدم لنا رواية يمكن اعتبارها الأقسى الى حد الآن عن حرب الخليج. وهي في الآن نفسه صخرة جديدة ملتهبة اضيفت الى صرح ادب الحرب. وهي في سخريتها السوداء تشبه رواية جوزيف هيللر: «ATCH 22» وروايات اخرى عن حرب فيتنام. ان انطوني سفوففورد الذي كان ينتمي الى افضل الكتائب في البحرية الاميركية خلال «عاصفة الصحراء» كان يشرب ويتنقل ويهذي بكلمات بذيئة وفي الآن نفسه كان يقرأ «الغريب» و«الالياذة» و«هاملت» في اوقات الاستراحة. وفي روايته هذه تصالح بين جانبين من شخصيته. فهو في الآن نفسه وقح وميال الى التأمل وهذا ما ساعده على ان يلتقط بشكل ساخن ومريع ذكورية رفاقه الجنود والوحدة الوجودية التي يعيش بها وسط لهيب المعركة. وهو صريح الى حد القسوة عندما يتعلق الامر بتصوير الفظائع الناجمة عن الحرب. وهو يعترف بأنه كان يرغب شخصيا في سفك دماء الجنود الاعداء وكان يخشى ان تنتهي الحرب دون ان يتمكن من تنفيذ رغبته تلك. لكن في الآن ذاته يتحدث عن الثمن المرعب الذي يتحتم دفعه في الحرب، سواء على المستوى النفسي او على المستوى الجسدي. وهو يجعلنا نتذوق مرارة الضجر في الصحراء المترامية الاطراف، ومعه نعيش الخوف من هجمات العدو المفاجئة. كما يعترف انه فكر في الانتحار ذات مرة غير ان صديقه تمكن من اقناعه بعدم القيام بذلك.