ثقاقة العنف وثقافة الشتم

خالد المعالي

TT

نشرت «الشرق الأوسط» ـ عالم النشر والكتابة ـ بتاريخ 2003/4/6 مقالا لفيصل عبد الحسن عن كتاب «ثقافة العنف في العراق». وجاءنا من صاحب «دار الجمل» ناشرة الكتاب، الرد التالي:

يبدو ان فيصل عبد الحسن في عرضه لكتاب الروائي والكاتب العراقي سلام عبود: «ثقافة العنف في العراق ـ منشورات الجمل 2002 ـ «الشرق الأوسط» 2003/4/6 لم يكن مخلصا للمحيط البعثي، حيث تربى ونشأ كاتبا حربيا، تفوز «رواياته» بجوائز قادسية صدام حسين، فقط، وانما ليس بإمكانه حتى هذه اللحظة، التخلص من لغة واساليب بعث صدام حسين! وهي تعتمد الكذب والخداع والاكثار من ايراد الاشاعات والابتعاد قدر الامكان عن موضوع الكتاب الاصلي، بل وجدناه يفوقها في عدم التعرض لمحتوى الكتاب الذي يعرض له اصلا! فمقاله المذكور ينسج بشكل فاقع على هذا المنوال، لا تجد فيه كلمة صدق واحدة، لماذا يا ترى؟ ما هو سبب هذه الهستيريا التي دعت فيصل عبد الحسن حاجم، وهذا هو اسمه المنقوش على رواياته الحربية، التي كتبت جميعها في تمجيد قادسية صدام حسين ونشرت جميعها ايضا من قبل وزارة الاعلام العراقية في سلسلة روايات المعركة السيئة الصيت، والتي منح على بعضها جائزة قادسية صدام حسين، فما ذنبنا نحن اذن، اذا كان قد وضع قلمه وكل طاقاته «الابداعية» في خدمة الاعلام الحربي لصدام حسين؟! كتاب «ثقافة العنف في العراق» هو بالدرجة الاولى والاخيرة كتاب نقدي «يتقصى اساليب وطرق الكتاب (العراقيين) المتنوعة في التعبير عن ذواتهم، وهم يقفون في مواجهة واقع مأساوي ظالم، وهي رحلة ايضا في سبل التأقلم والتكيف، التي تقيمها الذات مع نظام سياسي واجتماعي شديد القسوة..».

واذا لم يجد المؤلف في كتابات فيصل عبد الحسن حاجم اي تعبير انساني، بل مجرد تطبيل فارغ، فماذا نفعل؟ سلام عبود درس هذه النصوص وحاول ان يستخلص منها العبر التي ننتظرها عادة من النص الادبي، فهو لا يشتم، والا لماذا لم يورد لنا فيصل عبد الحسن شتيمة واحدة كدليل على ما يقول؟! بل هو يدرس بدقة وموضوعية روايات وقصائد كتبت في تمجيد حرب صدام حسين. ويا سيد فيصل عبد الحسن حاجم، لقد كتبت انت بحماس تمجد كل دعاوى صدام حسين الحربية والعنصرية! ولا يعني شيئا البتة انك لم تسمع باسم المؤلف من قبل، هذه مشكلتك! وهو ايضا لم يمدحني في الكتاب، بل لم يأت على ذكر اي نص لي، وهذه ايضا من جملة الاكاذيب التي كانت هي المادة الرئيسية لمقالك! نحن لا نتعامل «بالخنوع، او المحاباة والتملق والتصاغر والحذلقة والتزوير»، التي هي الصفات الذهبية الناجعة لكل كُتّاب صدام حسين وممجدي حروبه! بل لجأت الى اشياء سقيمة وهي ان الكتاب مغلف بالسوليفان، فكل الكتب اليوم تغلف بالسوليفان، فهل افتقدت الحجة؟ ام هو شريط الكاسيت الذي يملي عليك كيف تشتم؟! ومن هذا المنطلق، اتت محاولتي البريئة في اعادة نشر روايتك «عراقيون اجناب» والتي نشرتها في المغرب، لاني املك املا كبيرا في وجود كاتب عراقي عاش المآسي وسوف يستطيع رغم كل هذا البؤس ان يعبر حقا عما حدث في العراق.. لكن، ويا للاسف، لا انت ولا غيرك من سيكون بامكانه القيام بذلك! وها هو مقالك يثبت انك كنت وما زلت ذلك المداح الحربي الذي ما ان عبر طريبيل، حتى وضع الوجه الآخر من الكاسيت واستمر يردح من جديد! لم يجلس لكي يتأمل ما حصل لكي ينظر الى نفسه، وكأنه لم يعرف ما هي الكارثة! لم يستخلص الدروس والعبر، انه فقط، عبر الحدود ومضى يردح من جديد وكأن شيئا لم يكن!