أم الخزانات بالمغرب: 500 ألف كتاب بمختلف اللغات ويزورها حوالي 40 ألف باحث سنويا

TT

تعتبر الخزانة العامة للكتب والوثائق بالرباط، التي تقع في وسط العاصمة المغربية الرباط ما بين كلية الآداب والعلوم الانسانية وكلية العلوم التابعتين لجامعة محمد الخامس، أم الخزانات بالمغرب، وهي تأسست في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 1926 من طرف الإقامة العامة بالمغرب. وقد تناوب على الاشراف عليها وتسييرها مجموعة من المحافظين كعبد الله الركراكي وعبد الرحمان الفاسي ومحمد بنشريفة وأحمد التوفيق ومصطفى مركوم من مديرية الكتاب بوزارة الثقافة المغربية التي يشرف عليها الآن بعد تعيين المحافظ السابق أحمد التوفيق وزيرا للأوقاف والشؤون الاسلامية في الحكومة الحالية، في انتظار تعيين محافظ جديد للخزانة العامة.

وتضم الخزانة العامة ذخيرة هامة من الكتب والمخطوطات تقدر بـ500 ألف كتاب موزعة على مختلف اللغات، تحتل فيها اللغة الفرنسية والعربية الدرجة الأولى، وعلى العديد من المخطوطات النادرة والمطبوعات الحجرية والمجموعات الخاصة، وهي مجموعات لكل من: محمد بن جعفر الكتاني، عبد الحي الكتاني، محمد المقري، التهامي الكلاوي، ابراهيم الكلاوي، محمد التوزاني، محمد أبو طالب وخناتة بنونة.

وتتوفر الخزانة على أربعة أجنحة للبحث: الأول للمطالعة يرتاده الباحثون في مستوى الاجازة والتعليم الثانوي والموظفون، والثاني خاص بباحثي السلك الثالث الذين يهيؤون رسائلهم الجامعية أو دكتوراه الدولة، والجناح الثالث خاص بالمخطوطات، ويتوفر على مختبر علمي يتم فيه ترميم وتخزين العديد من المخطوطات المغربية وفق أحدث الوسائل المعتمدة في العالم. والجناح الرابع خاص بالوثائق والمنشورات المتعلقة بتاريخ المغرب. والمكتبة، حسب الايداع القانوني الصادر عام 1932، مخول لها أن تمتلك خمس نسخ عن كل اصدار. وهو الشيء الذي لا يحصل في أغلب الأحيان وتشوبه العديد من الأخطاء، لأن لائحة الايداعات السنوية التي تقدمها الخزانة العامة كل سنة لا تعكس في غالبها الأعم ما تعرفه السوق المغربية من اصدارات وانتاجات أدبية وفكرية.

ومع حلول عام 2000، عرفت الخزانة العامة بعض التغييرات الهامة على مستوى الفهرسة، إذ تم اعتماد نظام (D V) العالمي في الفهرسة، وهو نظام يعتمد على تصنيف الكتب حسب المواضيع، كما بدأ الشروع في الفهرسة الالكترونية في جميع المجالات، وأدخل الايداع القانوني في بنك المعطيات. وتم اعداد الفهرس الالكتروني للمؤلفين المغاربة ويضم مجموع ما ألفه المغاربة الى غاية عام 2000، وهو ما يقدر بنحو 15 ألفا و144 عنوانا تحتل فيه الآداب والعلوم الاجتماعية والدين مركز الصدارة، هذا الى جانب القرص المدمج الخاص بصحيفة «السعادة» التي صدرت في المغرب ما بين 1904 و1956 برئاسة تحرير الماروني وديع كرم، وقرص مدمج خاص بالجريدة الرسمية بالمغرب.

وفي مجال المخطوطات قامت الخزانة باعتماد برنامج علمي في دراسة حوامل المخطوطات وصيانتها وفق أحدث الوسائل وبالتعاون مع متخصصين أجانب من ألمانيا وايطاليا واسبانيا، خصوصا أن الخزانة العامة تتوفر على مجموعة من المخطوطات النادرة والكتب المحفوظة في اللوح ومخطوطات في مجال الآداب والعلوم والاقتصاد والنسب والرحلات.

ويزور الخزانة العامة ما يناهز عن 40 ألف زائر سنويا من مختلف المناطق المغربية، يشكل فيهم الباحثون النسبة الأكبر، فيما يأتي التلاميذ والموظفون في الدرجة الثانية.