دعوة لتأسيس أرشيف وثائقي للتراث العربي في الخارج

TT

دعت دراسة علمية الى تأسيس أرشيف وثائقي للتراث العربي والاسلامي المحفوظ في اوروبا وأميركا وروسيا وغيرها يتم خلاله تسجيل جميع التراث العربي والمخطوطات سواء المنشور منه أو غير المنشور في شتى علوم المعرفة ليكون في متناول الطلاب والباحثين العرب والمسلمين وذلك باستخدام الطرق الحديثة من انترنت وميكروفيش وميكروفيلم وغيرها، مشيرة الى ضرورة تشجيع الجامعات في اوروبا وأميركا لتقديم منح علمية للطلاب العرب والمسلمين لدراسة هذه العلوم المحفوظة لديهم والمدونة في المخطوطات والوثائق التاريخية.

وأكدت الدراسة التي اعدها الدكتور سعيد مغاوري محمد الاستاذ بكلية دار العلوم جامعة المنيا بمصر تحت عنوان «احياء التراث الاسلامي احد عوامل نهوض العالم الاسلامي» ضرورة قيام تعاون علمي واكاديمي وبحثي بين الجامعات العربية والاسلامية وبين المعاهد العلمية في اوروبا واميركا بغرض تقديم خدمة علمية لها ومساعدة هذه المعاهد في قراءة النصوص المخطوطة والوثائق التاريخية، خاصة ان بعض الباحثين الغربيين لا يتناولون قراءة المخطوطات العربية والوثائق التاريخية تناولا سليما نظرا لضعف قدرتهم على قراءة هذه النصوص قراءة صحيحة فتظهر في دراساتهم بعض السلبيات نظرا لعدم تمكنهم من اللغة العربية. واشار الدكتورمغاوري الى «ضرورة دراسة هذه الثروات الثقافية الهامة واستخراج المعلومات والبيانات والاحصاءات والافكار التي اوردها سلفنا الصالح ونشرها وابرازها للطلاب والباحثين لتعميق الاصالة في نفوسهم والتعرف على نهج سنن السلف الصالح والاقتداء بهم واكمال المسيرة من بعدهم والاعتزاز بماضي سلفنا الصالح من علماء اجلاء بذلوا كل ما عندهم من اجل البحث والدرس لشتى علوم الفن والمعرفة».

واوضح ان نهضتنا الحضارية لا يمكن ان تقوم لها قائمة الا باتباع المنهج العلمي الحديث والمتطور الى جانب الاعتزاز بمنهج السلف الصالح وتحقيقه ونشره والاستفادة من خبرات السابقين، مشيرا الى انه منذ ان بزغت دعوة الاسلام وللمسلمين عطاء حضاري تمثل في العديد من المقتنيات التراثية من مخطوطات ووثائق تاريخية وشواهد فنية معمارية ممثلة في المساجد التاريخية والمدارس والاسبلة والكتاتيب والوكالات والخانات والقلاع والحصون والزوايا والقصور التاريخية والمنازل والربط والبيمارستانات وغيرها.

وقال ان هذه الشواهد والمقتنيات التراثية النادرة ـ بداية من فجر الدعوة الاسلامية وحتى نهاية العهد العثماني ـ تضم العديد من العناصر الفنية والمعلومات التاريخية التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك تفوق المسلمين عبر تاريخهم الطويل في مجال النظم الحضارية، موضحا ان الغرب الاوروبي اقتبس من المسلمين عوامل نهضتهم وازدهارهم الحضاري.

واكدت الدراسة ان الحضارة الاوروبية في العصور الوسطى تأثرت تأثرا كبيرا بفنون العرب والمسلمين المعمارية وظهر ذلك واضحا منذ اوائل القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي في شمال اسبانيا وبالتحديد في مقاطعات ليوم وقشتالة وجليقية من جهة وفي بلاد قطالونيا من جهة اخرى فقد اقيمت العديد من المنشآت المعمارية في هذه البلاد وغيرها في اوروبا متأثرة بفنون العمارة العربية والاسلامية نذكر منها على سبيل المثال كنائس سان ميجل دي اسكالادا وكذلك كنائس سان ميان ده لاكوجيا وغيرها، مشيرة الى ان هذه المنشآت المعمارية سواء الدينية أو المدنية في اوروبا اقتبست العديد من العناصر الفنية المعمارية العربية والاسلامية مثل النوافذ المزدوجة والعقود المفتوحة والعقود الثلاثية الفتحات والعقود المفصصة أو المقصوصة والعقود الصماء وكذلك الشرفات أو الكوابيل والقباب والقبيات المضلعة والقبوات الوترية والزخارف المتعددة الالوان والمنحوتات المشطوفة والغائرة وغيرها من العناصر الفنية والمعمارية التي برع فيها المسلمون.