«الينابيع» حقيبة شعرية تشكيلية

TT

تصدر قريبا للشاعر المغربي أحمد العمراوي والفنان التشكيلي المغربي عبد الاله بوعود حقيبة فنية تجمع بين الشعر والتشكيل تحمل عنوان «الينابيع»، وهي تجربة اولى في المغرب تهدف بالأساس الى إعادة الاعتبار للمتخيل وللكلمة الجميلة واللوحة الفنية. وهي تجربة، كما يقول صاحبا هذا العمل من خلال عملهما الأخير في ديوان «ينابيع» للشاعر أحمد العمراوي الصادر عن دار الأمان بالرباط، حيث وضع الفنان التشكيلي عبد الاله بوعود رسومات للديوان وغلافه الخارجي. وتلك الرسومات ـ كما يقول الشاعر أحمد العمراوي ـ جعلته يكتب قصائد أخرى وضع لها الفنان بوعود رسومات وقررا جمعها في عمل فني على شكل حقيبة فنية تضم عشر لوحات وعشر قصائد. عن هذه الحقيبة الفنية، التي يبلغ حجمها 60 على 21 سنتمترا، قال الشاعر أحمد العمراوي لـ «الشرق الأوسط» انه لم يعرضها على أي دار للنشر، بل الذي تكلف بإعدادها من البداية هو الفنان عبد الاله بوعود في معمله الخاص، حيث أخرج عددا محدودا من النسخ وصل الى 13 نسخة، وذلك لأن العمل السيريغرافي يتطلب مجهودات كبيرة ووقتا أطول. وعن الهدف من هذا العمل الفني ذكر الفنان التشكيلي عبد الاله بوعود: «الهدف هو الرقي بالفن التشكيلي وبالشعر وخلق علاقة جمالية فنية بينهما، حتى لا تبقى العلاقة بين التشكيلي والشعري علاقة الكولاج فحسب. فالجديد في هذا العمل هو أن الرسومات أعطت كتابة، وهي عناصر بشرية وتشكيلية، وستجد مكانها ضمن عناصر تشكيلية».

وحول القراء المفترضين أو المقتنين لهذا العمل أشار أحمد العمراوي الى أن «قراء الشعر في المغرب على العموم قليلون، كما أن المهتمين بالفن التشكيلي قليلون أيضا، خصوصا أن المغرب لا يتوفر على سوق فنية، ولكن هذا لا يمنع المبدع من المغامرة وتحقيق رغباته، وأنا أعتبر أنني حققت رغبة كانت دفينة بالنسبة لي».

ويذكر بوعود «منذ انطلاقنا في هذا العمل لم نضع في ذهننا مائة في المائة المقتني، وإن كنا وضعنا قارئ اللوحة أو القصيدة. إنها فعلا مغامرة نسعى من خلالها للبحث عن قراء معينين ولو أنهم محدودون. ونحن لا نفترض أن يقبل عليه عموم الناس بقدر ما يهمنا عرضه واستمرارية هذه التجربة الذي تتطلب قارئا متخصصا في الشعر وفي الفن التشكيلي».

ويجمع الشاعر والفنان على أن الهدف الأسمى من هذه التجربة هو إعادة الاعتبار للمتخيل الذي يموت يوما بعد يوم إما بسبب أحداث طاغية أو بسبب مشاكل يومية صغيرة، خصوصا أن اليومي يقتل فينا المتخيل الذي هو ضروري جدا للابداع.