الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم

TT

ان من الكتب الاساسية التي اعيد قراءتها حاليا كتاب «الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم» ويطرح الكتاب قضية خطيرة جدا، إذ يستخدم مؤلفه سعد عبد المطلب العدل اللغة المصرية القديمة في تفسير اوائل السور في القرآن الكريم، واهمية الكتاب تنبع من كون المؤلف له دراسات عديدة في التاريخ والجغرافيا وتاريخ الاديان وتاريخ الاديان المقارن وعلم اللغة، بالاضافة الى خبراته التي اكتسبها من عمله كمساعد لأحد علماء المصريات الالمان.

والكتاب في جزئه الاول بحث مهم جدا في اللغة استند خلاله الى عديد من المراجع بما فيها «القاموس المصري» للسير ألش جاردنر. ويتحدث المؤلف عن اللغة المصرية القديمة باعتبارها اقدم اللغات ويشير الى المراحل التي مرت بها، وطرأ عليها من تطورات عبر مراحل الدولة المصرية القديمة والاسر المختلفة التي حكمت مصر، كما يتحدث عن المراحل التي مرت بها الحروف المصرية القديمة التي تزامنت مع تطور الكتابة نفسها والفروق التي ميزت كل مرحلة. ولخص المؤلف ما توصل اليه عبر بحثه ان الحرف المصري القديم الذي اخذ شكل الصورة راح يتجرد من الشكل المطابق للواقع ورمزه فيه الى الشكل التجريدي الذي تحولت فيه مجرد رسوم اقتبست منها في النهاية حروف الكتابة في جميع لغات العالم.

وذكر المؤلف ان اللغة المصرية القديمة تحمل نفس سمات وخصائص اللغات المسماة بالسامية في قواعد نحوها وصرفها وموازينها من الثلاثي والرباعي والخماسي.

وذكر المؤلف ان هذه الموازين بالاضافة الى تشكيل الكلمات ورثتها اللغة العربية، كما ان مفردات اللغة المصرية القديمة متوغلة ومتغلغلة في كل اللغات السامية بما فيها اللغة العربية.

ويذكر المؤلف ان المصريين القدماء كانوا يسمون لغتهم المصرية القديمة «لغة الضاد» ويشير الى ان معنى هذه الكلمة في معجم اللغة المصرية القديمة للسير الن جاردنر نجدها تؤدي في النهاية معنى واحدا وهو وظيفة اللغة بل كل وظائف اللغة على الاطلاق وهذا المعنى هو يتكلم، يتحدث، يعلق، يعلن، يدعى، يصرح، يقض، قصة، الح، ويشير المؤلف الى ان هذه التسمية التي بقيت على طول الزمان ويطلقها البعض على اللغة العربية خطأ لانها تحتوي على حرف الضاد في ابجديتها ومفرداتها هذه التسمية جاءت من وجود حرف الضاد الثعباني الدال على حرف الضاد في اللغة العربية ومن العجب ان يأخذ نفس رسمة «ص» في العربية ولو تأمل الحرف الهيروغليفي يدلنا على الاصل الثعباني الذي يأتي منه حرف الضاد في اللغة العربية، وقبل ان يبدأ المؤلف العدل في تفسير اوائل السور في القرآن الكريم باستخدام اللغة الهيروغليفية يذكر انها ظلت حتى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لسان العصر لكل من يريد ان يعبر أو يتكلم، واكد المؤلف ان انبياء الله ابراهيم وعيسى وموسى عليهم السلام كانوا يعرفون اللغة المصرية القديمة.

واهمية هذا الكتاب انه باستخدام اللغة الهيروغليفية في تفسير اوائل سور القرآن الكريم يفتح باب الاجتهاد بعد قرون طويلة من الاعتماد على تفاسير قديمة منقولة من عالم الى آخر، ويعطي الكتاب عبر تفسير اوائل السور في القرآن الكريم معاني متسقة قريبة من المنطق يستطيع تقبلها العقل، واتمنى ان يحظى باهتمام علماء الدين وهو كتاب من فرط اهميته يجعلني اقرأه بين الحين والحين.