ندوة «المرأة والسينما» في أصيلة بدأت بالشكوى والاحتجاج على «غول الرقابة»

نور الشريف ينتقد ما تروجه بعض الفضائيات العربية

TT

رغم ان ندوة «المرأة والسينما في العالم العربي»، تنعقد في مطلع الالفية الثالثة، فإن المناقشات التي دارت بين المشاركات والجمهور بدت وكأنها تجري في خمسينات القرن الماضي، ان لم نقل في بدايته.

ولم تستطع مخرجات تقديم ايضاحات كافية عن مسار تجربتهن بسبب الصرامة التي تعامل بها غسان عبد الخالق منسق الندوة في توزيع الحصص الزمنية على المتدخلات، مما جعلهن يركزن على مسألتي «الرقابة» وحرية الابداع.

واطلقت كل من المخرجة المصرية ايناس الدغيدي، وزميلتها المخرجة التلفزيونية السورية، هند ميداني، صرخة احتجاج ضد «الرقابة والبيروقراطية العمياء». واعاد الطرح السوري المصري المشترك اجواء سادت ايام «الجمهورية العربية المتحدة».

اشتكت ميداني، من العمل في مؤسسات القطاع العام، حيث الفضاء، في نظرها، مسيج بفانوس محكم القبضات. وكالت الدغيدي من جهتها، الاتهامات للبرلمان والصحافة واعداء المرأة المتزمتين والمتطرفين، واستهزأت من «مجلس الشعب» الذي يناقش خلال عدة جلسات مسألة «قبلة» في فيلم ويحاول، المجلس المذكور، ان يحلل معاني ودلالات تلك اللقطة، تاركا جانبا مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية رغم اولويتها بالنسبة للمواطن.

وانتقدت الدغيدي، بشدة التيارات الاصولية المتطرفة التي تريد التخلص من كل نزعة تحررية، وقالت ان تيارا غريبا في مصر يريد ان يسكت من يتكلم، متسائلة «لا اعرف لماذا انا مستهدفة في حين يفعل مخرجون رجال الشيء نفسه وربما اكثر».

وأقرت الدغيدي بأنها ليست هادئة، بل استفزازية، واضطرت الى ذلك لأن «الصوت الواطي لا يصل» على حد قولها. وصبت جام غضبها على صحافة غير محترمة، يعمل فيها هواة، تمارس دورا خطيرا في تضليل الرأي العام حين تنشر مغالطات ولا تعرف احيانا حتى كيف تصوغ خبرا.

وأكدت الدغيدي انها لن تستسلم وستسير في طريقها حتى النهاية، معتذرة عن عدم الحديث عن تجربتها في الاخراج، لأنها تزور اصيلة للمرة الخامسة والجمهور يتابع مسيرتها الفنية.

وتحدثت المخرجتان المغربيتان فريدة بليزيد وزكية الطاهري باقتضاب شديد، بلغة فرنسية وهو ما ادى بكثيرين الى الاسراع بالبحث عن جهاز الترجمة الفورية.

وقالت بليزيد انها اكتشفت الحرية عن طريق والدها وانها تكافح جميع اشكال الرقابة وتحرص على تفادي الوقوع في الفخ التجاري، لأنها تشتغل على الذاكرة الخيالية، وتتجنب الوقوع في الافخاخ.

اما زكية الطاهري فقالت انها اكتشفت السينما عن طريق جدتها، واستبعدت طاهري وجود ثنائية الرجل والمرأة في السينما ودعت الى انتاج افلام موجهة للغرب لمواجهة الغزو الاميركي، شريطة ان تكون افلاما مشوقة وممتعة، وليست صادمة او كاريكاتورية.

وشاطرت المخرجة المصرية، نبيهة لطفي، زميلتها المغربية مؤكدة انها لم تعاني من مشكلة مساواة، نظرا لعدم وجود تفرقة في أسرتها ومحيطها. ودعت المرأة الى ترك التشبث بنون النسوة.

وقالت «نحن الآن لا نستطيع ان ندعي اننا مهضومات الحقوق، فالفرص متوازية واذا وجدت مشكلة فهي عامة».

وتطرقت مريان خوري الى تجربتها في اخراج وانتاج الشرائط الوثائقية وتوقفت عند تجربتها وعملها مع المخرج يوسف شاهين، موضحة انها انجزت افلاما وثائقية عن رائدات سينمائيات عربيات، وكشفت النقاب عن ان اسرتها كانت تعارض دخولها مجال السينما رغم انهم جميعا سينمائيون.

وتحدث النجم المصري نور الشريف، الذي اربك المنظمين بسبب رغبة الجمهور في التقاط صور معه او السلام عليه والتوقيع على اتوغرافات، تحدث عن العلاقة بين السينما والحكم موضحا ان النهضة السينمائية في مصر بدأت مع المرأة مستدلا على فكرته بفيلم سعيد مرزوق، «أريد حلا» الذي ساندته جيهان السادات التي كانت تروج مناصرتها لقضية المرأة، مثل ما كان فيلم «مراتي مدير عام» مؤشرا على تحرر المرأة في عهد الزعيم جمال عبد الناصر.

وقال نور الشريف ان التيار الديني الرجعي يقف وراء تخويف المرأة، منبها الى ان مخرجين رجالا انجزوا افلاما كثيرة جيدة عن المرأة.

وانتقد نور الشريف، الذي برع في مسلسلي «الحاج متولي» و«العطار والسبع بنات»، وبثتهما معظم الفضائيات، ما وصفه «بالسينما الفظيعة» يجري الترويج لها، معربا عن امنيته في رؤية اعمال فنية مسلية بشرط ان تكون على شاكلة «أيام زمان».

وكان الشريف عرضة لانتقاد بريء من فتاة كويتية تابعت الندوة حين ابدت ملاحظة بصدد التناقض في مواقفه وآرائه في الندوة ودوره في بعض المسلسلات مشيرة الى مسلسل «الحاج متولي»، فرد النجم المصري بالابتسام، مؤكدا ان ذلك المسلسل هو اقرب ما يكون الى روايات الخيال العلمي اي ان ما وقع فيه من احداث يتعذر تحققها في الواقع.