القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان

TT

يعد هذا القاموس الموسوعي في نسخته العربية بترجمة د. منذر عياشي فتحاً علمياً يسرته جامعة البحرين للمكتبة العربية وللقارئ العربي، إنه جسر يصل بين الشرق والغرب، حيث يتكلم كلاهما لغة واحدة للعلم وللعقل بدالين مختلفين، دال العربية ودال الفرنسية. وهذا القاموس الموسوعي سيكون باعثاً ومحرضاً على البحث العلمي، يستعين به الباحثون في تعميق مشاغلهم العلمية وتصويبها والذهاب بها مع ما أحدث ما أنتجه العقل العلمي في ميدان اللسانيات.

يختلف هذا العمل «القاموس الموسوعي لعلوم اللسان» الذي ظهر في عام 1973، وهو من وضع أوزوالد ديكرو، تريفينان تودروف، إنه عمل منظم ليس تبعاً لقائمة من الكلمات، ولكن تبعاً لقطع تصوري للميادين المدروسة، وتتوالى المواد فيه تبعاً لنظام تحليلي وليس تبعاً لنظام أبجدي، وكان القسم الأول هو «المدارس»، وقد تتبع الاتجاهات الرئيسية التي يكون تسلسلها تاريخ اللسانيات الحديث (القواعد العامة، اللسانيات التاريخية، المنظومياتية.. الخ)، وفيه مدخل مخصص لمختلف اتجاهات الدراسات الأدبية مع إعطاء بعض المعلومات الموجزة في الملحق حول المصورات القديمة والقروسطية.

يصف القسم الثاني (الميادين) مجموع المذاهب التي يشكل اللسان موضوعها: الأقسام المختلفة للسانيات، الشعرية، الأسلوبية، علم النفس اللساني، علم الاجتماع اللساني، فلسفة اللسان.

وخصص القسمان الأخيران لوصف المتصورات الرئيسية المستعملة، ففي القسم الثالث تم تقديم «المتصورات المعترضة» وهي المعدة لكي تطبق في ميادين مختلفة، ويذهب النظام الذي تظهر فيه من الأكثر عمومية إلى الأكثر خصوصية. وخصص القسم الرابع للمتصورات الخاصة التي يتم تطبيقها داخل ميدان محدد، وهو ينطلق من متصورات تشير الى الأشياء الأكثر بساطة، للوصول الى تلك التي تشير الى الأشياء الأكثر تعقيداً.

بني هذا العمل ليستعمل قاموساً أو بوصفه موسوعة، وهذا يكون في كل ميدان من الميادين التي تذهب من اللسانيات الى الدراسات الأدبية. وقد كتب بلغة نقية وضم أكثر من ألفي مصطلح.