اصدارات

TT

* حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام

* الرياض ـ رمضان عبد العظيم: نسمع هذه الأيام أصواتا متعالية تتهم الإسلام وأهله بانتهاك حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام. وكتاب «حقوق غير المسلمين في بلاد الاسلام» للدكتور صالح بن حسين العايد يشكل خير رد على هذه التهمة الباطلة، وبرهانا على السجايا التي تحلى بها المسلمون فيما يخص معاملتهم لغير المسلمين، ومن العدل والإحسان والتسامح معهم، حتى في أوقات انتصارات المسلمين عليهم في الحروب، وهو ما سجلته صفحات التاريخ، وشهد به عدد غير قليل من المنصفين الغربيين من غير المسلمين.

يقول رينو: «إن المسلمين في مدن الأندلس كانوا يعاملون النصارى بالحسنى». ويقول ول ديورانت: «لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزردشتيون واليهود والصابئون، يتمتعون في عهد الخلافة الأموية، بدرجة من التسامح لا نجد نظيرا لها في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم.. وكانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لعلمائهم وقضاتهم وقوانينهم». بل عزا الدكتور جوستاف لوبون سرعة انتشار الإسلام بين الشعوب الاخرى الى هذه المعاملة الحسنة من قبل المسلمين لغيرهم.

يبدأ الكتاب بتصنيف غير المسلمين إلى مواطنين في بلاد المسلمين من غير المسلمين، أو من اصطلح عليهم «أهل الذمة»، ووافدين من غير المسلمين إلى بلاد الإسلام لعمل أو نحوه، ويعرفون فقهيا بـ «المستأمنين».

ويتناول المؤلف الحقوق العامة لغير المسلمين في بلاد الاسلام، بالشرح والتفصيل، موردا الدلائل والشواهد والأمثلة التي تبين تلك الحقوق وتؤكدها، من القرآن العظيم، والسنة المطهرة، وأفعال الصحابة والتابعين وحكام وأمراء المسلمين في مختلف الأعصار والأمصار.

فمن حقوق غير المسلمين في بلاد الاسلام، حقهم في حفظ كرامتهم الإنسانية، وحقهم في حرية المعتقد: فلم يرغم الإسلام مخالفيه على الدخول فيه، بل ترك لغير المسلمين كامل الحرية في أن يبقوا على دينهم، فلا يجبروا على اعتناق الإسلام.

وأيضا حقهم في التزام شرعهم: فمن تسامح الإسلام مع مخالفيه من المواطنين أنه لم يجبرهم على الالتزام بأحكامه التشريعية، فأعفاهم من دفع الزكاة ولم يفرض عليهم الجهاد مع المسلمين، كما سمح لهم بإقامة حياتهم الاجتماعية (الأحوال الشخصية) على تشريعاتهم الخاصة كالزواج والطلاق ونحوهما. كذلك حقهم في العدل: فقد أكد الإسلام على المساواة بينهم وبين المسلمين في حق الحصول على العدل اذا تحاكموا الى شريعة الإسلام.

ومن حقوق غير المسلمين: حقهم في حفظ دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وحقهم في الحماية ضد أي عدو خارجي يريدهم بسوء، وحقهم في التكافل الاجتماعي، وحقهم في المعاملة الحسنة: فقد حفظ لنا القرآن الكريم قاعدة جليلة هي الأساس في التعامل مع غير المسلمين، بينت أن الأصل أن تكون معاملتهم حسنة، بل أن يحظوا بالبر والاحسان، ما لم تبرز منهم مظاهر عملية من العداء الصريح، يقول تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين» (الممتحنة ـ 8).

وفي الختام يؤكد المؤلف على نقطة جوهرية، وهي أن هذه الحقوق لغير المسلمين ليست قوانين وضعية من البشر يمكن أن تلغى أو تبدل لو رأى الحكام أو الشعوب تغييرها أو إلغاءها، فهي حقوق ثابتة لا تتغير إلى قيام الساعة، لأنها وحي إلهي، ورد في كتاب الله، أو قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

* الفلاحون وملاك الأرض في سورية

* بيروت ـ «الشرق الاوسط»: صدر عن «دار الطليعة» في بيروت، كتاب «الفلاحون وملاك الارض في سورية القرن العشرين» وهو دراسة تجمع بين التاريخ الشفهي والتاريخ المكتوب للباحث عبد الله حنا.

والكتاب معني اساساً بعملية تكوّن طبقة اقطاعية سورية في الربع الاخير من القرن التاسع عشر واكتملت معالمها في الربع الاول من القرن العشرين، وما ترتب على ذلك من نسيج اجتماعي ساد الارياف عبر الفترة الزمنية التي تغطيها هذه الدراسة، اي حتى بداية الستينات من القرن العشرين.

وبسبب شح المصادر والوثائق فقد استعان الكاتب بما سماه «استنطاق ذاكرة اجيال عدة من الفلاحين والملاك عبر زيارة ميدانية للقرى والدساكر التي شهدت نضالاً فلاحياً او عاشت احداثاً مهمة... فكانت هذه الرواية المعبرة التي تحكي قصة البؤس والجهد والعمل والنضال».

يتألف الكتاب من تسعة ابواب أتت على النحو التالي: التجاذب والتنابذ بين الفلاحين، والمقاومة الفلاحية بين العفوية والتنظيم والمقاومة الفلاحية بين النضالين السلمي والمسلح، المقاومة الفلاحية تتصاعد على دربي النضالين والسلمي والمسلح والمقاومة الفلاحية بين النضالين السلمي والمسلح في جبال الساحل ونماذج لتحركات فلاحية متنوعة الظروف والحركة الفلاحية تنقل مشكلاتها الى شوارع دمشق واروقتها وقصة املاك الدولة في القنية الشرقية والصراع بين اشباه الاقطاع والفلاحين والحركة الفلاحية والوعي الطبقي المنظم.

* القدس بين التوراة والتاريخ

* بيروت ـ «الشرق الأوسط»: صدر عن «مركز دراسات الوحدة العربية» كتاب: «القدس: اورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ»، من تحرير د. توماس ل. تومبسون بالتعاون مع د. سلمى الخضراء الجيوسي، وهو لمجموعة باحثين مختصين وقد نقله الى العربية د. فراس السواح.

يعالج الكتاب موضوعاً بالغ الاهمية وهو لا ينحصر في كتابة تاريخ صحيح لاورشليم، وانما يتعدى ذلك الى النظر في تلك المرويات التوراتية التي لا تقدم تاريخاً بقدر ما تقدم ادباً دينياً، ذلك لان القصة التوراتية عن اورشليم، كما جاء في التقديم، حافلة بالامثال والعبر، لانها تمتّ الى مجال اللاهوت قبل مجال التاريخ. ونقرأ في المقدمة أيضاً: «ورد الاسم «اسرائيل» لاول مرة في نصب الفرعون مرنفتاح الشهير، نحو اواخر القرن الثالث عشر. وعلى الرغم من ان الاسم في الهيروغليفية قد الحقت به الاشارة الدالة على شعب، الا انه يدل على جماعة اثنية معينة بين الجماعات الاثنية الفلسطينية الاخرى. ان المثير للاهتمام فعلاً ان نص مرنفتاح قد اعطانا اول استخدام مبكر لاسم السلف «اسرائيل» باعتباره مجازاً ادبياً يشير الى السلف الاول للشعب الفلسطيني». وتضيف المقدمة:

«ان كتاب العهد القديم يقدم لنا تاريخاً لا يمكن الوثوق به، وما صرنا الآن نعرفه عن تاريخ سورية الجنوبية، وما نستطيع اعادة بنائه اعتماداً على الشواهد الاثرية، يعطينا صورة مختلفة تماماً عن الصورة التي تقدمها الروايات التوراتية لهذه المنطقة».

يحتوي المؤلف على عدة ابحاث حول موضوع تاريخ القدس ويسلط الضوء على النقاش التاريخي ـ الاثري بخصوص نقش تل دان والجدل الذي دار حول المكتشفات والنقوش، ويعرض لوجهات النظر العلمية المتعددة استناداً الى خرائط وصور ملونة للنقش والاجزاء التي اثارت الجدل.

ان هذا الكتاب قيمة علمية فريدة في مجال الابحاث المختصة في موضوع القدس ـ أورشليم، وهو محاولة علمية لاماطة اللثام عن الايديولوجية مقابل الوقائع.

وزعت الابحاث على ثلاثة عشر فصلاً، ويقع الكتاب في 381 صفحة.

* «حروف حي» و«الصابئة المندائيون» لرشيد الخُيون

* بيروت ـ «الشرق الأوسط»: تناول «حروف حي» الصادر عن دار «الجمل» (2003) تاريخ ومقالات البابية والبهائية، التي ظهرت كفرقة من فرق الشيعة وتفرعت عن الشيخية أو الكشفية بالذات. وعنوان الكتاب «حروف حي» تعبير عن عدد حواري الباب، الثمانية عشرة، بما فيهم المرأة التي عرفت بجمالها وفصاحة لسانها وقيادتها للرجال المعروفة بقرة العين. وحي هو جمع الرمز الرقمي لحرف الحاء (8) وحرف الياء (10).

استهل المؤلف كتابه بمقدمة وضح فيها أن الكتاب عبارة عن ملحق لكتابه السابق «الأديان والمذاهب بالعراق»، فالبابية وفرعها البهائية قضت قسما كبيرا من فترة تأسيسها بالأراضي العراقية، وقد واجهوا في السبعينات احكام الاعدام، ولهم وجود ملحوظ في المدن العراقية خاصة بغداد.

من فصول الكتاب: الشيخية والكشفية، الباب والبابية، حواريو الباب: الملا علي البسطامي وقرة العين، بهاء الله والبهائية، الكعبة البهائية ببغداد، العقائد من معاملات وعبادات، وأخيراً تطلعات اجتماعية. والحق الكتاب بنص كتاب البهائية «كتاب أقدس».

وفي مجال الأديان والمذاهب صدر بتحقيق الباحث رشيد الخيون كتاب «مندائي أو الصابئة الأقدمون» الذي صنفه عبد الحميد بن بكر أفندي عبادة عام 1925، والكتاب عبارة عن لقاءات مع الشيخ المندائي دخيل بن عيدان، يوم كان المؤلف موظفاً حكومياً في المناطق التي يوجد فيها المندائيون. والكتاب سرد لعقائد أهل هذا الدين وطقوسهم وأعيادهم ووجودهم وتسميتهم.

قام المحقق بتنقية أخطاء الكتاب عبر ملاحظات الشيخ المندائي الحالي عبد الله بن نجم، مع سيرة ذاتية للشيخين دخيل وعبد الله، واضافة فصل للكتاب تحت عنوان «المندائيون في الذاكرة الإسلامية». تناول الفصل تاريخ العلاقة بين المسلمين منذ أيام الإسلام الأولى وحتى الوقت الحاضر عبر التاريخ والفقه.

لقد اختلف الفقهاء في أمر أهل هذا الدين بين إصدار أبي سعيد الاصطخري فتوى تجيز قتلهم أيام القاهر العباسي وبين ارتباط الشريف الرضي وجدانياً بصداقة وطيدة مع أحد شيوخهم، وقد اجاز اكثر من إمام اخذ الجزية منهم. أما الفقهاء المعاصرون فاعتبروهم أهل كتاب وأكدوا على التعايش السلمي معهم على هذا الأساس.