تحقيق أنجزه كاتب مغربي يظهر باسم مختلف

أحمد متفكر

TT

صدر عن المكتبة العلمية ببيروت ـ لبنان عام 2003 كتاب «تنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير» للامام الشاذلي، بغلاف جميل كتب عليه تحت العنوان: طبعة على مخطوطة كتبها المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي، تحتها عبارة: خرج أحاديثه أبو الفضل بدر الدين العمراوي. فظننت أنه أعاد نشره على نسخ خطية عثر عليها، فتساءلت مع نفسي ما الجديد الذي أتى به!؟ لكن مع الاسف الشديد لما قرأت الصفحة الاولى من الكتاب التي جاء فيها: «أهداني شقيق نفسي، ومزاج روحي، وقريني على غير رحم، السيد الالمعي الحصيف النحرير المولى عبد الملك الشباني ادام الله لي خيره وبركاته، وواظب على احسانه وانعامه، نسخة نفيسة من شرح ابي الفيض مرتضى الحسني على الحزب الكبير للامام ابي الحسن الشاذلي، بخط المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي، فأحببت نشر طبعة عليها سعيا في احياء التراث، ومكافأة لهديته الكريمة، وتنويها بها، وشكرا عليها، وراجيا له خير ما في حزب الشيخ من حار الدعاء، وضارع التوسلات...» وجدت أن هذه النسخة التي بين يدي وقع عليها السطو من طرف هذا الاستاذ الذي تطاول على أعمال غيره ونسبها اليه دون خجل او استحياء.

وهذه النسخة بالذات أعرف قصة إخراجها من المخطوط الى المطبوع، ولا بأس بإيرادها ليعرف القارئ الكريم صدق ما أقول، ولاكشف حقيقة انه لم يقم بأي شيء سوى تغيير الغلاف واثبات اسمه مكان الناشر الحقيقي أحمد الشرقاوي اقبال واخراج بعض الاحاديث النبوية التي لا تكلفه ادنى مشقة، خصوصا ونحن في عصر الاعلاميات، والقصة بايجاز هي:

ان أبا عبد الملك الشباني السالف الذكر لما ذهب في الاربعينات الى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج وجد عند بعض باعة الكتب نسخة خطية من هذا الكتاب، فاشتراه تبركا بما في هذا الحزب وصحبه معه الى المغرب وقدمه هدية الى ابنه عبد الملك الشباني، وبعد مدة أهداه هذا الاخير الى صديقه الحميم الاستاذ احمد الشرقاوي اقبال طالبا منه العمل على اخراجه، فامتثل الشرقاوي لهذا الطلب، وقام بنشره، واعترافا منه بقيمة هذه الهدية الثمينة صدر الكتاب بكلمة هي نفسها التي جاءت في النسخة المسروقة صفحة 3 ثم عقد الشرقاوي اقبال ترجمة للزبيدي من صفحة 3 الى 11، ومثلها في النسخة المسروقة من صفحة 5 الى 13 بعدها ترجم للامام الشاذلي من صفحة 12 الى 14 وهي نفسها في النسخة المسروقة من صفحة 14 الى 16، ثم عرف بالحزب ما هو من صفحة 15 الى 16 وهي التي في النسخة المسروقة من صفحة 15 الى 18.

ثم وصف المخطوط وصفا موجزا ودقيقا، وبين طريقة الزبيدي في الشرح من صفحة 17 الى 19، ومثله في النسخة المسروقة من صفحة 19 الى 21. وتنتهي مقدمة احمد الشرقاوي في صفحة 19، وتنتهي في النسخة المسروقة في صفحة 21 بتوقيع في كليهما.

ثم أثبت الشرقاوي اقبال بعد المقدمة ثلاث صور من المخطوط:

الصورة الاولى: صفحة العنوان من المخطوط الصورة الثانية: الصفحة الاولى من المخطوط الصورة الثالثة: الصفحة الاخيرة من المخطوط وهذه الصور الثلاث هي التي أثبتها العمراوي هو الآخر بعد المقدمة.