العرب ضيوف شرف في الدورة القادمة لمعرض فرانكفورت

TT

خيمت على المعرض الدولي للكتاب في فرانكفورت في دورته الحالية هموم الناشرين، حتى الكبار منهم، ومشاكل توزيع الكتاب في عالم بات منصرفا عن القراءة بشكل مخيف، وملقيا الأضواء على هذه الأزمة وعلى ضحاياها قال الكاتب ميخائيل كروغر، المسؤول عن النشر في دار «هانزر» الشهيرة: «ان اول من دفعوا الثمن غاليا لتراجع بيع الكتاب ونشره هم اصحاب المكتبات الذين اضطر العديد منهم الى غلق مكتباتهم. اما المتضررون الآخرون فهم اصحاب دور النشر الصغيرة التي لا تتمكن من نشر كتب يمكن ان تتصدر قائمة افضل الكتب مبيعا. ثم هناك الأزمة الاقتصادية التي القت بظلالها على الحياة اليومية في المانيا، فبات الناس منصرفين عن اقتناء الكتاب».

غير ان المشرفين على الدورة الجديدة لمعرض فرانكفورت للكتاب اظهروا شيئا من التفاؤل وصرحوا بأن الازمة التي يعاني منها الكتاب منذ عامين تقريبا لن تستمر طويلا، بل هم يؤكدون ان «السنوات العجاف» قد ولت وان احوال الناشرين والمكتبيين سوف تشهد تحسنا واضحا خلال العام المقبل. وقال فولكر نيومان مدير دورة معرض فرانكفورت للكتاب: «هذا العام دعونا 6500 دار نشر لحضور المعرض، وأيضا 1200 صحافي. وتقول الاحصائيات ان عدد الزائرين شهد ارتفاعا مهما مقارنة بالاعوام الماضية. وهذه مؤشرات تدل على اننا قادرون على وضع حد للأزمة الخطيرة التي عانى منها الكتاب خصوصا خلال العامين الماضيين».

وروسيا هي ضيف الشرف للدورة الجديدة لمعرض الكتاب الدولي، ويحاول المسؤولون عن هذه التظاهرة تحسين صورة روسيا لدى الالمان ولدى العالم. والدفاع عن سياستها في الشيشان. وتعتبر دائرة المعارف الروسية من اهم الكتب التي تمثل الاتجاه الوطني الجديد لدى حكومة فلاديمير بوتين، وهو يعكس الصورة الجديدة لروسيا عقب انهيار الشيوعية وما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي. وقد اشرف على اعداد الدائرة المذكورة الفيلسوف بيرغي كرافتز من الكنيسة الارثوذكسية.

وقد اعلن رسميا ان العرب سوف يكونون ضيوف الشرف للدورة القادمة لمعرض الكتاب الدولي في فرانكفورت. والسؤال المطروح هو: هل يتمكن العرب الذين تمزقهم الخلافات السياسية والعقائدية من توحيد كلمتهم ورص صفوفهم ليقدموا صورة مشرقة عن ثقافتهم ام هل سيغرقون في الخلافات والخصومات كما هو حالهم غالب الاحيان فيفوتون على انفسهم فرصة ذهبية نادرة كما فعلوا مرات سابقة؟