شومسكي: الكارثة الحقيقية ليست الإرهاب ولكن مذهب بوش الجديد

عالم اللسانيات الأميركي يواصل هجمة على الإدارة الأميركية في كتاب جديد

TT

آخر كتاب لنعوم شومسكي، استاذ اللغات في معهد ماساجوستيس للتكنولوجيا (أم آي تي)، وواحد من قادة المثقفين التقدميين الاميركيين، كان صغيرا جدا في حجمه، وفي البداية لم يهتم به كثير من الاميركيين، لكن مؤخرا، وفجأة، قفز الى رأس قائمة اكثر الكتب بيعا. ذلك هو كتاب «11 ـ 9».

كان واضحا عندما صدر، مباشرة بعد هجوم 11 سبتمبر، انه مثل صعقة كهربائية، لا يقدر كثير من الاميركيين على تحملها، لما فيه من جرأة وصراحة، في وقت كان فيه عدد قليل جدا من الكتاب والمثقفين ينتقد حرب الارهاب التى اعلنها بوش.

لكن يبدو ان بعض الاميركيين، بعد سنتين من هجوم 11 سبتمبر، وعي واطمئن بما يجعله يقرأ الكتاب. والآن يصدر شومسكي كتابا جديدا: «هيمنة او بقاء: جهد اميركا للسيطرة على العالم»، وهذه مقتطفات، بتصرف، منه:

* قرن تدمير الارض؟

* «يبدو ان القرن الحادي والعشرين بدأ بما يعتقد بعض الفلاسفة والعلماء المعاصرين انه اشارة الى رغبة الانسان في تدمير نفسه، وها هي الولايات المتحدة، اقوى دولة في تاريخ الانسان، تؤكد هذا الاعتقاد.

ادارة بوش تحدت قرار الامم المتحدة الذي منع تسليح الفضاء الخارجي، وعرقلت الجهود الدولية للمحافظة على البيئة، وجمدت المفاوضات الدولية لمنع حرب بيولوجية وكيماوية في المستقبل، وغزت العراق تحديا لرفض عالمي لم نشهد له مثيل.

والكارثة ليست في الغزو وحده، ولكن فيما سيأتي بعده، خاصة زيادة الارهاب، وزيادة اسلحة الدمار الشامل، ومن السخرية ان هذين الموضوعين هما اللذان برر بهما بوش غزو العراق».

* الكارثة الحقيقية

* «الكارثة الحقيقية ليست الارهاب، ولا اسلحة الدمار الشامل، ولكن مذهب بوش الجديد الذي لا يسمح لأي دولة ان تتفوق على الولايات المتحدة وتهيمن على العالم، لأن هذه هي وظيفة الولايات المتحدة، كما يقول.

وربما هذا مقبول، اذا بني على حقائق. لكن الذي حدث هو ان ادارة بوش شنت حملة دعاية مكثفة اقنعت كثيرا من الاميركيين بأن العراق خطر مباشر وحقيقي عليهم. ثم شنت حملة دعاية مكثفة اخرى اقنعت كثيرا من الاميركيين بأن العراق مسؤول عن هجوم 11 سبتمبر.

وهكذا نلاحظ ان نظرية الهيمنة على العالم، حتى اذا كانت معقولة ومقبولة من البعض، مبنية على اسس دعائية واهية، لا على اسس علمية أو منطقية».

* حماية العالم

* «ننظر اليوم ونرى ان الخطر الذي يواجه العالم ليس العراق، ولكنه الولايات المتحدة، وان القوة الاميركية لا تحمي العالم، ولكنها تساهم في توتره وعدم استقراره.

والشاهد على ذلك ماحدث قبل غزو العراق، عندما تحدى بوش الامم المتحدة التي ظلت، رغم مشاكلها وعيوبها، رمز الاستقرار والسلام في العالم. وباعتقاده انه يريد ان يحمي العالم، حتى اذا كان معنى ذلك التمرد على الامم المتحدة، اصبح بوش هو السبب الرئيسي لما يشهد العالم اليوم من عدم استقرار.

وصدقت تنبوءات الذين قالوا ان بوش، اذا كان نجح في شيء، فانه نجح في تأسيس قوتين عالميتين عظيميين تواجهان بعضهما البعض: الاولى هي الولايات المتحدة، والثانية هي الرأي العام العالمي».

* داخل أميركا

* «حتى داخل الولايات المتحدة هناك قوتان تواجهان بعضهما البعض: الحكومة في جانب، واغلبية المثقفين وقادة الرأي في الجانب الآخر، (والشعب في الوسط).

وما دام الاميركيون هم الذين اوصلوا العالم الى ما وصل اليه، فانهم هم المسؤولون عن تصحيح الاخطاء الكبيرة التي وقعوا فيها، واوقعوا فيها العالم.

وحتى اذا لم تحدث هذه الاخــــطاء، الاميركيون، وهم اكثر شعوب العالم قوة وحرية ومزايا، لا بد ان يواجهوا مسئوليتهم التــــــاريخية حــــتى لا تصبح الهيمنة كارثة، وتهدد بقاء العــــــالم، كما تـوقع بعض الفلاسفة المعاصرين».

< هيمنة أو بقاء: رغبة اميركا في السيطرة على العالم (Hegemony or Survival: America"s Quest for Global Dominance) < المؤلف: نعوم شومسكيٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ