الرجال أكثر تعرضاً للأمراض ويموتون أبكر والنساء يحصلن على ضعف الأمكنة المخصصة للذكور

الدكتور عبداللطيف ياسين في كتابه «الفروق بين الذكر والأنثى من البداية حتى النهاية» يدرس المسألة تاريخيا واجتماعيا وفيزيولوجيا

TT

سبق وقُدِمَت العديد من الدراسات حول معاناة النساء الجسدية والعاطفية، وكتب عنها وأشبعت تفكيراً وتأملاً وبالمقارنة فإن المشكلات التي تحيق بالرجال بشكل خاص، وتؤثر فيهم، لا تلقى الكثير من الاهتمام حتى من جانب الرجال أنفسهم.. وفي هذا الإطار يشير الدكتور عبد اللطيف ياسين قصاب الباحث السوري عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية في كتابه الجديد «الفروق بين الذكر والأنثى من البداية حتى النهاية» الى: «أن الرجال يأتون دائماً دون النساء في الإفادة من الطيف الواسع من الخدمات الصحية باستثناء تلك المتعلقة بالحوادث الطارئة، وهم دون النساء أيضاً في مجال الاستشارات الطبية والعيادات النفسية والخدمات الاجتماعية، واقل في أوقات النوم وقضاء أوقات بدون». ويشير قصاب في كتابه الى أن ما هو مخصص للنساء من أمكنة ضعف ما هو مخصص للرجال، ورغم هذا فإن الرجال في نهاية المطاف، هم الجنس الأكثر تعرضاً للأمراض، فهم يموتون قبل النساء ويعانون أكثر من الأمراض المزمنة الخطرة، إلى جانب المصائب المفاجئة المميتة مثل الجلطات الإكليلية وما يتعرض له الرجال من اختلالات نفسية، هي في الغالب اكثر مأساوية، وغالباً ما تكون خطرة وتؤدي إلى نتائج من الصعب إدراكها. ولهذا السبب جاء الكتاب الجديد لتوضيح الفروق بين الجنسين «الذكر والأنثى» من النواحي الصبغية والتشريحية والفيزيولوجية والبيولوجية والهرمونية والمرضية والاجتماعية، مع الفروق بالذكاء والقدرات الخاصة والطموح والانتماء والقيم والعواطف العدوانية. ويؤكد الباحث السوري ان البحث في اختلاف آليات الألم بين الجنسين، يشكل مجالاً جديداً للدراسة، وان المعلومات السريرية وتلك ذات الأساس العلمي الوثيقة الصلة بالفروق الجنسية في البيولوجيا والسلوك آخذة بالظهور، حيث تكشف الدراسات المرضية باستمرار عن ان النساء أكثر قابلية من الرجال للسعي وراء العناية بالصحة والعمل بها، ونظراً لأن الألم غالباً ما يكون ابرز الأعراض الجاهزة في العيادات، نرى ان الأنثى هي الأكثر مراجعة للطبيب في شكوى الألم من الذكر، بمقدار قد تصل نسبته احياناً إلى خمسة على واحد. ويتساءل الدكتور ياسين قصاب إلى أي مدى تعتمد الاستعدادات المتباينة في الفروق بين الذكور والإناث على المرتكزات البيولوجية، وما مقدار ما هو ناجم عن الأهداف الاجتماعية وخبرات التعلم في الطفولة، حيث الأدوار التي يضطلع بها كلا الجنسين يمكن تعلمها من الأبوين ومن المجتمع، الا ان الجنس كجنس من الناحية البيولوجية تكون ردود فعله متباينة من جانب كلا الجنسين. وقد يكون السبب في ذلك ان النساء أكثر وصفاً للأمور بأنها مؤلمة، أكثر من وصف الرجال لها بالإيلام، وإذا ما تعرض رجل وامرأة لنفس الحالة المسببة للألم، حيث اعتاد الرجال وألفوا تجاهل وجود عوارض مرضية جسدية عندهم، كالألم وما شابهه، ويحجمون عن طلب المشورة الطبية والعلاج النفسي بسبب خوفهم من الخصوصية وظهورهم بمظهر الذي لا حول له ولا قوة والضعف والاعتماد على الآخرين، أي ان النساء عموماً يبدين آلاما أكثر عدداً أو تناوباً من الرجال والأهم من هذا ان طراز الألم يتغير بعامل السن.

وفي دراسة أخرى اعدتها أفلين غورنو بيتشر عام 1974 وتضمنت استفتاء للأمهات والأباء وصفت النساء بأنهن بالمقارنة مع الرجال: غير مباشرات، غير منطقيات، أكثر اطناباً، ماكرات، مخادعات، حدسيات وذاتيات، اما الرجال فقد وصفوا بأنهم: تحليليون، دقيقون، تجريديون، ومباشرون، حيث من الواضح ان هذه المميزات جميعاً موجودة إلى حد ما عند الجميع، إلا ان الموجهة واضحة المعالم. كما ان الذكور متفوقون في القدرة على إدراك الحيز أو القدرة المكانية والتوجه ويرجع إلى الأشياء التي تشملها هذه القدرة على أنها مهارات الحيز البصري، نظراً لأنها تتعلق بالقدرة على تنظيم وربط المدخلات البصرية داخل محتوى الحيز، كما تعني القدرة المكانية أيضاً قدرة المرء على تحديد مكانه ومكان الأشياء التي تحيط به في فضاء ثلاثي الأبعاد وهذه القدرة توضح ضمن فعاليات متعددة مثل تعدد فعاليات التطلع إلى تحقيق هدف ما مثلاً أو في تنسيق المرامي طبقاً لطراز الفضاء الثلاثي الابعاد، او في التمتع باحساس ممتاز للجهات أو الاتجاهات ورغم ان حدة البصر قد تكون عوناً كبيراً لقدرات الحيز البصري إلا انها ليست الشرط اللازم الكافي في اعطاء الذكر هذه الميزة، ذلك ان هذه القدرات ترتبط بعلائق الحيز والتوجه أو التكيف. من جهة اخرى يشير الدكتور عبداللطيف ياسين قصاب في كتابه الجديد ان معدل سن المرأة في عهد الرومان كان 25 سنة فقط وبحلول عام 1000 بعد الميلاد زادت تلك النسبة حتى بلغت الـ 30 ولم تصل النسبة الحالية لمد سن المرأة إلى نفس معدل سن اليأس الحالي حتى حلول عام 1900 ومن المتوقع ان يصل معدل سن المرأة إلى ما ينوف عن 80 سنة عام .2004 وحول الثرثرة عند الجنسين يؤكد الطبيب والباحث السوري ان المرأة تتمتع بالقدرات والمؤهلات اللازمة للثرثرة، وهي مجهزة لذلك فهرمونات الاستروجين تزيد من طلاقة لسانها وقدراتها البيانية وتكون أقدر على التعبير أثناء دورتها الشهرية وفي اليوم الذي تصل فيه نسبة افراز الاستروجين إلى حدها الاقصى في حين انها تخلط الكلمات وتتعثر بجملها في اليوم الذي تبلغ فيه نسبة افراز هرمون التستوستيرون حدها الاقصى. فالثرثرة بالنسبة للمرأة عبارة عن طريقة انشاء جسور مع الآخرين وتبادل الأفكار أو العناوين المناسبة وهي الحفاظ على التواصل والاتصال حيث دماغها قادر على استعمال قدرات عدة في الوقت نفسه ويؤهلها هذا ان تفكر وهي تتكلم، بينما الرجل عاجز عن القيام بالأمرين معاً، لأن دماغه مبرمج على عدم استخدام قدراته كلها معاً، بل كل واحدة منها على حدة لهذا عليه ان يختار بين الكلام والتفكير حيث دماغه مقسم ومجزأ جداً ولكل قدرة عند الرجل منطقة محددة في الدماغ وهكذا يتمتع الرجل بالقدرة على تصنيف المعلومات وتخريجها وتجميعها في ادراج دماغه المنظمة بدقة ولذلك يصمت الرجل اذا كان لديه الكثير من الأعمال ليقوم بها وينفذها. الجدير بذكره هو أن المؤلف هو أختصاصي بالجراحة النسائية والتوليد والعقم، وزميلالكلية الملكية للمولدين في لندن وإيرلندا، ومولد وجراح في مستشفيات جامعةلندن، وله العديد من المؤلفات العلمية الهامة ومنها: «الذكر والانثى بين الوهم والحقيقة» و«صبي أم بنت وهل يمكن اختيار الجنس المرغوب» و«الاتجاه القرآني في النظريات العلمية" والعديد من المؤلفات العلمية الأخرى. يشير المحرر إلى أن كتاب الدكتور عبد اللطيف ياسين قصاب «الفروق بين الذكر والأنثى من البداية حتى النهاية» هو كتاب مليء بكم ضخم من الحقائق العلمية المفيدة، بالإضافة إلى احتوائه على إشارات لأبحاث أخرى في نفس المجال.. وإن كان الدكتور قصاب قد تناول في كتابه هذا الأمر من وجوه عدة تناولت الفروقات المباشرة بين الجنسين بشكل اعتقد أنه علمي محايد.

* الفروق بين الذكر والأنثى من البداية حتى النهاية

* المؤلف: الدكتور عبداللطيف ياسين

* الناشر: اتحاد الكتاب العرب في سورية