فعاليات

مهرجان يختتم مئوية «أمير القصة العربية» في بيروت

TT

اختتمت في العاصمة اللبنانية مساء يوم الجمعة الماضي 12 ديسمبر (كانون الاول) الاحتفاليات بمناسبة مرور مائة سنة على ولادة الأديب اللبناني كرم ملحم كرم (1903 ـ 1959) وذلك بمهرجان أقيم في «قصر اليونيسكو» رعاه رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، وتمثل فيه رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وحضرته شخصيات سياسية وأدبية عربية ولبنانية. وقد ألقى الشاعر اللبناني هنري زغيب كلمة اللجنة المنظمة من خلال قصيدة له، وجاءت بعده كلمة وزيرة الثقافة السورية سابقاً نجاح العطار ليلقيها عنها النائب السوري السابق ياسر النحلاوي. وقد لفتت الكلمة إلى «أن الأديب أسس للرواية والقصة والأدب السياسي المناضل وأدب المقالة على مستوى صحافي متقدم، كما حمل عبء مجلات تضاف إلى جهوده في التأليف، لأنه عرف انه عبرها، بالدرجة الأولى، يستطيع أن يقتحم ميادين الفكر الاجتماعي والسياسي». وجاء في كلمة العطار: «لا ننسى انه رائد القصة بحق ـ على قول فؤاد أفرام البستاني ـ وانه نافح عنها بأقوى ما يمكن من حجة الإقناع وحجة الإبداع كي تدخل حياتنا من بابها الواسع». وأحسن صنعاً الباحث الكويتي محمد الرميحي حين أكد في كلمته ضرورة إعادة طباعة كتب كرم ملحم كرم لتتمكن من قراءته الأجيال الجديدة ومن التعرف إليه. وكانت الأديبة إميلي نصر الله في إحدى الاحتفاليات التي أقيمت مؤخراً لهذا الأديب قد قالت: عندما دعيت للمشاركة في مئوية ولادته هرعت إلى المكتبات، أبحث عن مؤلفاته فلم أجدها... أبو القصة والرواية لا تجد له كتاباً في مكتبة! ولا يقرأ قراءة وافية في مناهل التربية، فما هي الأسباب؟ وكان محمد الرميحي في مداخلته قد تحدث عن الرواية التاريخية التي كتبها كرم وشخصياته المأخوذة من التراث العربي واعتبره سليلاً لجرجي زيدان ومختلفاً عنه في آن واحد «لأنه يتميز بتقنية روائية ربما اختبرها لدى الروائيين الفرنسيين الذين عرفهم القرن التاسع عشر وفي مقدمهم بلزاك وفلوبير». أما رواية كرم الاجتماعية كما تكلم عنها الرميحي فتميزت بالواقعية وفضح الظلم والدعوة إلى الإصلاح. وقد كان الرجل رائداً، كما ذكّر الكاتب الكويتي ـ في عروبته ومن أوائل الداعين إلى تأسيس رابطة أدبية عربية للتلاقي والتواصل ولو لمرة واحدة في السنة. أما علي لطفي رئيس الحكومة المصرية سابقاً، ورئيس مجلس الشيوخ فكانت جميلة لفتته للتذكير بأن كرم ملحم كرم كان في البدء عاملاً صغيراً في محل خاله الصائغ في بلدة دير القمر قبل أن يبعث إليه الأخطل الصغير طالباً منه الالتحاق بمجلة «البرق» ويبدأ معتركه الصحافي من هناك عام 1922، وهو في التاسعة عشرة من عمره ليواجه تحديات أبرزها خوض معركة الحريات، ومعركة تحديث الصحافة. وهنا تشير الكلمة إلى أن اطلاع الرجل على الصحافة الأوروبية جعل التحديث واضحاً في ذهنه وتجلى ذلك في مطبوعتيه: جريدة «العاصفة» التي أنشأها عام 1931 ومجلة «ألف ليلة وليلة» التي أنشأها عام 1928. وأشار الدكتور علي لطفي كذلك إلى دور كرم ملحم كرم في معركة الاستقلال ضد الانتداب الفرنسي وخوضه معركة الدستور ورفضه مبدأ خدمة العلم تحت راية الانتداب. وقد شارك في هذه الاحتفالية الشاعر محمد الفيتوري في قصيدة مطلعها:

قبل انحدار الشفق الثلجي في حدائق العتمة والطحلب في أردية الموتى من الأحياء مرّغت توابيتي الزجاجية في الرمل وراقصت على إيقاع موج البحر أشباحي وعلّقت قناديلي على أرزة لبنان لعلي ـ وأنا أغتصب اللحظة من عمري ـ أرى وجهك، أو عينيك أو شمسك يا نبع دموع الشعر.