«شن» حرب العراق ليس معناه «كسب» حرب العراق

الجنرال المتقاعد ولسلي كلارك يتهم بوش بمحاولته تأسيس إمبراطورية أميركية

TT

واحد من تقاليد الحملة الانتخابية الرئاسية في اميركا هي ان يصدر المرشح كتابا عن حياته، وانجازاته، وبرنامجه الذي سينفذه، في السياسة الداخلية والخارجية، اذا فاز برئاسة الجمهورية. والجنرال المتقاعد ولسلي كلارك لم يرد التخلي عن هذه العادة، ولهذا اصدر كتاب: «كسب الحروب الحديثة: العراق، والارهاب، والامبراطورية الاميركية».

اسم الكتاب، «كسب الحروب الحديثة»، له صلة بكتاب سابق اصدره الجنرال اسمه «شن الحروب الحديثة»، وهو عن حرب كوسوفو التي قادها الجنرال عندما كان قائدا لقوات حلف الناتو خلال السنوات 1977 ـ 2001. وكأن الجنرال يقول ان «شن» الحرب لا يكفي، ولا بد من «كسب» الحرب.

ولهذا فان اسمي الكتاب يثيران نقطتين هامتين: الاولى: لا بد ان الجنرال يعتبر ان حرب كوسوفو التي شنها، وانتصر فيها، لم تحسم بعد. لا بد انه يتابع ما يحدث الآن في البوسنة وكوسوفو، وهو ان السلام قد تحقق، لكنه ليس سلاما دائما ولا شاملا. والسبب هو ان المشكلة التاريخية بين الاغلبية المسيحية والاقلية المسلمة في بلاد البلقان معقدة، وربما سوف يحتاج حلها النهائي الى اجيال واجيال.

والنقطة الثانية التي يثيرها اسما الكتابين هي ان «شن» حرب العراق ليس معناه «كسب» حرب العراق. وهو يرى ان كسب حرب العراق سيتحقق عندما يعم العراق سلام دائم وعادل. وعندما يعم الشرق الاوسط سلام دائم وعادل (رغم انه، مثل بقية المرشحين لرئاسة الجمهورية، ورغبة في كسب اصوات وتبرعات اليهود، لا يتحدث كثيرا عن المشكلة بين اسرائيل والدول العربية).

انصافا للجنرال، لا بد من الاشارة الى انه كان من اوائل الذين عارضوا «شن» حرب العراق في السنة الماضية، بل وان قراره بترشيح نفسه باسم الحزب الديمقراطي اعتمد على معارضته هذه. ويستفيد الجنرال من خلفيته العسكرية، ومن انتصاره العسكري في حرب كوسوفو، ليحاول اقناع الاميركيين بأنه يقدر على «كسب» حرب العراق.

ورغم ان هوارد دين، حاكم ولاية فيرمونت السابق، يقود المرشحين الديمقراطيين في الوقت الحاضر، هناك احتمال زيادة اسهم الجنرال علي اسهمه في المستقبل. وهناك، ايضا، احتمال ان يقرر المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، في الصيف القادم، ترشيح دين رئيسا للجمهورية، وكلارك نائبا له. واحد طبيب، والثاني جنرال. واحد من ولايات الشمال (فيرمونت) والثاني من ولايات الجنوب (آركسنا).

في كتابه، يعارض الجنرال سياسة بوش بتقسيم العالم الى «معنا» و«ضدنا»، ويعارض استراتيجية بوش بالهجوم العسكري الوقائي على الدول التي تهدد اميركا. ويقول الجنرال ان بوش يمهد الطريق لتأسيس امبراطورية اميركية، وطبعا يعارض الفكرة.

وقال: «نحن لا نريد امبراطورية اميركية، بل ان فكرة الامبراطورية اصبحت شيئا قديما، ولم تعد تعني اي شيء. لقد اصبح العالم قرية واحدة، واصبح يعتمد على بعضه البعض، ولهذا لن يقبل ان تسوده دولة واحدة. اميركا، بدلا عن ذلك، يجب ان تكون متعاونة، وعطوفة، وصبورة، وطيبة في علاقاتها مع بقية العالم». وقال: «هذا لن يكون شيئا جديدا وغريبا، لأن روح اميركا هي الحرية والعدل، لا السيطرة والتوسع».