دوريات

«فكر وفن» الألمانية: مسؤولية العرب في المعرض الدولي للكتاب في فرانكفورت عام 2004

TT

المحور الاساسي للعدد الجديد من مجلة «فكر وفن» الالمانية كان افغانستان والتحولات التي تتم فيها عقب عامين على انهيار نظام طالبان. وقد قام المستشرق ستيفان فايدنر، رئيس تحرير المجلة المذكورة بزيارة الى العاصمة الافغانية كابل وعاد من هناك بجملة من الانطباعات عن حياة الناس وعن التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها التي يشهدها المجتمع الافغاني راهناً.

وفي النص الأول الذي افتتحت به المجلة ملف افغانستان وهو بعنوان «صيف الفوضى الطويل» كتب ستيفان فايدنر يقول: «ففي هذه المدينة ـ يقصد كابل ـ التي ظلت الى ما قبل سنتين فقط يُنظر اليها وكأنها في اقصى نهاية العالم، يرى الانسان في كل زاوية من زواياها في الوقت الراهن متاجر ودكاكين صغيرة مليئة بمختلف السلع والبضائع وفيها يتجول بائعو الخضر والفواكه بعرباتهم اليدوية عارضين انواع العنب والتفاح والاجاص الذي اشتهرت به كال منذ القدم. وتبدو ورشات الحرف اليدوية المطلة بنواصيها على الشوارع والتي غالبا ما احتلت جزءا من طريق السير على الاقدام، تبدو وهي تعج وتموج بنشاط محموم يسمح للانسان بالاعتقاد في حدوث معجزة اقتصادية.

وتحدث عتيق رحيمي الذي اقام في فرنسا سنوات طويلة، ونال شهرة واسعة في اوروبا بفضل عملين روائيين صدرا له اخيرا تحت عنوان «ارض ورماد» و«الحرب والحب» عن الاوضاع الاعلامية في افغانستان الجديدة، وقال في هذا الصدد: «ان اوساط الصحافة في كابل فعالة جدا ومتنوعة، وفي السنتين الماضيتين تأسست صحف على مستوى جيد جدا، وهي تنتقد على سبيل المثال الحكومة علنا. واصبحت تشكل قاعدة مشجعة للادباء الشباب والمثقفين في عموم الوطن». ويشتمل الملف الخاص بأفغانستان على مواضيع اخرى تتصل بجوانب تاريخية واجتماعية وسياسية.

ومن المقالات الاخرى التي احتوى عليها العدد الجديد من «فكر وفن» مقال لكاتارينا مومزن تحت عنوان «غوته في حوار مع العالم الاسلامي» وفيه تسلط الضوء على كتاب غوته الشهير «الديوان الغربي ـ الشرقي» وتقول كاتارينا مومزن ان اهم عنصر لعلاقة غوته بالاسلام يكمن في الاجلال القوي الاساس الذي كان يكنه للاسلام. فعندما كان في الثانية والعشرين، اي حينها كان لا يزال يصارع من اجل ان يفصح لسانه عن الروح الشاعرة الكامنة في اعماقه.

ومن خلال مقال بعنوان «نظرة جديدة الى الاستشراق» استعرض ستيفان فايدنر مسيرة المستشرقة الالمانية المرموقة آنا ماري شيمل التي غيبها الموت في السادس والعشرين من شهر فبراير(شباط) 2003 والتي كانت جسرا حقيقيا للحوار بين المانيا والعالم الاسلامي. وقال ستيفان فايدنر ان الجانب المهم والمتميز في مسيرة انا ماري شيمل الاستشراقية هو انها عرفت الكثير من الالمان والاوروبيين على مواضيع الثقافة الاسلامية، مركزة على الجوانب الروحية في الاسلام، كما انها اهتمت بالاسلام في الهند وفي باكستان، وهو امر لم يكن معتادا بالنسبة للاستشراق الالماني التقليدي.