«الشرق الأوسط» أكثر الصحف انتقادا لجامعة الدول العربية

دراسة سعودية عن اتجاهات الكتاب السعوديين والمطبوعات السعودية حول الحرب على العراق

TT

صدر اخيرا عن دار «أسبار» للدراسات والبحوث والاعلام كتاب «اتجاهات الكتاب السعوديين والمطبوعات السعودية نحو الحرب على العراق». وهو دراسة انجزتها مجموعة من الباحثين منهم د. فهد العرابي الحارثي ود. عبد الرحمن حمود العناد ود. قطب فهمي وأ. ضياء رشوان وغيرهم ويقع في 313 صفحة من القطع المتوسط. وتهدف الدراسة الى التعرف على اتجاهات الكتاب السعوديين والمطبوعات السعودية تجاه الحرب على العراق والكشف عن التغيرات التي طرأت على مواقفهم وآرائهم خلال فترة الازمة العراقية وشملت الدراسة جميع الصحف اليومية، مثل: «الرياض» و«عكاظ» و«الجزيرة» و«اليوم» و«الوطن» و«البلاد» و«المدينة» و«الندوة»، اضافة الى «الحياة» و«الاقتصادية» و«الشرق الأوسط»، كما شملت الدراسة المجلات الاسبوعية مثل مجلتي «اليمامة» و«اقرأ» ومجلة «المجلة».

وقد روعي عند تحديد الاطار الزمني للدراسة ان تغطي فترة ثلاثة اشهر قبل بدء الحرب على العراق وفترة الحرب نفسها التي استمرت واحدا وعشرين يوما وفترة شهر كامل بعد تاريخ سقوط بغداد في أيدي القوات الاميركية، وعليه فقد غطت الدراسة الصحف الصادرة في الفترة من 18 ديسمبر (كانون الأول) 2002 إلى 9 مايو (أيار) 2003.

ومن النتائج التي اظهرتها الدراسة ان الكتاب السعوديين في صحيفة «الشرق الأوسط» اعلنوا مواقفهم من الحرب على العراق في 151 مقالا نشرت خلال فترة الدراسة التي امتدت نحو خمسة اشهر، وسجل الكتاب في مقالاتهم ادنى موقف سلبي نحو العراق بنسبة %76 ونحو بريطانيا بنسبة %55، ونحو الولايات المتحدة الاميركية بنسبة %73، لكنهم حصلوا على اعلى نسبة في المواقف السلبية نحو صدام %91، وكانوا الأكثر انتقادا لجامعة الدول العربية بنسبة بلغت %74.

وتضمنت نتائج الدراسة ان عبد الرحمن الراشد كتب 58 مقالا عن موضوع الحرب على العراق وسجل مواقف محايدة، خاصة تجاه الولايات المتحدة وبريطانيا بعد انتهاء الحرب، وكان الاقوى من بين الكتاب السعوديين في الموقف السلبي من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وكشفت الدراسة ان اعلى نسبة للموقف الايجابي المؤيد للعراق في فترة الحرب %90، اما الموقف نحو صدام وحزب البعث فقد كان سلبيا بنسبة %73، ومحايدا في ما نسبته %26، وكان موقف الكتاب نحو الولايات المتحدة الاميركية سلبيا في عمومه بنسبة %90، اما الموقف نحو بريطانيا فقد كان سلبيا بنسبة %88 وبلغ ذروته ايضا خلال فترة الحرب بنسبة %92.

وقد اوضحت الدراسة الاختلافات بين مواقف الكتاب في المطبوعات المختلفة، ومن ذلك موقفهم نحو العراق الذي كان ايجابيا بنسبة عالية في كل المطبوعات، لكن هذه النسبة تراوحت بين %87 لصحيفة «الندوة» و%61 لصحيفة «الحياة» وزادت نسبة الموقف الايجابي نحو العراق في جميع المطبوعات خلال فترة الحرب، فكان اعلاها %98 في صحيفة «اليوم»، وادناها %67 في صحيفة «الشرق الاوسط»، اما الموقف السلبي فقد كان منخفضا في جميع الصحف اليومية، وتراوحت نسبة الموقف المحايد بين %10 لصحيفة «الندوة» و%31 لصحيفة «الحياة»، وسجلت صحيفة الحياة اعلى نسبة حياد في فترة ما قبل الحرب %53، بينما بلغت هذه النسبة%17 في صحيفة «الشرق الاوسط» في فترة الحرب، وكانت %33 في صحيفة «البلاد» في فترة ما بعد الحرب، اما المجلات الاسبوعية («المجلة»، «اليمامة»، «اقرأ») فقد كان موقف الكتاب نحو العراق ايجابيا بنسب تراوحت بين %85 و%96، وكانت المقالات ايجابية في مجلة «اليمامة» %100 في فترة الحرب وما بعد الحرب، و%100 في مجلة «المجلة» في فترة الحرب، وسجلت مجلة «اقرأ» اعلى نسبة حياد %50 في فترة ما قبل الحرب.

وكشفت الدراسة عن وجود موقف سلبي قوي لدى المطبوعات السعودية نحو صدام وحزب البعث بنسبة عالية في جميع المطبوعات السعودية، وسجلت صحيفة «الشرق الاوسط» اعلى نسبة سلبية عامة نحو صدام مقدارها %91، في حين كانت أقل نسبة سلبية عامة بين المطبوعات لصحيفة «المدينة» %63، بينما سجلت صحيفة «الجزيرة» ادنى نسبة سلبية نحو صدام %46 وكان ذلك في فترة ما قبل الحرب.

اما الموقف الايجابي نحو صدام فقد كان محدودا للغاية في كل المطبوعات، وكانت النسبة (صفرا) في صحيفتي «الرياض» و«الشرق الأوسط»، اما اعلى نسبة عامة للموقف المحايد نحو صدام بين الصحف فكانت لصحيفة «المدينة» %36، واعلاها لصحيفة «الاقتصادية» %60، وكان ذلك في فترة ما قبل الحرب، واتضح من النتائج ان صحيفتي «عكاظ» و«الجزيرة» هما اكثر المطبوعات تحولا في موقفهما نحو صدام من المحايد الى السلبي جدا بعد الحرب، اما المجلات الاسبوعية فسجلت موقفا سلبيا نحو صدام بلغ اقصاه في مجلة «اقرأ» بنسبة %100 بينما زادت نسبة المقالات المحايدة في مجلة «المجلة» %54 عن المقالات السلبية %46.

اما الموقف نحو بريطانيا، فقد كان سلبيا بشكل عام في جميع المطبوعات وتراوحت نسبة المقالات السلبية بين اعلى نسبة %95، لصحيفة «البلاد» وادناها %55 لصحيفة «الشرق الأوسط» وكان اقوى موقف سلبي للصحف اليومية نحو بريطانيا في فترة الحرب وما بعدها، وكان موقف الكتاب من الولايات المتحدة الاميركية سلبيا في جميع المطبوعات ووصلت النسبة العامة للمقالات السلبية %95 في صحيفة «عكاظ»، و%94 في صحيفتي «البلاد» و«اليوم»، وانخفضت هذه النسبة لدى كتاب صحيفة «الشرق الأوسط» %73، و«الحياة» %77، مع العلم بأن فترة الحرب شهدت اعلى نسب للمقالات السلبية في اغلب المطبوعات، فبلغت هذه النسبة %97، في صحف «اليوم» و«الرياض» و«البلاد» وكان المواقف الايجابية نحو الولايات المتحدة الاميركية قليلة بشكل عام، لكن اعلاها من حيث النسبة كانت في صحيفة «الحياة» %23 واقلها في صحيفة «الوطن» (صفر)، اما المقالات المحايدة فكانت اعلى نسبة عامة لها في صحيفة «الشرق الأوسط» %18 التي سجلت ايضا اعلى نسبة حياد في فترة الحرب %32. ومن الجدير بالذكر ان جميع المقالات التي تطرقت للولايات المتحدة الأميركية ونشرت في المجلات الاسبوعية («المجلة»، «اليمامة»، «اقرأ») كانت سلبية بنسبة %100 ولم تنشر هذه المجلات اي مقال ايجابي او محايد نحو الولايات المتحدة الاميركية خلال فترة الدراسة.

وحول الجامعة العربية اظهرت الدراسة ان الكتاب السعوديين قد تطرقوا لها في مقالاتهم في فترة ما قبل الحرب اكثر من الفترات الاخرى لارتباط ذلك بنشاط الجامعة في تلك الفترة ولارتباطه ايضا بمؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت، وكانت مواقف الكتاب تجاه الجامعة تميل للسلبية بشكل عام مع وجود نسبة لا بأس بها من الحياد، وكان كتاب صحيفتي «الحياة» و«الشرق الاوسط» الاكثر انتقادا لجامعة الدول العربية، اذ بلغت نسب المقالات السلبية فيهما %76.5 و%74.3 على التوالي، في حين لم تتجاوز هذه النسبة %45 في صحيفة «المدينة» وكانت في صحيفتي «الرياض» و«الجزيرة» %49، و%55.5 على التوالي، واستحوذت المواقف المحايدة على نسب تراوحت بين اعلاها %47 في صحيفة «المدينة» وادناها %9 في كل من صحيفتي «البلاد» و«الاقتصادية».

* اتجاهات الكتاب السعوديين والمطبوعات السعودية

* نحو الحرب على العراق

* الناشر: دار «أسبار» للدراسات والبحوث والاعلام