رئيس شركة أميركية يبيع نصائحه مقابل 4 ملايين دولار

تسلم جاك ويلتش 7 ملايين دولار عن مذكراته وحصل على ملايين أخرى عن دليل تجاري لم يكتمل

TT

لم يكن جاك ويلتش الرئيس السابق لشركة «جنرال الكتريك» معه أي شيء آخر سوى مقترح يتكون من صفحتين ونصف حينما تنازل قبل اسبوعين عن حقوق نشر دليله الخاص بكيفية إدارة مشروع تجاري إلى دار النشر «هاربر كولنز» مقابل 4 ملايين دولار. وهذه المكافأة ، عن كتاب هو ما زال مجرد اقتراح، وسيطلَق عليه عنوان «الفوز»، أقل بكثير مقابل كتابه السابق «جاك: مباشرة منذ الولادة»، الذي حصل عليه ما قيمته 7.1 مليون دولار، لكن المسؤولين في هذه الشركة التابعة لمؤسسة أخبارية قالوا إن المبلغ الذي دفع لجاك ويلتش يعدّ ضخما لكتاب يتعلق بالأعمال التجارية أو أي كتاب من هذا النوع.

وقالت سوزي ويتلوفر خطيبة ويلتش المحررة الصحافية السابقة في مجلة «هارفارد بزنيز ريفيو» ،المتخصصة في المشاريع التجارية إنها ستساعده في الكتابة. أما ويلتش، 68 عاما، فيقول: «نحن أنجزنا الكثير. أنا مع أظافري الدهنية وهي مع عقلها».

وارتبط ويلتش وويتلوفر عاطفيا حينما أجرت مقابلة معه لمجلة معنية بالأعمال التجارية. وأدت العلاقة التي جمعتهما إلى أن تترك ويتلوفر عملها، وزوجها. وتمت خطبة الاثنين في الفترة الأخيرة وهما يخططان للزواج قبل صدور الكتاب في بداية السنة المقبلة.

تطورت فكرة كتاب «الفوز» بالدرجة الأولى من تجربة ويلتش بعد تقاعده إذ أنه ظل يلقي محاضرات عبر الفيديو. وقال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه من بيته في بوسطن: «كنت أتكلم مع عدد هائل من الناس، ثم أدركت أن لدي أجوبة لأسئلة تتعلق بإدارة الناس على مستويات واطئة وإن هذه الحلول يمكن استخدامها حقا». وقال إنه لم يكن يجلب معه لمحاضرته أيا من الملاحظات المعدة سلفا لمحاضراته، فكل ما كان يفعله هو «الاستماع لما كانوا يريدون قوله ثم القيام بأفضل ما يمكن لتقديم إجاباتي».

أما خطيبته ويتلوفر فقالت في مقابلة أجريت معها إن الكتاب سيكون مملوءا بالنصائح العملية ومقسما إلى ثلاثة أجزاء: العمل ضمن منظمة تجارية ما، والتعامل مع المتنافسين ومعالجة القضايا المتعلقة بالحياة والمهنة.

حينما استلم ويلتش الـ 7.1 مليون دولار عن مذكراته في سنة 2000 من دار النشر التي فازت بالعرض وهي «تايم وارنر ترايد ببلشنغ»، اعتبر ذلك المبلغ كبيرا لكتاب غير قصصي. ومنذ ذلك الوقت باع كلينتون وزوجته هيلاري مذكراتهما بأسعار أعلى من ذلك بكثير.

مع ذلك، كانت مبيعات كتاب «جاك: منذ الولادة» مخيبة للتوقعات حسب مدير تنفيذي في دار النشر وهذا يعود بشكل خاص إلى حقيقة كون الكتاب عرض للبيع لأول مرة يوم 11 سبتمبر 2001. لكن دار النشر «تايم وارنر» قالت إن الكتاب كان مربحا. غير ان دار النشر «هاربر كولنز» ما زالت راغبة في دفع هذه المقدمة الكبيرة لجعل من أجل كتاب «الفوز». وقالت جين فريدمان رئيسة الإدارة ومديرة الدار التنفيذية إن «هذا الكتاب هو الذي ولد جاك لكتابته, هذا هو الكتاب الذي سأتقيد به كإمرأة عمل كلمة كلمة». وقالت فريدمان التي رفضت كشف سعر الكتاب عند صدوره ،إنها تتوقع أن يكون الاتفاق مربحا لدار نشرها لأن ويلتش «معروف ومحبوب كثيرا في كل أنحاء العالم، وان الكتاب سيجذب إليه طلبة المدارس الثانوية والجامعات. وعبرت فريدمان عن اعتقادها بأن «الشباب اليوم يقررون في سن مبكرة إن كانوا يريدون أن يصبحوا رجال إطفاء أو رجال أعمال. وجاك قادر على تعليمهم».

لكن سمعة ويلتش قد لا تكون بلا شائبة مثلما كانت سنة 2000، حينما استقال من منصبه كرئيس لشركة جنرال اليكتريك من العمل في ذلك الموقع، وبعد أن طور شركة ذات رأس مال لا يتجاوز 12 مليار دولار كي تصـــبح أكبر شركة في العالم وأكثرها شعبية برأس مال وصل إلى 500 مليار دولار.

وكان على ويلتش أن يتعامل مع ما كشفته قضية طلاقه، وبضمنها التفاصيل المتعلقة بالتقاعد الذي طالب به من جنرال اليكتريك، مع بطاقات مجانية لمشاهدة مباريات فريق نيكر في نيويورك، وشقة سعرها 15 مليون دولار في مانهاتن، كذلك يتضمن الاتفاق تكاليف الطعام والنبيذ وكي الملابس. ودافع ويلتش حينها عن مطالبه هذه قائلا إن «جنرال اليكتريك» قد حصلت على عرض مجز لكنه في الأخير وافق على دفع تكاليف بعض من هذه الأشياء، وهذا يتضمن دفع سعر الشقة. في الوقت نفسه الذي أدت فيه الفضائح المالية التي جرت للكثير من الشركات إلى فقدان ثقة الجمهور بالمدراء التنفيذيين.

لكن ويلتش شك في أن يكون الكشف عن هذه التفاصيل، التي يتهم فيها المحامون المتكفلون بموضوع طلاقه، قد أثر على سمعته ومصداقيته. وهو يقول بثقة: «أنا أتكلم دائما عن الجانب الأخلاقي. وأنا أشعر بالراحة لما قمت به في حياتي وأظن أن الناس يحترمون ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»