أوروبا توحد بين الدين والحداثة بعد افتراق استمرّ قرونا

لقد شوهوا سمعة الدين والعقيدة بعد تفجيرات الرياض والدار البيضاء .. وهم الآن يحاولون منع ولادة عراق جديد

TT

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث الفرنسي فريدريك لونوار المختص بفلسفة الدين وعلم الاجتماع الديني ايضا. وكان قد اشرف سابقا على كتاب ضخم بعنوان: موسوعة الاديان. ومنذ البداية يزف لنا المؤلف هذا النبأ السعيد: وهو ان الايمان لم ينقرض من الغرب بعد انتصار العلم والتكنولوجيا على عكس ما نتوهم. ثم يفاجئنا ببعض الاحصائيات الدقيقة ويقول: هل تعلمون بأن 93% من الاميركان يؤمنون بالله، وان 67% من الاوروبيين يؤمنون به ايضا؟

ولكنه ايمان حر، وناتج عن تجربة شخصية لا عن اكراه اجتماعي. كما انه غير مرتبط بممارسة الطقوس والشعائر بالضرورة. والواقع ان الالحاد الراديكالي يمثل اقلية في الغرب على عكس ما كنا نتصور. وكذلك الالتزام الكامل بالطقوس والشعائر، فقد اصبح يمثل ايضا اقلية في مجتمعات الغرب. فالايمان بالله لا يعني انهم يذهبون الى الكنيسة كل يوم ولا حتى كل اسبوع. فالكنائس اصبحت عبارة عن متاحف تقريبا ولا يتردد عليها الناس بشكل منتظم الا بنسبة %30. وعندما نقول يترددون عليها فلا نقصد مرارا وتكرارا وانما على الاقل مرة واحدة في الشهر. هذا يعني ان %70 من الاوروبيين لا يذهبون الى الكنيسة ابدا. ولكن نسبة المواظبين في اميركا على حضور القداس المسيحي اكبر بكثير بالطبع. فاميركا مؤمنة اكثر من اوروبا. ولكن على الرغم من ابتعاد الاوروبيين عن أداء الطقوس والشعائر بشكل منتظم الا ان نسبة الملاحدة لا تتجاوز %7. وهذا الرقم مدهش جدا لأننا كنا نعتقد انهم اغلبية ويتجاوزون السبعين بالمائة! وبالتالي فالحداثة لم تقض على الايمان على عكس ما كنا نتوقع.

ثم يطرح المؤلف هذا السؤال ما سر ديمومة الايمان في اوروبا حتى بعد كل تلك الانقلابات الفلسفية، والعلمية، والصناعية التي قلبت الحياة رأسا على عقب؟ وقبل ان يجيب على السؤال بشكل مباشر نجده يقول: «منذ قرنين على الاقل كان الموضوع الاساسي للفكر الاوروبي يتمثل بالنهاية الحتمية للدين في ظل العالم الحديث، فمؤسس الفلسفة الوضعية اوغست كونت، اعتبر الدين بمثابة استلاب فكري او استقالة فكرية. واما فويرباخ فقد اعتبره بمثابة استلاب انتربولوجي، اي انساني. واعتبره فرويد بمثابة استلاب نفساني او حتى وهم من الاوهام التي تصنعها اعماقنا النفسية، في حين ماركس فقد اعتبره بمثابة استلاب اقتصادي واجتماعي. بمعنى ان الظروف الاقتصادية السيئة والفقر المدقع والبؤس هي الاشياء التي تدفعنا للتديّن لنسيان واقعنا او للهروب منه او للتعزّي عنه. وفي كل الاحوال، فإن فلاسفة اوروبا اعتبروا الدين بمثابة عقبة كأداء في وجه التقدم الفردي والاجتماعي».

ثم يردف البروفيسور فريدريك لونوار قائلا: «وحتى نيتشه الذي لم يكن متفائلا بمستقبل الحضارة الاوروبية كسابقيه راح يصرح قائلا بشكل هستيري وفي نص رائع ومخيف جدا: لقد انتهى المقدس المسيحي ايها السادة! لقد انتهى ما كنا نعتقد به طيلة ألفي سنة تقريبا. ونحن الآن يتامى.. فمن الذي سيملأ هذا الفراغ الكبير الحاصل عن انحساره؟ من سيعزينا ويواسينا؟ ولكن نيتشه أصاب وأخطأ. أصاب عندما عرف بحدسه الكبير الذي لا يضاهى ان زلزالا فكريا قد حصل في اوروبا بانتصار العلم والفلسفة الوضعية والصناعية. وأصاب عندما عرف بأن الايمان القديم الضيق ان لم نقل الاصولي المتعصب استنفد طاقاته وانتهى. ولكنه أخطأ عندما اعتقد بأن الايمان بشكل مطلق او في المطلق قد انتهى. ولم يدرك ان الايمان الجديد، اي الحر والواسع الى اقصى الحدود، سوف ينهض على انقاض الايمان القديم. لم يعرف ان الايمان قد يتحول ويتغير لكي يتلاءم مع مقتضيات الحداثة وظروفها».

هذا ما حصل اثناء القرن التاسع عشر، ثم جاء القرن العشرون لكي يؤكد على هذا المنحى في التطور. فالواقع ان انحسار الممارسة الدينية، اقصد ممارسة الطقوس والشعائر بعد الحرب العالمية الثانية في معظم البلدان الاوروبية، بدا وكأنه يعطي الحق لهؤلاء المفكرين الذين تنبأوا بنهاية الدين والايمان.

ولكن في السنوات الاخيرة طرأ نوع من التحول على النفسية الاوروبية. فقد اخذت تعود الى الدين وتبحث عن الروحانيات بكل سبيل. ولكن هذه العودة لم تكن الى الدين المسيحي بالمعنى التقليدي للكلمة، وانما الى التصوف، والحكمة الشرقية، وشهدنا اقبال قطاع واسع من الفرنسيين على العقيدة البوذية والروحانيات الشرقية بشكل عام.

كل شيء يحصل كما لو ان الاوربيين بعد ان شبعوا من الماديات حتى اتخموا، أخذوا يشعرون بفراغ داخلي وراحوا يبحثون عما يتجاوز الماديات: اي عن معنى الحياة وسر الوجود. وهنا بدا ان الحداثة قد استنفدت طاقتها بدورها بعد ان جربت نفسها واعطت كل ما يمكن ان تعطيه على مدار القرنين الماضيين.

واكتشف الناس مدى ازدواجية العلم، والعقل، والتكنولوجيا، والسياسة. وراحوا يفكرون بتجاوز الحداثة الى ما بعد الحداثة من اجل المصالحة بين العقل والدين من جديد. فالعلم الذي اسعد اوروبا وحقق لها كل هذا التقدم هو سلاح ذو حدين كما اكتشف الاوروبيون في وقت لاحق، وبشكل مفاجئ. فقد يؤدي الى تدمير الحضارة عن طريق الاسلحة الفتاكة التي ساهم في صنعها، مثلما أدى تشكيل الحضارة. وقد يؤدي الى تدمير البيئة والمناخ والكوارث الطبيعية، اذا ما زاد على حده. وكل شيء يزيد عن حده ينقلب الى ضده كما يقول المثل. ولهذا السبب فإن اوروبا التي ابتعدت كثيرا عن الدين طيلة القرن التاسع عشر والعشرين اخذت تعود اليه الآن، وان بشكل جديد غير معروف سابقا. فالعودة الى التديُّن الاصولي العتيق الذي كان سائدا في القرون الوسطى ايام التعصب ومحاكم التفتيش أمر مستحيل، ذلك لأن العقليات في معظمها تنوَّرت وتعقلنت واهتدت ولم تعد تستطيع العودة الى الوراء. وهنا يطرح المؤلف فكرة جديدة ومهمة: وهي انه لا يوجد تعارض راديكالي بين الدين والحداثة بشرط ان نفهم الدين فهما واسعا. وانما هناك علاقة جدلية خصبة بين الطرفين. وهي علاقة تعود بالخير العميم على الدين والحداثة في آن معا. وبالتالي فالسؤال المطروح لم يعد: هل انت مع الدين أم مع الحداثة؟ وانما اصبح هو التالي: ما هي التحولات التي تطرأ على فهم الدين وطريقة تفسيره في عصر الحداثة العلمية والفلسفية؟ والاطروحة المركزية للمؤلف تقول بأن الحداثة تؤثر على الدين مثلما ان الدين يؤثر على الحداثة في علاقة تفاعلية خلاقة شهدتها اوروبا منذ اربعة قرون.

وقصة هذه العلاقة الخلاقة هي التي يرويها لنا هذا الكتاب. افتح هنا قوسا واقول بأن المثقفين العرب في معظمهم فهموا الحداثة خطأ عندما اعتقدوا بأنها معادية للدين بالضرورة. ولم يعرفوا كيف يفرقون بين الفهم القديم للدين والفهم الجديد الذي تولَّد في عصر الحداثة. وربما كان هذا الخلط ناتجا عن عدم استيعابهم لتجربة الحداثة الاوروبية والجدل الخلاق الذي حصل بينها وبين الدين المسيحي على مدار القرون الاربعة المنصرمة. ولذلك فإني اطمئن المؤمنين في العالم العربي واقول لهم بأن حداثتنا المقبلة لن تكون معادية للدين وانما للتعصب الاعمى فقط.

الفصل الاول في الكتاب مكرس كله لدراسة المسألة المحورية التالية: ما هي الثورة الكوبرنيكية التي طرأت على الوعي الديني في اوروبا? اذا لم نفهم هذه النقطة فإننا لن نفهم ابدا سر الصراع الجاري حاليا بين العالم الاسلامي والغرب: او قل بين الجماعات الاصولية المتطرفة في العالم الاسلامي والغرب لكي نكون اكثر دقة ووضوحا.

يقول المؤلف بما معناه: «خلال بضعة قرون طرأ انقلاب كبير على الوعي الديني والعقلية الاوروبية. فالفرد لم يعد خاضعا لمقاييس الجماعة او الطائفة التي ولد فيها. ولم يعد يتلقى التعاليم التي تقول له ما ينبغي فعله او عدم فعله من هذا الكاهن او ذاك. وانما اصبح هو الذي يشكل قناعاته بنفسه وبشكل عقلاني وبعد غربلة وتمحيص. بمعنى آخر فإن ما تلقاه بشكل سلبي من طفولته وآبائه واجداده لم يعد حقيقة مطلقة بالنسبة له كما كان يحصل في القرون الوسطى، وانما اصبح ينتمي الى هذا الدين او ذاك، هذا المذهب او ذاك. عن ارادة واعية وقناعة شخصية. على هذا النحو راحت الحضارة الغربية تتحرر تدريجيا من رحم العقيدة اليهودية ـ المسيحية التي كانت تفرض نفسها عليها من فوق ككتلة واحدة لا تناقش ولا تمس، وكان الانسان يعيش داخلها ويجد نفسه محكوما بها من المهد الى اللحد. واما الآن فقد اختلفت الامور بعد ان اصبحت السلطات الدينية والسلطات السياسية منفصلة عن بعضها البعض. فالفرد الفرنسي لم يعد يُحاسب على اساس دينه او طائفته كما كان يحصل في العصور الوسطى. لم يعد احد ينظر اليه ككاثوليكي او كبروتستانتي، وانما كمواطن فرنسي ليس الا. لم يعد مواطنا من الدرجة الاولى لأنه كاثوليكي ينتمي الى مذهب الاغلبية، ولا مواطنا من الدرجة الثانية لأنه ينتمي الى مذهب الاقلية البروتستانتية. هذا الشيء انتهى بعد انتصار الحداثة الفلسفية والسياسية. واصبح الفرد حرا في الانتساب الى المذهب الذي يختاره بمحض ارادته، او عدم الانتساب الى اي مذهب على الاطلاق، دون ان يعني ذلك انه تخلى عن الايمان بالله او سقط في حمأة الالحاد المادي».

هذه الحرية الدينية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل، والتي لم تترسخ حتى الآن الا في اوروبا الغربية واميركا الشمالية هي التي تسبب لنا مشكلة الآن وتجعلنا ندوخ تماما! فكيف حصلت يا ترى؟ وما هي قصة تلك الملحمة التاريخية التي صنعت مجد اوروبا وجعلتها تتفوق على جميع حضارات العالم؟

كجواب على هذا السؤال يقول البروفيسور فريدريك لونوار ما فحواه: «على مدار القرن السادس عشر فالسابع عشر فالثامن عشر حصلت في اوروبا طفرة فلسفية، واجتماعية، وسياسية، واقتصادية ادت الى قلب مفهومنا عن الدين بشكل راديكالي عميق. وتصرفات الاغلبية العظمى من معاصرينا ناتجة عن هذه الطفرة بالذات. انها ناتجة عن مشروع التنوير الكبير الذي ادى الى استغلالية العقل بالقياس الى اللاهوت المسيحي وتحرر الفرد من هيبة التراث ورهبته. فالفلسفة التي كانت خادمة مطيعة لعلم اللاهوت طيلة العصور السابقة انفصلت عنه وتحررت من ربقته». وبالتالي فالعملية لم تتم بين عشية وضحاها، وانما استغرقت ثلاثة قرون متتالية. والواقع ان بذورها كانت قد زرعت في عصر النهضة، اي القرن السادس عشر، ولكنها لم تثمر ولم تنضج الا بعد ذلك بقرنين او حتى ثلاثة لقد ولد الانسان الحديث ضد انسان القرون الوسطى الخاضع كليا للتراث الكنسي. وهو انسان متواكل، مستسلم كليا للكهنة والخوارنة. اما انسان الحداثة فمسلح بالعقل النقدي الذي يعرف كيف يميز بين الاشياء».

كان المفكر الايطالي بيك الميراندولي (1463 ـ 1494) احد اوائل الذين بلوروا مفهوم النزعة الانسانية بشكل متمايز عن النزعة اللاهوتية. وفي كتابه الشهير عن كرامة الانسان يقول بأن «الانسان ليس مسيَّرا كليا وانما هو مخيَّر ايضا وله هامش كبير من الحرية. فايمان الانسان بالله لا ينبغي ان يعني التواكل والاستسلام او التسليم بكل ما يقول رجال الدين. وانما يعني التوكل على الله، ثم العمل بكل حرية وارادة من اجل تحقيق الذات على هذه الارض». وهكذا اوجد عصر النهضة صيغة توفيقية بين العقل والايمان، او بين المادة والروح، او بين الدنيا والآخرة. وهنا يكمن تمايزه عن العصور الوسطى.

ثم جاء عصر التنوير لكي يرسخ هذا التحرير للانسان، ولكي يعطيه الثقة بنفسه وامكانياته اكثر فأكثر. وعندئذ حصل صدام مباشر وعنيف بين الفلاسفة ورجال الدين، وبخاصة في فرنسا. وحصلت عندئذ قطيعة تدريجية بين الانسان القديم والانسان الحديث.

ففي المناخ التقليدي كان الانسان موجودا من خلال المكانة الخاصة التي يحتلها داخل الجماعة، وهذه المكانة كانت مفروضة عليه من خلال الحسب والنسب والمجتمع. فإذا كان قد ولد في عائلة ارستقراطية غنية فإن مكانته تكون عالية مع النبلاء. واذا كان قد ولد في عائلة فلاحية فإن مكانته تكون ادنى بطبيعة الحال. وكان الفرد يخضع لعقائد الجماعة وقواعدها ونواميسها: اي مجمل التصورات المشتركة لدى الجميع والتي تبدو وكأنها آتية من فوق وبالتالي فلا يخطر على بال احد ان يعارضها او يحتج عليها او يناقشها حتى مجرد مناقشة. وبالتالي فالطاعة العمياء او الخضوع هو سمة المناخ التقليدي الذي ساد طيلة عصور ما قبل الحداثة.

اما في المناخ الحديث الذي ظهر في اوروبا بعد التنوير فيسود العقل النقدي والتعبير الحر عن الذات. فلم يعد الفرد هو احد افراد القطيع، ولم يعد يتحدث باسم الجماعة. وانما اصبح له رأيه الخاص الذي يميزه عن غيره. لقد اصبح فردا مستقلا بذاته. ولم يعد يحتل مكانته داخل المجتمع من خلال حسبه ونسبه، وانما من خلال مزاياه وكفاءته الشخصية واعماله. واصبح حرا في اختيار عقائده وقيمه الخاصة داخل مجتمع يؤمن بتعددية الآراء، بل وتناقضها فيما بينها. وكل رأي اصبح خاضعا لنقد العقل وتمحيصه ولم يعد الكمال في الماضي كما كان عليه الحال في المجتمع التقليدي، وانما اصبح في المستقبل. وهكذا تأسست فكرة التقدم في الحياة الاوروبية واصبح الانسان قابلا للتحسن باستمرار.

على هذا النحو تقدمت المجتمعات الاوروبية وتطورت بعد ان اصبح الانسان يستمد قيمته ليس من حسبه ونسبه، وانما من ميزاته وافعاله.

اكتب هذه الكلمات على وقع التفجيرات المرعبة التي اودت بمئات الضحايا الابرياء في كربلاء والكاظمية. وعلى ما يبدو فإن مسؤوليتها تقع على كاهل تلك الفئة الاجرامية التي شوهت سمعتنا في كل انحاء العالم منذ (11) سبتمبر وحتى اليوم. فلم يعد حد منا يجرؤ على القول بأنه عربي او مسلم في اي بلد من بلدان الغرب بسببهم. لقد شوهوا سمعة الدين والعقيدة بعد تفجيرات الرياض والدار البيضاء ايضا. وهم الآن يحاولون منع ولادة عراق جديد ومسالم مع اشقائه وجيرانه. ولكن لحسن الحظ فإن مشايخ السعودية ومثقفيها بالاضافة الى مثقفي مصر ورجال دينها وآخرين عديدين فوتوا فرصة الفتنة على هذه الفئة المتطرفة التي تريد ان تقود شعب العراق الى الدمار. لكأنه ما كفاه عذابا ودمارا طيلة السنوات السابقة!! وقد ادهشني رباطة جأش المسؤولين العراقيين وعدم استسلامهم لردود الفعل الغرائزية او العصبيات المذهبية الضيقة. اقول ذلك وبخاصة ان ما يجمع بين السنة والشيعة هو اكبر بكثير مما يفرق بينهم، يجمع بينهم كتاب واحد، ونبي واحد وايمان واحد ولغة واحدة، وتراث ادبي وشعري وفلسفي طويل عريض. فلماذا الاقتتال اذن? لماذا هذا الجنون الانتحاري وتدمير الذات? في الواقع ان الخوف لا يأتي من الداخل او من جهة شعب العراق، وانما من طرف عوامل خارجية شعرت بالرعب لأن العراقيين توصلوا الى دستور واحد لشعب واحد وانهم قد ينجحون في تجربة الديمقراطية ويصلون الى شاطئ الامان!