محمد غنيم المدير التنفيذي للمشروع: أخشى أن أعترف بالمبلغ المطلوب فيصاب البعض بالإحباط

TT

* في ما يلي نص الحوار مع محمد غنيم المدير التنفيذي للمشروع:

* التحدي الكبير، كما تعلمون ليس في مشاركة مهرجانية تنتهي بانتهاء المناسبة، وإنما بان يكون الحضور العربي فاتحة لعلاقات ثقافية مستدامة مع أوروبا والعالم. بصفتك المدير التنفيذي، هل سيتم عملياً ما يذهب في هذا الاتجاه؟

ـ ما نريده بالفعل ان يتمخض عن هذه المشاركة حضور عربي مكثف على ساحة النشر العالمية، ولذلك تم اقتراح إنشاء صندوق عربي للنشر والترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، تحمس للمشروع غالبية وزراء الثقافة العرب، ولذلك فالمطلوب إنشاء صندوق في كل بلد على حدة تصب جميعها في النهاية لمصلحة الصندوق المشترك. وقد وافق العديد من الدول على دعم المشاركة في الجناح المهني الذي هو خارج المشاركة العربية المشتركة في جناح ضيف الشرف.

* يقال إن المعنيين بمعرض فرانكفورت ممتعضون من التأخير في إعلامهم ببرنامجكم، ويستعجلون معرفة ما تريدون تقديمه لحجز القاعات اللازمة لذلك؟

ـ التزمنا معهم المواعيد الرسمية. وكما هو متفق سنعقد مؤتمراً صحافياً دولياً يوم 25 يونيو(حزيران) في فرانكفورت نعلن فيه عن برامجنا. أما الحجوزات فقد تمت بالفعل وشملت القاعات والفنادق ودور الأوبرا. واعترضنا على المكان الذي اقترحه المنظمون لاستقبالنا كضيف شرفٍ لأنه منزوٍ. وطالبنا بأن تعطى لنا القاعة الرئيسية أو ما يسمى «الفوروم» في الطابق الأرضي. وهي بمساحة 2500 متر مربع يضاف إليها ثلاث خيام جميلة ورائعة تجعل المساحة الكلية 7 آلاف متر مربع. إحدى هذه الخيام عبارة عن مسرح ومجهزة بكل المعدات الفنية.

* هل تخططون للمشاركة أيام المعرض الخمسة فقط أم أنكم ستلتزمون التقاليد المتبعة وستكون النشاطات في المدن الألمانية على مدار العام.

ـ هنا أقول بأننا وقعنا عقوداً للمشاركة وإقامة أنشطة على مدار أيام المعرض التي تبدأ رسمياً في الخامس من أكتوبر(تشرين الاول)، وتستمر للشهور الثلاثة أو الأربعة التي تليها، وهذا ما تسمح به الأموال التي أعطيناها، ولا نريد أن نجازف بما ليس مضموناً بعد. ولكن إذا تدفقت الأموال كما نتمنى، فسنعمل بالتأكيد على نقل أنشطتنا إلى مدن ألمانية مختلفة.

* لكن هل سيكون ممكناً طلب حجز قاعات في اللحظات الأخيرة في مدن ألمانية، مؤسساتها تبرمج عملها لسنتين مقبلتين؟

ـ أريد أن أطمئن الجميع إلى ان كل المؤسسات الألمانية مطلوب منها إقامة أنشطة حول العالم العربي. نحن لا نريد أن نصل على هذا الحد ونترك الآخرين يقدموننا برؤيتهم الخاصة. نريد أن نقدم أنفسنا بأنفسنا. لهذا فإن الطلبات كثيرة من المؤسسات الثقافية الألمانية المختلفة لاستقبالنا على مدار العام. لكن الأمر مكلف وأخشى أن أقول ما هو المبلغ المطلوب لتحقيق هذه الغايات فيصاب البعض بالإحباط. لكن مبلغ 10 ملايين دولار على الأقل هو ما نحتاجه لنقدم أنفسنا بصورة لائقة أمام الناس ولمدة تزيد على الأشهر الأربعة، وإذا ما أضفنا مشروع صندوق الترجمة العربي، يرتفع المبلغ إلى ما هو أكبر من ذلك بالتأكيد.

* بشكل عام، ما هي الأنشطة المبرمجة؟

ـ إضافة إلى جناح العرب «ضيف شرف» هناك 8 متاحف ألمانية ومراكز ثقافية سيكون في كل منها متحف عربي يمثل جميع الدول العربية، من دفع منها ومن لم يدفع. هناك على سبيل المثال المتحف الألماني للعمارة الذي سيستقبل معرض العمارة العربية، وآخر للثقافات العالمية يعرض أنشطة تخص المرأة، زيادة على متحف الايقونات المسيحية الآتية من مصر وسورية ولبنان، ومعرض الخطوط والحرف، وآخر للصور الفوتوغرافية، وغيرها لرسوم كتب الأطفال. وأضيف بأن عدد المعارض عموماً سيصل إلى 18 داخل وخارج الجناح، تركز في معظمها على الصلة الحميمة والتاريخية بين الشرق والغرب، وهناك عروض سينمائية سيصل عددها إلى 64 فيلماً من مختلف الدول. وثمة عروض موسيقية وغنائية ستقام في الميادين الكبرى لمدينة فرانكفورت. بمعنى آخر سيكون العرب موجودين في كل مكان. ومن ضمن المشاركين فرقة كركلا اللبنانية، وفرقة الرقص الحديث من دار أوبرا القاهرة التي ستقدم «شهرزاد» لكورسكوف، وفي هذه الفرقة المصمم والمخرج هو اللبناني وليد عوني، وقائد الفرقة العراقي نصير شمه والراقصة الأولى جزائرية، وسنسعى لأن ترافقهم الأوركسترا السيمفونية التي تضم 75 عضواً.

* وماذا عن تصميم الجناح العربي، هل تم الإعداد له؟ ـ وضع تصميم الجناح بعد مسابقة دولية تقدم لها العديد من الدول، أما لجنة التحكيم فكانت دولية أيضاً ووقع الاختيار على تصميم أعدته شركة مصرية، وسنقدم الرسوم التفصيلية إلى إدارة المعرض يوم 20 يونيو لنحصل على رخصة ونطرح مناقصة بين الشركات الألمانية ليقوموا بالتنفيذ.

* تبقى نقطة أخيرة، كيف يتم التنسيق بين الدول العربية لتجميع ما سيعرض في المعارض والتنسيق في ما بينها، لعلها التجربة العربية الأولى من نوعها في هذا المجال؟

ـ هناك آلية لذلك، ولجان للاختيار والفرز والتنسيق. خاصة ان عدد الترشيحات التي تتدفق من الدول العربية هائلة. يوجد لجان ومتخصصون في كل ميدان، يعنى كل منهم في مجاله. لذلك لا خوف من هذه الناحية. واطمئن الجميع إلى أنني أعمل في مجال التنشيط الثقافي منذ 44 سنة، وكنت وكيلا أول وزارة ثقافة، ولي باع طويل في هذا المجال، واعلم أننا ماضون في الطريق الصحيح.