مرة أخرى عن مشاركة العرب في معرض فرانكفورت للكتاب: الخطة جاهزة والنجاح الموعود باهر

إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب: سترون رؤساء يدفعون من جيوبهم

TT

رداً على المثقفين المتشائمين، الذين حكموا سلفاً، على المشاركة العربية بصفة «ضيف شرف» في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بالفشل، سواء من خلال الملف الذي نشرته «الشرق الأوسط» أخيرا أو ما تناقلته الصحف من نقد وتهشيم، أراد المسؤولان في اللجنة الفنية المخولة التحضير لأنشطة معرض فرانكفورت، وهما رئيس اتحاد الناشرين العرب إبراهيم المعلم والمدير التنفيذي للمشروع محمد غنيم أن يقطعا الشك باليقين، وأن يضعا النقاط على الحروف، كي تتوقف الأسطوانة المشروخة، ويهدأ الضجيج. فالرجلان يؤكدان أن المشاركة لن تكون ناجحة فحسب بل هي باهرة، ومن أنجح المشاركات التي عرفها المعرض على الإطلاق، وفي معرض ردهما هنا يشرحان أن الاتهامات الموجهة للجنة تصدر عن جهل لا عن معرفة، وتسليط الضوء على السلبيات من دون الإيجابيات ستكون نتائجه مسيئة لمن لم يتحمسوا للمشروع بعد بدل ان تكون مشجعة. وهنا نص الحوارين: يتحدث إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب بتفاؤل كبير عن المشاركة العربية، بعدما كان من المتشائمين ازاء التحضيرات، وبسؤاله عما تغير بين السابق والآن يجيب:

ـ أمور كثيرة تغيرت منذ شهور إلى اليوم، لأننا نتقدم في العمل، نتيجة جهد حقيقي، والذين يتحدثون اليوم يلقون كلامهم جزافاً، فلقد وضعت خطة إعداد ممتازة، ونحن نسير على الطريق الصحيح. وكوني أزور معرض فرانكفورت منذ 32 سنة أستطيع القول بأن ما نحضّر له كفيل بأن يجعل مشاركتنا كضيوف شرف من أنجح المشاركات التي عرفها المعرض وأكثرها تأثيراً. ومن ضمن الخطة إشراك 12000 كتاب عربي من أحدث وأجمل ما صدر في مختلف المعارف والفنون، وتقوم وزارات الثقافة العربية واتحادات الناشرين بجمعها وشحنها إلى مصر، لا لنعمل رقابة عليها، وإنما لتحضير الفهارس والقوائم، فلا يجوز شحن الكتب هكذا من دون التعريف بها وتصنيفها.

* وسيسمح للكتب المعارضة والمشاكسة بالمشاركة؟

ـ المشاركة مفتوحة للجميع باستثناء الكتب المزورة وسيئة الطباعة، وما عدا ذلك فلكل الاتجاهات والآراء أن تتمثل بما فيها التي تشتمني إن كان ذلك موجوداً. وللعلم أيضا فإن وزارات الثقافة ترسل كتبها إلينا، ونحن كاتحاد نقرر في النهاية ما يناسب إشراكه وما يجب استبعاده. وألفت إلى ان الدول التي دفعت والتي لم تدفع كلها مشاركة بكتبها وبعضها وصل فعلياً إلى مصر.

* تبشرنا بأن ثمة ديمقراطية حقيقية في تعاطي وزارات الثقافة، ولكن ماذا عن الناشرين المصريين الذين يقولون انه تم استبعادهم مثل محمد هاشم صاحب «دار ميريت» وحسني سليمان صاحب «دار شرقيات»؟

ـ أقول لكل الناشرين من على صفحات هذه الجريدة، أرسلوا كتبكم ونحن نتكفل بها. وظني أن الناشرين يخلطون بين أمرين، هناك المشاركة العربية بشكل عام والتي تنضوي تحتها الكتب عموماً من دون تمييز البلد أو دار النشر، وهذا ما نعنى به كاتحاد. وهناك المشاركات الفردية لكل مؤسسة وهذا أمر يتعلق بالناشر نفسه. ومن يريد أن يشترك فالمعرض مفتوح للجميع، ولو أرادوا مساعدة نستطيعها فلن نتأخر. أما بالنسبة لمحمد هاشم، وهو ليس عضواً في اتحاد الناشرين، وهذا أمر هو يقرره، فقد كلمته شخصياً وأعادت اللجنة المختصة الاتصال به، فيما حسني سليمان الذي هو عضو في اتحاد الناشرين العرب ولم يدفع اشتراكه منذ عام 2001 فقد وجهت له رسالة دعوة ولنا إثباتات على ذلك، وليس له سوى تفقد صندوقة البريد.

* تؤكد لنا أن الخطة الموضوعة للمشاركة باتت مكتملة وهي ممتازة، لكن ماذا عن تطبيقها ما دامت الأموال غير متوفرة؟

ـ صحيح ان الكويت والمغرب والجزائر وليبيا، مثلاً هي دول لم تدفع مستحقاتها، لكنني على علم بأن الفلوس ستأتي في النهاية، ولا أستطيع أن أقول من أين وكيف.

* لا معنى لخطة بلا تمويل؟

ـ سترين كيف أن رؤساء سيدفعون من جيوبهم ومؤسسات ثقافية أهلية ستدعم. وسأقول مثلاً بأنني تلقيت وعداً من الرئيس رفيق الحريري بدعم المشاركة العربية بمختلف صورها، من خلال مؤسسة الحريري، وأنا متأكد من الوفاء بهذا الوعد. وثمة مؤسسات أهلية أخرى لن تتأخر ونحن على يقين. وفي اجتماعات اللجنة الفنية أخيرا في بيروت وضعنا لائحة مبدئية بأسماء حوالي 120 كاتبا ومثقفا ستتم دعوتهم للحضور.

* قيل كثيراً ان هذه اللائحة جاهزة سلفاً وتتكون من المحسوبين على وزارات الثقافة؟

ـ غير صحيح على الإطلاق. هذه الوزارات هي أحد المصادر التي ترشح أسماء، ولا نأخذ كلجنة بالضرورة باقتراحاتها. ثمة دولة رشحت 6 أشخاص وأخرى رشحت 500 شخصٍ، هل هذا منطقي ومعقول؟ نحن نجتمع وندرس الاقتراحات الآتية من هنا وهناك ثم نتفق على أسماء تمثل كل الدول العربية ومختلف الفنون والاتجاهات والعلوم، ونحرص على الحضور من كل الدول بما في ذلك غير المشاركة كليبيا أو العراق والتي لا تطالب بشيء لكننا نحرص على تمثيلها.

* الشائع أنكم تأخرتم كثيراً في الإعداد والحجز والإعلان، مما أربك المنظمين للمعرض. وثمة الكثير مما تسرّب حول محاولة مصر تهميش دور لبنان أو دول صغيرة أخرى؟

ـ الذين يقولون هذا الكلام جاهلون تماماً بما يحصل والبعض لا يعرف حتى ما هو معرض فرانكفورت وما الذي يجري هناك. بالنسبة للتحضيرات والإعلان عن البرنامج والأسماء، نحن ملتزمون بالمواعيد بدقة شديدة، حسب اتفاقاتنا مع إدارة المعرض. أما عن مصر فسأقول نحن نقدّم العرب الآخرين على أنفسنا، وهم يستطيعون أن يشهدوا بذلك. وسأقول أكثر، كل الدول العربية باستثناء ممثل دولة واحدة لن أذكرها، أظهروا إيثاراً وتفهماً أثناء الاجتماعات الأخيرة في بيروت، حيث تبين أن الجميع مهموم بالنجاح من دون حساسيات المصالح القطرية الضيقة. وثمة دول ستدفع ميزانيات إضافية مثل لبنان والشارقة والسعودية وقطر ومصر وتتكفل بأنشطة خاصة لإنجاح التمثيل العربي. أؤكد أن أجواء التعاون ممتازة، ونحن نسير على الطريق الصحيح.

* ترسم لنا صورة مثالية، وكأنما كل الضجيج المثار حول الموضوع، لا معنى له؟

ـ نعم، تماماً هكذا، لا معنى أو مبررا لكل ما يثار. هناك سلبيات وهي مسألة التمويل التي لم يدفع منها سوى مليون واحد من أصل حوالي ثلاثة ملايين دولار، لكنهم سيدفعون في النهاية، ووظيفتنا كمثقفين أن نشجع المسؤولين لا أن ندفع بهم إلى اليأس، ولنقل أنه من العار على الوزراء المعنيين ان يعجزوا مجتمعين عن دفع ما يدعم تمثيلاً عربياً مشرفاً جداً في فرانكفورت. وأود أن أضيف هنا بان العرب حين وقعوا رسمياً في أغسطس (آب) عام 2003 على عقد المشاركة لهذا العام كضيف شرف، معناه أنهم أعلنوا أمام العالم التزامهم، وأن لاشيء يحول دون نجاحهم سوى هم. ولذلك أقول بصوت عالٍ لن نترك أنفسنا نفشل، وليس أمامنا سوى النجاح.