بوش عن قرب: الرئيس دعانا لصلاة البركة في البيت الأبيض.. ومعجب بجنرالات النجوم الأربع

لم ألتق كلينتون ولم أزر البيت الأبيض في عهده ولكن الزملاء أشاروا لي ببرودة ملموسة لديه في تعامله مع ضباط الجيش

TT

لتقيت وباقي أعضاء قيادة هيئة الأركان المشتركة مع وزير الدفاع الجديد دونالد رامسفلد في 7 فبراير 2001 . وكان وزير الدفاع، الذي كان يرتدي سترة غامقة أنيقة وربطة عنق حمراء، ودودا وهو يعرض علينا مكتبه الجديد. قال وهو يراقبنا من تحت نظاراته: «المكتب خال هنا، لا نزال نفرغ الامتعة».

كانت هناك عدة صناديق موضوعة على احد جوانب الحجرة. وشاهدني الوزير أتطلع علي مكتب مرتفع للقراءة. لقد شهدت عدة صور لمثل هذه المكاتب، وأتذكر أن جون كنيدي كان يستخدم مكتبا مماثلا.

قال الوزير: «لقد وجدت دائما أن الإنسان يفكر بطريقة أفضل وهو على قدميه. وأحاول السير يوميا اكبر مسافة ممكنة. «اعتقد أنني حضرت إلى المبنى المناسب لذلك».

واستمعنا باهتمام. المعروف عن رامسفيلد أنه شخصية غير تقليدية ومفكر مبدع. وعبارة «خارج النطاق» هي العبارة التي كان يستخدمها العديد لوصف طريقته في التفكير، سواء منطلق المديح أو الذم. وحتى الآن كان هذا اللقاء التعريفي يتبع هذا النموذج: لم يعد الوزير أجندة للنقاش.

ومثل العديد من زملائي، بذلت جهدا كبيرا، فقد قضينا وقتا طويلا حتى ساعات متأخرة من الليل لإعداد القضايا الهامة قبل الاجتماع الأول مع الوزير. وكنت مستعدا لمناقشة مناطق حظر الطيران في العراق، والتهديدات الإرهابية في المنطقة، ومنصب القيادة المتنقلة الجديد الذي أعدته للقيادة الوسطى.

غير انه يبدو أن من دونالد رامسفيلد كان ينفر من الحديث عن العمل في هذا اللقاء الأول. إلا انه سيطر على الحديث. وبالرغم من طريقته الرقيقة في الحديث، فإن رامسفيلد كان يتحدث بثقة. وغادرت الاجتماع ولدي الانطباع بأنني قضيت وقتا مع شخص أكثر اهتماما بمعرفة القيادة العسكرية الاميركية أكثر من معرفتنا بأشياء عنه. وفكرت وأنا اجلس في الحافلة مع باقي أعضاء القيادة المشتركة وقادة الأسلحة في طريقنا للبيت الأبيض، أن رامسفيلد يعرف ما يريده. وسنتأكد من ذلك قريبا.

كنا في طريقنا للقاء الرئيس جورج دبليو بوش وباقي أعضاء مجلس الأمن القومي. وعندما دخلنا غرفة مجلس الوزراء كنت على وعي بالأحداث التاريخية التي وقعت هنا: فضمن هذه الحوائط الملبسة بالخشب اتخذ كل من ابراهام لينكون وتيدي روزفلت وودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت وجون كنيدي العديد من القرارات حول السلام العالمي والصراعات الدولية. وقد دهشت من الطريقة الودية التي يعاملنا بها العاملون. لم ادع من قبل، ولم أزر البيت الأبيض في عهد كلينتون، ولكن الزملاء أشاروا الى برودة ملموسة فيه تجاه ضباط الجيش. وإذا كانت تلك الإشارات دقيقة، فهذا إذن بيت ابيض مختلف.

الى ذلك بدا لي الرئيس جورج بوش اصغر مما توقعت. كان يسير بنشاط وخفة وهو يتقدم نحو الطاولة ويصافحنا كلنا.

قال بوش وهو يبتسم : «يجب أن نصور هذا المشهد أيها الجنرال. كم عدد المرات التي يصل فيها ولدان من ميدلاند بولاية تكساس الى هذه المكانة».

ورددت عليه : «سيادة الرئيس هناك بعض الأيام التي كنت اشك في أنني سأصل الى منصب ملازم ثان».

وبعدما جلسنا انضم اليه نائب الرئيس تشيني ومستشارة الأمن القومي الدكتورة كوندوليزا رايس وآندرو كارد رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض. وبعدما القى رامسفيلد بعبارات ترحيبية، بدأ كل من القادة يعرض مسؤوليته.

وعندما بدأت التحدث عن القيادة الوسطى ومنطقة مسؤوليتي كانت غرفة مجلس الوزراء صامتة. وكان الرئيس مركزا تماما، ويستمع باهتمام شديد، وسأل عن مستوى القوات وشخصيات القيادة في المنطقة.

وفي أعقاب ذلك انضمت إلينا زوجاتنا لحضور حفل استقبال وعشاء في القاعة الزرقاء في البيت الأبيض. وعندما كنت وكاثي نتبادل أطراف الحديث مع أصدقاء قدامي ونتحدث مع كوندي رايس ونائب الرئيس ديك تشيني، تقدم بوش وقال موجها حديثه لي: «أربعة نجوم ! يا إلهي لقد حقق ابن ميدلاند نجاحا جيدا».

وابتسمت ونظرت حول الغرفة، وقلت: «سيادة الرئيس. ولدان من ميدلاند حققا نجاحا جيدا».

وعندما كنا نستعد للجلوس على مائدة الطعام، دق بوش على كوب زجاجي وقال: «رجاء انحنوا معي»، وخلال ترديده صلاة البركة، لفتت انتباهي بلاغة وبساطة الصلاة. لقد شعرت بالسعادة تلك الليلة لوجود رجل مؤمن في البيت الأبيض.