الطبعة الأولى من رسائل بارغر عن الجزيرة العربية

TT

صدرت أخيراً في واشنطن الطبعة الأولى من كتاب تاريخي يضم مجموعة الرسائل التي كتبها توماس بارغر، وهو واحد من أوائل الأميركيين الذين التحقوا بخدمة شركة الزيت العربية الأميركية «أرامكو» السابقة التي تحول اسمها إلى شركة «أرامكو» السعودية في ما بعد وحمل الكتاب عنوان «رسائل من الجزيرة العربية 1937 ـ 1940».

وتغطي هذه الرسائل الفترة الزمنية من عام 1937 إلى عام 1940 وهي الفترة التي التحق فيها الجيولوجي الأميركي بارغر بخدمة شركة أرامكو في بداية تأسيسها وأمضى فيها 32 سنة وتدرج في مناصبها وصولاً إلى منصب الرئيس والمدير التنفيذي قبل تقاعده وعودته إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ذكر ذلك لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فهد بن عبد الله السياري أمين دارة الملك عبد العزيز بالرياض، مشيراً إلى أن الكتاب بمجموعة رسائله يكشف الخلفية التاريخية لجهود التنقيب عن البترول واكتشافه في السعودية قبل الحرب العالمية الثانية.

ويصف توماس بارغر خلال رسائله انطباعاته عن تلك الفترة الطويلة التي أمضاها في السعودية ومشاهداته خلال عمليات التنقيب عن البترول في المنطقة ورحلاته في الصحراء والعديد من مناطق السعودية.

ويتضمن الكتاب مجموعة من الرسائل التي كتبها المؤلف لزوجته في الولايات المتحدة خلال سنوات إقامته في السعودية، كما يتضمن مجموعة مختارة من يومياته التي دونها بنفسه آنذاك وتتحدث عن تلك الرحلة مع العمل والتحديات ومعايشة مجتمع يمر بمرحلة تطور ويختلف في مبادئه وعاداته وتقاليده. وتميز هذا الكتاب النظرة الحيادية التي سيطرت على كتابات بارغر في تناوله لمجريات أحداث ما كان يمر به خاصة في بيئة غريبة عليه، فهناك البعض من الأميركيين الذين عملوا في شركة أرامكو وكانت لهم آراء منحازة ضد المجتمع والبيئة التي عملوا فيها مما جعلهم يفتقدون الاعتدال في الكتابة، والتركيز على مواقفهم الشخصية غير الصحيحة.

ومن الرسائل المهمة في الكتاب ـ كما يرى السماري ـ تلك التي تناولت مقابلة الملك عبد العزيز بالصدفة في روضة معقلا أثناء تأدية بارغر مهام عمله عام 1939 حيث يقول انه عندما وصل الملك عبد العزيز إلى مخيمه في الروضة طلب مقابلته وتم له ذلك وسلموا وتحدثوا معه.

وعبر بارجر عن اعجابه بذلك اللقاء مع الملك عبد العزيز الذي أعجب بجهاز الاتصال اللاسلكي الذي كان معهم وطلب معاينته شخصياً. رحب بارغر بذلك وجاء الملك عبد العزيز إلى مخيمهم لاجراء اتصال مع الشيخ عبد الله السليمان الذي كان موجوداً في المنطقة الشرقية للإعداد لاستقباله لافتتاح عدد من مشاريع الزيت وتدشين تصدير الزيت من ميناء رأس تنورة، وأورد بارغر تفاصيل بقية اللقاء الذي تضمن استعراض عدد من الأجهزة الجيولوجية والمقاييس والسيارة اللوري.

يقع الكتاب في 300 صفحة ويحتوي على أكثر من 100 صورة فوتوغرافية من مختلف انحاء السعودية.

مجموعة عاشرة من وثائق مغربية الرباط : «الشرق الأوسط» صدر اخيرا الجزء العاشر من مجموعة «وثائق» التي تصدرها مديرية الوثائق الملكية المغربية، وتضمنت مواضيع مختلفة. وكانت المجموعة التاسعة قد ركزت على الجانب الدبلوماسي المتعلق بظاهرة الحماية القنصلية التي كانت من اهم ما شغل الفكر السياسي المغربي طيلة القرن التاسع عشر.

وتتضمن المجموعة حوالي 439 صفحة انتقاها عبد الوهاب بنمصور المؤرخ الرسمي للمغرب، من مجموعة من الوثائق التي تهتم بمرحلة زمنية عرف المغرب ابانها علاقات مع اوروبا تميزت بتفاقم الصراع وتصاعد الاطماع الاجنبية.

وتقدم المجموعة صورة عن واقع الدولة المغربية ابان القرن التاسع عشر، اذ كانت تعيش اوضاعا معقدة وضغوطا نابعة من الداخل ومرتبطة على وجه الخصوص بالرغبة في الابقاء على البنيات التقليدية وضمان المحافظة على شرعيتها وسيادتها داخل البلاد، او نابعة من الخارج متمثلة في الضغوط القوية للدول الغازية.

وتثير هذه المجموعة، من جهة اخرى، قضايا متعددة من بينها مخلفات مؤتمر مدريد وتطور ابعاد الحماية القنصلية ومشكلة الحدود الشرقية المغربية وبداية الاستعمار، كما تعطي فكرة عن بعض الجهود الاصلاحية التي قامت بها الدولة المغربية لإحداث تغيرات في بنياتها التقليدية وخاصة منها قطاع الجيش كاستقدام بعثات اوروبية عسكرية واعداد الاطر الكفيلة لتسيير المشروع الاصلاحي.

والتزم معد المجموعة العاشرة بنفس النهج المتبع في المجاميع السابقة، اذ قدمت الوثائق حسب ترتيبها الزمني.

=