كتاب بوش الجد أسس لخطاب ديني متطرف تزامن مع جنوح أميركا الإمبراطوري القائم على التفوق العرقي

ترجم الى العربية بهدف الكشف عن المصادر الرئيسية للكره والعنصرية

TT

قال الناشر السعودي عبد الله الماجد، مدير دار المريخ بالقاهرة، التي صدر عنها كتاب «محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمينِ» تأليف جورج بوش الجد إن الكتاب لم يصادره الأزهر في القاهرة، وأن هناك اعتراضات عليه من جانبه فقط. وأشار الماجد لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الكتاب موجود وتباع منه كميات كبيرة، وقد أصدرناه بهدف الرد عليه، ولم نقصد من وراء نشره الربح المادي أبدا.

وذكر الماجد أن الكتاب وكما يصفه الكاتب الأميركي كريستوفر هيتشنس يحمل بين صفحاته الكثير من السادية والفحش وهو في معظمه تشنيع وتشهير وشتائم بذيئة ضد العرب والمسلمين باعتبار انهم أعراق منحطة وحشرات وجرذان وأفاع.

وذكر الماجد انه كتب مقدمة للكتاب بخلاف مقدمة المترجم وأشار فيها إلى انه يضم أشنع ما كتب عن العرب والمسلمين والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في الولايات المتحدة الأميركية، وهو كتاب مطبوع عام 1831 وموجود في مكتبة الكونغرس.

وحول الهدف من نشر الكتاب وترجمته إلى العربية قال عبد الله الماجد: إننا بحثنا عن الكتاب وقمنا بترجمته بهدف الكشف عن المصادر الرئيسية للكره والحقد والعنصرية التي يمارسها تيار متطرف في الوقت الذي يصفهم بالتطرف ويستهدفهم الآن بحملاته الظالمة، وقد اتضح لنا ان المؤلف جورج بوش الجد كان واعظا وراعيا لإحدى الكنائس في انديانا بولس وأستاذا في اللغة العبرية والآداب الشرقية في جامعة نيويورك.

وذكر الماجد أن: كتاب بوش وتأسيسه لخطاب ديني متطرف ومعاد للعرب والمسلمين كان يتزامن مع تطلع الدولة الوليدة (أميركا) في ذلك الوقت 1831 إلى تأسيس نفسها كإمبراطورية عالمية قائمة على التفوق العرقي، وكان الخطاب الديني يرسخ لذلك مركزا على مدلول عقيدة القدر المتجلي والشعب المختار وهو المسوغ الذي قدمه المهاجرون إلى أميركا لإبادة شعوب القارة التي استعمروها حيث نظروا لهم كشعوب منحطة يجب إبادتها، وسادت لديهم اعتقادات بأن الهنود وحوش لا تعقل ولا تفكر وتأكل بعضها، وهذا المعنى قدمته أفلام سينمائية أميركية وقدمه جورج بوش الجد مؤلف الكتاب ضدنا نحن العرب والمسلمين حيث يصفنا بأننا أمة من الهوام والجراد. وأشار الماجد الى أن بوش مؤلف الكتاب يفسر أسفار العهد القديم وفق توجه ديني وسياسي مدروس ومخطط له، وقد ساءنا ما تضمنه كتابه من تجن على نبينا وعلى الأمة العربية والإسلامية، ولأن كثيرا من مفكري وكتاب الغرب وإعلامييه يفهمون ديننا وتاريخنا وفق ما جاء في هذا الكتاب قررنا ترجمته والرد عليه بالعربية والإنجليزية، حتى يمعنوا النظر بتجرد علمي فيما ينطوي عليه الدين الإسلامي من تسامح وإعلاء للقيم الإنسانية.

وحول علاقة نشر الكتاب وترجمته بما يسمى بصراع أو صدام الحضارات أضاف الماجد: إن الغرب يقرأنا جيدا ولا بد أن نقرأهم نحن أيضا جيدا ونمحص مصادرهم، ونحن في ترجمتنا لهذا الكتاب ومناقشتنا له لا ندعو إلى تصادم في أساس الدين أو في الحضارة والثقافة ولكننا ندعو إلى مواجهة الأفكار التي تضمنها في حوار يكشف ما جاء في صفحاته من تجن ضد الدين الإسلامي وأبنائه. وأشار الناشر إلى أن المؤلف جورج بوش لم يهاجم الإسلام ونبيه محمد فقط وإنما هاجم أيضا كل المذاهب المسيحية الشرقية، ونحن لا نهدف إلا إلى تفسير فكرهم وكشفه، أما فكرنا وتفسيرنا فهو واضح وجلي.

وفي مقدمة الكتاب الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه ذكر المترجم الدكتور عبد الرحمن عبد الله الشيخ انه يهدف إلى التصدي لمزاعم مؤلف الكتاب وتفنيدها والرد على تلك الافتراءات الواردة به بالإضافة إلى معرفة الفكر الديني الذي يسود المؤسسة الحاكمة الآن في أميركا، وهذا الفكر الديني متوارث منذ فترة بعيدة.

وأشار المترجم إلى أن كتاب «محمد مؤسس الدين الإسلامي» واحد من مجموعة كتب دينية تضمها مكتبة مؤلفه جورج بوش الجد، وأرجو أن يعينني الله على ترجمتها وشرحها. وقال المترجم إن بلورة اتجاه بوش الجد في كتابه هذا لن تكتمل إلا بقراءة كتابه الآخر «وادي الرؤى أو إحياء عظام بني إسرائيل» والذي قمت بترجمته وصدر عن دار المريخ نفسها بعد صدور ترجمتي لكتاب «محمد مؤسس الدين الإسلامي»، وهذه الكتب مصدر أساسي لكثير من الدراسات في الفكر الغربي وتؤثر نظراتها في مجريات تاريخ منطقة الشرق الأوسط. وأشار المترجم إلى أن مؤلف الكتاب أكد أن كتب التوراة والإنجيل أشارت إلى ظهور رسول الإسلام وانتشار دعوته، وأكد المؤلف أن النبوءات المسيحية واليهودية قالت إن نبينا محمد سيناطح جند السماوات، ويشير المؤلف إلى أن الإسلام سينتشر إلى حين ثم يعود المسلمون بعد ذلك إلى حظيرة الكنيسة المسيحية وبعدها يعود المسيح عليه السلام ليحكم في الألفية.

ونعود إلى الكتاب وأفكاره التي تتضمنها فصوله الستة وفيه يشير مؤلفه جورج بوش الجد الى أن «الله أرسل النبي محمد محاربا ليؤدب الناس بإغراقهم في الضلال وهي إحدى طرق الله في العقاب» على حد تعبير المؤلف، «بعد أن أرسل لهم موسى عليه السلام بالبينات لكنهم ضلوا عن الدين الصحيح وأرسل لهم عيسى عليه السلام برسالة عظيمة أساءت الكنائس الشرقية والكاثوليكية فهمها وانحرفت عنها وانغمس رجال الدين المسيحي في المفاسد والضلال، وقد أرسل الله لهم نبيا وهو محمد عليه الصلاة والسلام محاربا ليؤدبهم بسيفه وحربته وخيله ورجاله» والمؤلف ينظر هنا للرسالة الاسلامية على أنها أداة عقاب ابتلى بها الله الكنائس المسيحية الضالة التي تستحق ذلك.

ويذكر المؤلف أن النبي محمد كان عارفا بالقراءة وأنه ادعى بأنه لا يعرف القراءة ولا الكتابة رغبة منه في التأكيد على أن القرآن ليس من عنده وإنما هو وحي من عند الله.