دوريات

TT

* الرباط ـ بوشعيب الضبار : خصصت مجلة «مجرة» الفصيلة الإبداعية النقدية، الصادرة عن «دار البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع»، في مدينة القنيطرة، عددها الأخير، للكاتب المغربي الراحل محمد شكري، تحت عنوان «السيرة الإبداعية»، جمعت فيه، تقريبا أهم المتابعات النقدية والكتابات التي رصدت تجربته الأدبية، بالإضافة إلى الحوارات الجريئة التي أدلى بها شكري لمختلف المنابر الإعلامية العربية والأجنبية. كثيرون من المشاركين في هذا العدد التذكاري جالسوا شكري، أو تعرفوا إليه عن كثب.

كاتب أسال الكثير من المداد، وأثار الكثير من الجدل في حياته، لدرجة أن جريدة فرنسية رصينة، مثل «لوموند» وصفته، يوم رحيله، بأنه «يقترب كثيرا من الأسطورة» بعد أن تمت ترجمة أعماله ورواياته إلى حوالي 40 لغة حية، نظرا لصدقها وجرأتها في ملامسة جوانب الواقع، وكشف خبايا المسكوت عنه ! واعتبارا لمختلف الشهادات الحية، لمبدعين وإعلاميين ونقاد، مغاربة وعرب، لهم وزنهم الرمزي، فإن العدد الجديد من مجلة «مجرة«، يعتبر بمثابة مرجعية توثيقية عن ملامح شكري: كاتبا روائيا، وقاصا، ومسرحيا، وفنانا، وناقدا، وإنسانا، ومواطنا، لم تستطع الشهرة التي نالها عن جدارة واستحقاق، أن تنسيه طعم المرارة والتشرد، منذ أن هاجر، من قريته بني شيكر، في الريف، إلى طنجة، هربا من المجاعة، لينخرط في مسلسل طويل من المكابدة والمعاناة، (نام في المقابر، وباع السجائر المهربة) قبل أن يتعلم، وهو في سن العشرين، وينحت لاسمه بدأبه واجتهاده، مكانة خاصة تليق به، كمبدع كان يريد، كما كتب ذات يوم، أن يكون شاعرا. لكن الكتابة النثرية هي التي استهوته أكثر، فكانت له فيها صولات وجولات وإبداعات ومؤلفات لا تغيب عن الذاكرة أبدا، مثل سيرته الذاتية «الخبز الحافي«، رغم أنه كان يعتبرها مثل لعنة أدبية تطارده باستمرار، ويريد التخلص من ملاحقتها: أنا مسحوق بشهرة هذا الكتاب، وسبق لي أن قلت: أردت أن أقتله بكتب أخرى أفضل منه، ولكنه لا يريد أن يموت...» كما صرح في حديث صحافي.

وحين سئل مرة: لو عاد الزمن إلى الوراء، هل كنت تكتب «الخبز الحافي» بنفس الطريقة؟

كان رده حاسما: «لا، لا بد كنت سأكتبه بطريقة مختلفة، ولكن مع ذلك أنا سعيد بالطريقة التي كتبت بها الكتاب، لأنني كتبته بدون رشوش، كما لو عشت أحداثه لحظة بلحظة».

* «المستقبلية» اللبنانية: مراجعة الفكر الاسلامي

* بيروت ـ«الشرق الأوسط»: لم تحظ الدراسات المستقبلية في المنطقة العربية بالاهتمام الذي ينسجم مع اهمية هذا الحقل العلمي والاستراتيجي، والمشاريع البحثية اليتيمة التي نشأت بصعوبة في منطقتنا، ومنها «المركز الاسلامي للدراسات المستقبلية»، لم تنل الاهتمام الذي يدفع اصحابها للاستمرار والبقاء والنمو، فيبقى استمرار هذه المشاريع مجرد اصرار ذاتي وجهد فردي قد يموت في اي لحظة. وفي اطار هذا الاصرار صدرت أخيرا العدد الثالث من مجلة «المستقبلية» التي يصدرها «المركز الاسلامي للدراسات المستقبلية»، وهي دورية متخصصة تعنى بالدراسات المستقبلية وقضايا الفكر الاسلامي المعاصر والمستقبلي، وذلك في اطار منهجية شاملة يعمل المركز على تأسيسها وصياغتها تحت اسم: المستقبلية الاسلامية.

العدد الجديد يضم 320 صفحة، تصدّره حديث المستقبل بقلم رئيس التحرير ومدير المركز علي المؤمن، وهو بعنوان مراجعة الفكر الاسلامي من مقولة المعاصرة الى مقولة المستقبلية. وتضمن العدد محوراً رئيساً يتميز بالكثير من الجدل والاختلاف الفكري والعلمي بين التيارات الاسلامية والفكرية العربية وغير العربية، حمّل عنوان: «الفكر الاسلامي واستدعاءات المستقبل»، كتب فيه عدد من المفكرين والباحثين العرب وغير العرب، كالدكتور عبد الهادي التازي والدكتور بارسانيا والدكتور احمد قراملكي والشيخ جعفر سبحاني والدكتور محمد الحبيب التجكاني وغيرهم. اما ملف العدد فقد حمل عنواناً جدلياً ايضاً وهو: «مقاربات في مستقبل الفكر السياسي»، كتب فيه باحثون متخصصون كالدكتور علي الكاظمي والدكتور علي كسائي والعقيد ميثم هادي. واستضافت المجلة المفكر الاسلامي محمد علي التسخيري وحاورته حول علوم الشريعة واستدعاءات المستقبل.