اتحاد كتاب المغرب يبدأ اليوم أشغال مؤتمره الـ 16 وسط قناعة لدى أعضائه بأن تقرير مصير منظمتهم بأيديهم

TT

تنطلق اليوم (الجمعة) بالرباط أشغال المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب، أقدم الجمعيات الثقافية الموصولة النشاط على مدى حوالي اربعة عقود ونصف، استطاعت خلالها ان تحافظ، كما يفتخر المدافعون عنها، باستقلالها عن السلطة، متميزة بتلك المناعة عن أغلب الاتحادات والروابط الثقافية العربية.

ويأتي المؤتمر الحالي، ليرسخ تلك الاستقلالية وسط دلائل على ان الكتاب المغاربة المنضوين تحت الاتحاد مصرون ومقتنعون بمبدأ حرية تقرير مصير منظمتهم بأيديهم.

وخلافا للأجواء التي كانت تسبق او تواكب المؤتمرات السابقة، فإن الاحاديث الهامسة وتبادل الرأي في الحلقات الضيقة يتم الآن بمنأى عن أعين الفاعلين الحزبيين، الذين ـ وهذا وضع أفرزه التطور الديمقراطي ـ أصبحت لهم ساحتهم الفسيحة يتحركون فيها كما يشاءون من دون حاجة الى حلفاء من الحقل الثقافي.

يشتمل الملف الذي هيأته «الشرق الأوسط» على مواد وشهادات وبورتريهات ومقالات تحليلية، حررتها أسماء فاعلة من داخل وخارج اتحاد كتاب المغرب من مختلف الاجيال، بعضها يثمن دور المنظمة عاليا ويدافع عن استمرارها، وآخرون يُقَوِّمُون ما يعتقدونه اعوجاجا عن السير القويم، في حين تتراوح شهادات الرؤساء السابقين بمن فيهم الحالي، بين الاعتزاز بالحصيلة او تنسيبها تبعا للظروف والامكانيات.

واللوحة التي يقدمها هذا الملف ليست وصفا جامعا ولا مانعا، ولا هي حكم قيمة نهائي على تجربة ثقافية تتهيأ لدخول عهد جديد، مطلوب منها البرهنة على جدارتها بالبقاء في زمن مختلف، وفهم جديد لسلطة الكاتب والمكتوب، او الانزواء وسط دائرة ضيقة من الاتباع الحالمين بزمن ولَّى.