فعالية المرأة على مستوى الإبداع والإنتاج لا تقابلها تمثيلية مناسبة في أجهزة اتحاد كتاب المغرب

ثريا ماجدولين

TT

هل للمرأة حضور وازن وفاعل في اتحاد كتاب المغرب؟ لا بد من الإشارة في البداية إلى الحضور القوي والفعال للمرأة الكاتبة في الثقافة المغربية. فقد شهدت السنوات الأخيرة حركية ودينامية قوية في إبداع المرأة، أعطت رصيدا ثقافيا متنوعا ووازنا في جميع المجالات الإبداعية. ولا بد من الإلماح أيضا إلى مساهمة الكاتبة المغربية في الأنشطة الثقافية المتنوعة على الصعيد الوطني والعربي والدولي. ورافق هذه الحركية الإبداعية تصاعد في إنتاج وإصدارات الكاتبات المغربيات.

لكن، هل تقابل هذه الفعالية على مستوى الإبداع والإنتاج بالمشاركة في أجهزة تسيير اتحاد كتاب المغرب؟ وهل ينعكس عطاؤها الفكري والإبداعي على الجانب الآخر من الفعل الثقافي، أي جانب المسؤولية واتخاذ القرار والتسيير الإداري لشؤون اتحاد كتاب المغرب؟.. هذا الكم من الشاعرات والناقدات والقاصات والفنانات التشكيليات والباحثات في المجال السوسيولوجي، اللواتي تزخر بهن الساحة الثقافية بالمغرب، هل تكفي امرأة واحدة في المكتب المركزي وامرأة واحدة في رئاسة الفروع الجهوية لتمثيلهن؟ إن ميثاق اتحاد كتاب المغرب وقانونه الأساسي، والفكر الذي يمتح منه، هو فكر حداثي وديمقراطي ويسير في اتجاه بلورة ثقافة التحديث. كما أن اتحاد كتاب المغرب حرص منذ نشأته في مطلع الستينيات من القرن الماضي إلى الآن على إشراك المرأة الكاتبة في جميع فعالياته وأنشطته الثقافية، من ندوات ولقاءات فكرية على جميع الأصعدة. وإذن ما الذي يجعل حضور المرأة في مراكز القرار باتحاد كتاب المغرب، حضورا رمزيا فقط (امرأة واحدة في المكتب المركزي، وامرأة واحدة في رئاسة الفروع الجهوية)؟.

هذه التمثيلية الرمزية توازي ما نجده في الحقل السياسي. رغم أن الواجهة الثقافية من المفروض أن تكون أكثر تحررا بما أنها مقياس التطور الحضاري للأمم. خاصة وأن إبداع الكاتبة المغربية يجسد واجهة هامة في الثقافة المغربية. فهل هناك عائق ثقافي يمنع وجود المرأة بالحجم المناسب في كل أجهزة الاتحاد بدءا من مكاتب الفروع إلى المجلس الإداري إلى المكتب المركزي، أم أن الأمر يتعلق بإحجام المرأة ذاتها عن ذلك؟.

أعتقد أن لدينا كاتبات يملكن من المؤهلات والكفاءات ما يستحق أن يقابل باهتمام حقيقي، وأن يتجسد في انخراطها الكلي في الفعل الثقافي لاتحاد كتاب المغرب. وذلك بإعطائها فرصة أكبر ـ من حيث الحجم التمثيلي ـ لتحمل مسؤوليات ثقافية في أجهزة الاتحاد بدءا من وجودها داخل مكاتب الفروع الجهوية. وأعتقد أنه حان الوقت لأن تشارك الكاتبة المغربية بقوة في تدبير الفعل الثقافي لاتحاد كتاب المغرب من خلال المساهمة في إعداد البرامج الثقافية داخل الفروع الجهوية وفي المكتب المركزي لإبراز قدراتها الإدارية وتحقيق التوازن بين عطائها الفكري وعطائها الإداري، وعليها أن تساهم بآرائها واقتراحاتها من أجل رسم صورة حقيقية لمكانتها وحضورها الفاعل في الثقافة المغربية. وإن إحجامها عن ذلك هو هدر لطاقتها. فلا شك أن تمكين المرأة من الاضطلاع بمهام اتخاذ القرارات سيساهم في إحراز تقدم نحو تحقيق الثقافة الحداثية التي يسعى إليها اتحاد كتاب المغرب.

* شاعرة