توجد عقليات متحجرة باتحاد الكتاب لا تفسح المجال للأصوات الشابة

إدريس علوش

TT

لا يشكل الشباب اضافة ما في المسار العام لاتحاد كتاب المغرب فحسب، بل يتجاوز ذلك الى الحد الذي يجعل هذا الاخير الرأسمال الرمزي الدائم لاستمرار هذه المؤسسة. فهو يعد بحق العمود الفقري لها وأساس جل هياكلها. وهو ايضا الامتداد والاستمرار وجسر التواصل بين سائر الاجيال المبدعة في المغرب. فمنذ العقد الثمانيني واتحاد كتاب المغرب يعمل على تشبيب هياكله بدءا من المكتب المركزي وصولا الى الفروع.

وعلى مدار سنوات عدة راكم اتحاد كتاب المغرب العديد من الانشطة الثقافية والفكرية والابداعية الوازنة حملت معها العديد من الاسئلة المفتوحة على الافق المتعدد للمغرب الثقافي ومحيطه الافريقي والعربي والعالمي. ودائما كان الشباب الحافز الاساسي للتعاطي مع هذه القضايا من موقع وعيه النقدي المنتصر لقيم الحداثة والعقلنة والمغايرة. وبفعل دينامية الشباب من داخل مؤسسة اتحاد كتاب المغرب، استطاع هذا الاخير ان يظل حاضرا في المشهد الثقافي المغربي عبر الانشطة التي ترعاها الفروع الموجودة في العديد من المدن المغربية، والتي يدير شؤونها كتاب شباب مليئون بالحيوية والعطاء وروح المبادرة، متحدين بذلك ضعف الإمكانيات المرصودة لتغطية هذه الانشطة. كما ان الشباب لعبوا دوما دورا أساسيا وفاعلا في استمرار اتحاد كتاب المغرب كمؤسسة مستقلة عن أي جهة اخرى سواء كانت حزبية او رسمية.

لكن رغم هذه المعطيات التي تبدو إيجابية وأساسية في آن، تبقى هناك العديد من السلبيات التي تؤثر بشكل او آخر على مردودية الاتحاد ومساره الثقافي، وعلى رأسها وجود عقليات متحجرة لا تفسح المجال أمام مزيد من ضخ الدماء الشبابية في شرايين الاتحاد. ويفسر ذلك، وربما بشكل جلي، تراكم العديد من الطلبات التي تقدم الى المكتب المركزي وطبعا جلها لكتاب شباب والتي لا يقبل منها وللأسف إلا القليل رغم توفر جلها على الشروط والضوابط التي تمنح حق الانتماء والانتساب لاتحاد كتاب المغرب، علما ان هذا الانتماء هو حق وليس امتيازا في شيء خصوصا وان في المغرب الآن العديد من الورشات التي تعنى بكل قضايا الإبداع وأجناسه المتعددة فهناك ورشات في الشعر والقصة والمسرح والرواية والتشكيل والسينما وبلغات متعددة (الامازيغية، العربية، الفرنسية، الاسبانية، ولغات اخرى) يؤطرها ويساهم في أنشطتها كتاب شباب يعد انتماؤهم لاتحاد كتاب المغرب ربحا كبيرا وليس العكس. إذن ليس أمام اتحاد كتاب المغرب إلا المزيد من الانفتاح على الطاقات المبدعة الشابة لأنها بصراحة هي الضامن الأساسي لاستمرار هذه المؤسسة في الوجود والفعل الثقافيين. خصوصا وان الشباب دائما يجسد روح المبادرة وقوة الاقتراح أنى وجد.