مجلة «حوار العرب» : الإصلاحات الراهنة على ضوء المحاولات العثمانية

TT

بيروت ـ «الشرق الاوسط»: صدر العدد الرابع من مجلة «حوار العرب» لشهر مارس (آذار) الحالي. وأسهم في كتابة مقالاته التي تتمحور معظمها حول إشكالات الإصلاح العثماني، وما تثيره هذه الاشكالات من مقاربات مع الإصلاح العربي اليوم، عددٌ من الباحثين وذوي الاختصاص العرب الذين بحثوا موضوع الاصلاحات العثمانية على امتداد القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، وأوضحوا علاقات التداخل والضغوط التي مارستها الدول الغربية الكبرى في ذلك الوقت. وقارنوا بين تلك الاصلاحات والاصلاحات المطروحة اليوم على الدول العربية والاسلامية، بحيث يمكن فهم العوامل التاريخية المتشابهة بين حالتي الاصلاح العثماني بالامس والعربي اليوم، ويتيح فهماً افضل لمضامين الاصلاحات العثمانية وما يمكن ان تكون عليه الاصلاحات العربية اليوم.

عن السؤال: «هل أطال الاصلاح المتعثر في السلطنة العثمانية من عمر السلطنة أم عجل بتقويضها؟» اجاب خالد زيادة، عبر بحث رصد تطور الاصلاحات العثمانية على امتداد مراحلها. وسلط وجيه كوثراني الضوء على تفاصيل السياق التاريخي لتلك الاصلاحات. وكتب الباحث حسين العودات دراسة مقارنة قاربت بين الاصلاحات العثمانية وارهاصات الاصلاح الحالية. اما الباحثة هند ابو شعر فقدمت نموذجاً عن التنظيمات العثمانية بين المركز والاطراف وهو شرق الاردن. وتناول رؤوف عباس الدوافع السياسية والاقتصادية التي ادت الاصلاح موضع اهتمام السلاطين المتأخرين في العهد العثماني.

وتطرق عبد الرؤوف سنّو للعلاقات التي خصّ السلطان عبد الحميد الثاني بها العرب، وكشف عن طبيعة هذه العلاقات التي هدف اليها كل من الجانبين. في حين فتح عمر محمود عايدابي صفحة تاريخية من خلال وثيقة مهمة يتحدث فيها السلطان عبد الحميد بنفسه عن سبب خلعه. كما كتبت نشوى الديب في «محاكمة الخط الهمايوني العثماني». ونشرت «حوار العرب» نصاً من ذاكرة الفكر العربي نجيب عازوري بعنوان «عبد الحميد الطاغية الأضر ببلاده».

وافردت «حوار العرب» موضوعين للعولمة هما «الأبعاد الثقافية للعولمة» للباحثة نادية محمود مصطفى و«النتائج السلبية للعولمة: زوال اللغات» لوول أكاندي. واستقطب الخليج اهتمام المجلة أيضاً، فتم تناوله بموضوعين هما «الاصلاح السياسي المعاصر في منطقة الخليج العربي»، كتبه عبد المالك خلف التميمي، و«نظام استراتيجي جديد لأمن الخليج» للباحث نزار عبد القادر. أما العراق فقد استأثر بثلاثة من مواضيع العدد، وهي: «قراءة في نتائج الانتخابات العراقية» لعبد الزهرة الركابي، و«آن أوان الخروج من العراق» لمايكل اوهانلون وجيمس شتيانبيرج، و«الدستور العراقي الجديد والفيديرالية» كتبه الخبير في الشؤون الدولية ليزلي غيلب. أما السؤال «كيف نجحت الهند في ما أخفق فيه العرب؟» فقد حاول الإجابة عنه عبد الله المدني. كما عالج محمد قعبور «مفارقة الديمقراطية» بين انتشارها في الأطراف وانحسارها في المركز.

كما استأثرت فجيعة اغتيال الرئيس الحريري بالافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير محمد الرميحي، كما رثى الفقيد مدير تحرير المجلة احمد فرحات بكلام هو أقرب الى القصيدة الوجدانية. وينفرد العدد الرابع من «حوار العرب» بنشر قصائد عدة لشاعر البيرو، سيزار فاييهو، الذي أحب العرب، وأبرزها قصيدة «مطر العرب الذهبي».

في العدد ايضاً عرض لكتاب زبيغنيو بريجنسكي، «كتاب الاختيار»، بالاضافة الى كتب اخرى منها كتاب لمصطفى الحسيني بعنوان «اذا مات الموت». وفي باب «أوراق ثقافية» كتب الباحث اللغوي جوزف الياس مقالة بعنوان «مدرّس اللغة العربية»، كما كتبت عايدة الجوهري نصاً بعنوان «القاضي شهرزاد». واختار حنا عبود عشرة من رجالات الألفية الميلادية المنصرمة، فترجم سيرهم من كتاب لأغنيس هوبر غوتيب، وجعل النص بعنوان «العشرة الذين غيّروا الألفية».

واختتم العدد بكلمة الصفحة الأخيرة التي كتبها السفير علي ماهر السيد وجعلها التفاتة الى «مؤسسة الفكر العربي» التي تصدر هذه المجلة الفكرية الثقافية شهرياً.