أكثر من نصف الشعب الأميركي لا يقرأ كتاباً في السنة.. والإسرائيليات تحقق أعلى المبيعات

كارثة غير مسبوقة في الولايات المتحدة

TT

شهدت معدلات القراءة والاهتمام بالاعمال الأدبية في الولايات المتحدة الميريكية، تراجعا مطردا في العشر سنوات الاخيرة. وفي حين تراجعت نسبة الاقبال على باقي الفنون بنسبة 1 في المائة، بلغت نسبت التراجع عن قراءة الأدب 10 في المائة. وهكذا اصبحت الاغلبية المكونة من اكثر من نصف الشعب الاميركي لا تقرأ أي كتاب في السنة. وبين 1982 و2002 فقدت أميركا 20 مليون قارئ.

وحسب تصريحات، مارك بورلين، مسؤول، المعهد الوطني الاميركي للفنون، الذي أشرف على دراسة حديثة شاملة حول القراءة، فإن تسجيل النسب السابقة الذكر تم رغم ان الدراسة اطلقت لقب «قارئ» على أي شخص قرأ أي كتاب خلال السنة، أياً كان طول هذا الكتاب وموضوعه، حتى لو تعلق الامر بقراءة قصيدة على الإنترنت.

واعتبر، بورلين، خلال حديثه لمندوب الملحق الادبي لجريدة «لوموند» الباريسية، هذه النتائج «كارثية وغير مسبوقة»، خاصة أن الظاهرة تمس اساسا فئة الشباب بين 18و24 سنة، التي تراجعت نسبة القراء فيها بنسبة اكبر من نظيرتها لدى باقي الساكنة.

وعزت نفس الدراسة هذا الوضع، الى مكامن الخلل في النظام التعليمي، وظهور اهتمامات اخرى تستحوذ على وقت الشباب، مثل ألعاب الفيديو والإنترنت، اضافة الى مشاهدة التلفزيون. وهكذا ارتفع معدل نفقات الفرد الاميركي في ميدان الإلكترونيات خلال التسعينات بمقدار 400 في المائة، فيما لم يرتفع معدل الانفاق على اقتناء الكتب.

ويشهد سوق النشر تراجعا كبيرا للاعمال الادبية الابداعية، فيما تتراجع مبيعات الكتب الفكرية بدرجة اقل، مع نزوع السوق للاقبال على مجموعة قليلة من الكتب في مواضيع يكتبها الممثلون ونجوم السياسة أو متخصصون في كتب الحمية، وسبل اكتساب الرشاقة.

ولكن، وفي ظروف التراجع المذكورة يزدهر جنس واحد من الكتابات، هو الكتابات المسيحية الانجيلية، التي تسجل مبيعاتها ارقاما خيالية وتعرف مكتباتها نجاحا تجاريا متواصلا. ونذكر من نماذج هذه الكتابات عنوان «ارمجدعون» الذي بيعت منه 40 مليون نسخة. ويرسم المؤلف المذكور صورة نهاية العالم بانتصار اسرائيل واحتلالها «بابل الجديدة»، أي مجمل منطقة الشرق الاوسط، واقامة اسرائيل الكبرى التي تشكل علامة على قرب عودة المسيح الى الارض، ثم شن الحرب بلا هوادة على «الكفار». ويرجع نجاح مثل هذه الكتابات لوجود جماعات انجيلية ناشطة، لها انصار بالملايين، تلعب على وتر القلق من نهاية العالم لدى رجل الشارع.