الديمقراطية في السودان أجهضتها الأحزاب وليس الجيش

«إسماعيل العتباني يسجل شهادته»

TT

هذا كتاب يستند في أهميته الى عدة اعتبارات; منها انه اول كتاب لاسماعيل العتباني (95 سنة) ويتمتع بذهن جيد وصحة طيبة ويعد احد رموز الحركة الوطنية السودانية حيث شارك فيها منذ بداياتها مطلع الثلاثينات الى جانب كونه مؤسس صحيفة «الرأي العام» اليومية المستقلة، أقدم الصحف السودانية والأكثر نفوذا وانتشارا.

في المقدمة كتب العتباني: «ان العديدين سبقوني في تناول جوانب من الحركة الوطنية السودانية ودورها في السودان حتى نال السيادة والاستقلال مطلع عام 1956، ولكنهم يركزون على الوقائع والمواقف والمتغيرات التي عاصرها وشارك وساهم فيها».

وتشكل كتابته عن الديمقراطية وممارستها في السودان اهمية خاصة لكونه عاصر تجربة الديمقراطية الاولى 1954 ـ 1958، والثانية 1964 ـ 1969 والثالثة 1985 ـ 1989، وكذلك عاصر ثلاثة أنظمة شمولية او عسكرية 1958 ـ 1964 و1969 ـ 1985 و1989 ـ 2005.

وهو يبرئ الجيش من الانقلابات على الحكم الديمقراطي «فكل ما فعله انه استجاب لنجدة ائمة الحكم الديمقراطي». واستشهد بواقعة استدعاء رئيس الوزراء ووزير الدفاع وسكرتير عام حزب الأمة عبد الله خليل للفريق ابراهيم عبود للانقلاب عليه وليتسلم منه الحكم في 17 نوفمبر 1958. وقال المؤلف في شهادته «انه ظل طوال العمل الوطني، وفي الصحافة يردد عن يقين ووعي ان الديمقراطية بكل مساوئها هي أسلم الطرق للحكم الرشيد في السودان، واذا كانت الديمقراطية قد اطيح بها بانقلابات عسكرية ثلاث مرات، فهي لم تفشل في السودان، وانما جاء الفشل كنتاج للاداء الحزبي السيئ والسلبي على حد سواء الذي غلب المصالح الضيقة على المصالح العليا، ولا تزال الديمقراطية وطبقا للتجربة السودانية والاقليمية والدولية هي الخيار الافضل كنظام لحكم السودان».

فالتداول السلمي للسلطة عبر صندوق الاقتراع والحريات العامة والممارسة الديمقراطية الراشدة هو وحده الذي يقود للاستقرار ويقدم الخير والرفاهية للوطن وأهله.

والكتاب الذي يصدر قريبا يتضمن العناوين التالية: في كلية غردون، المبادرات التاريخية لمؤتمر الخريجين، الحكومة والبرلمان في مؤتمر الخريجين، السودان يشارك في الحرب العالمية الثانية، مواجهة مع الادارة البريطانية، كيف جاء اتجاه الاتحاد مع مصر؟ الحاكم العام البريطاني، في نادي الخريجين بمدني، سياسة فصل الجنوب عن الشمال، ممارسة سياسة الكبت والارهاب، الاضراب في مواجهة الفصل التعسفي، نشأة الاحزاب السودانية، بروتوكول صدقي بيغن وانقسام القوى السياسية، اقتراح إنشاء الجمعية التشريعية، الصحافة السودانية تتصدى لصلف الادارة البريطانية، ثورة 23 يوليو 1952 بمصر وتأثيرها على السودان وغيرها.