أحلام نجيب محفوظ في فترة النقاهة

TT

عن دار الشروق بالقاهرة صدر كتاب «أحلام فترة النقاهة» لنجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل في الآداب، ويضم الكتاب 143 حلما نشرت على فترات بمجلة نصف الدنيا المصرية، ويتميز بالتكثيف الصوفي والعمق الروحاني الذي ساد كتاباته الأخيرة، وكان محفوظ قد بدأ في كتابه احلامه بعد حادثة الاعتداء عليه عام 1994، واصابته بضعف في الحركة والسمع. تخاطب سناء البيسي في مقدمتها للكتاب محفوظ قائلة «شباب قلمك يذهلنا جملتك اللغوية تراكيبها نجيب محفوظية بالعناية السامقة، طاوعتك الرواية فأجلستك على عرشها راضية مرضية، وها أنت في حلمك تشرخ في الأرض البكر تقبلها وتنقيها، تذريها تخصبها، تولدها تحصدها لتغدو آمرها وناهيها ومالكها المتحكم في هتكاراتها وفدادينها وغاباتها وحواريها وازقتها».

ويقول نجيب محفوظ في الحلم 118 «وجدتني في ميدان محطة الرمل المزدحم دوما بالبشر ولمحت في ناحيته الرجل الذي تردد كلماته الالوف يغازل غانية، فهمست في أذنه «اذا بليتم فاستتروا»، فقال: وهل ثمة ستر اقوى من ملابسها؟». ويقول في حلمه الـ 66 «تم التفاهم بيني وبين المالك، ودعاني الرجل لمعاينة ما تم التفاهم عليه، أرانى شقة ممتازة، وزوجته الحسناء، وابنها وهو طفل في الثالثة، وطابت نفسي بما رأت، وتحدد موعد الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي للتسليم والتسلم، ولكني في الحقيقة لم استطع صبرا، ودفعتني قوة لا تقاوم للذهاب الى الشقة، وفتح لي الباب المالك نفسه، وما ان رآني حتى ثار غضبه، وصفق الباب في وجهي بغضب ارتجت له الجدران وبت ليلة مسهدة اتساءل بقلق بالغ عن الصفقة والمصير».