البحر في علاقته بالإنسان والطبيعة القاسية

مختصون غربيون يتناولونه عبر التاريخ

TT

«البحر والتاريخ.. تحديات الطبيعة واستجابات البشر» أحدث إصدارات عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة بالكويت. قام بتحرير الكتاب إ. إ. رايس، الباحثة بجامعة أكسفورد وترجمة الدكتور عاطف أحمد، ويضم الكتاب تسع أوراق بحثية ألقتها في سلسلة محاضرات في كلية ولفسون عام 1995 مجموعة من العلماء في مختلف التخصصات من بينها: أركيولوجيا البحار، والتاريخ القديم والحديث بحيث يقدم لنا رؤية متعددة الجوانب للعلاقة بين الإنسان والبحر منذ أيام الرومان حتى اليوم.

فجيو فري ريكمان البروفيسور في جامعة سانت أندروز يقدم لنا رؤية شاملة للخصائص الفيزيقية للبحر المتوسط وأهميته في العصور اليونانية ـ الرومانية والذي غدا بمثابة بحيرة داخلية بالنسبة الى الإمبراطورية الرومانية حينئذ. وتناول إليشا ليندر أهمية البحر لدى القدماء من خلال تحليل الأساطير والحكايات الشعبية التي تناولت البحر في المجتمعات القديمة، مبينا كيف استطاع البشر أن يتحولوا من حالة الشعور بالغموض والخوف تجاه البحر إلى الشعور بالسيطرة على المحيطات من خلال الرحلات البحرية ذات المسافات الطويلة لتظل من أكثر المسائل جذبا لاهتمام المؤرخين وعلماء الآثار.

أما الدكتور نك فلمنغ فقد أوضح كيف تؤثر التغيرات الفيزيقية لمستوى البحر تأثيرا واسع المدى في أنماط الاستقرار على خط الشاطئ وعلى مواقع المرافئ، وفي نمو الموانئ التجارية كما يجعل التساؤل الذي لا يزال مطروحها عن مصير الموارد البحرية دراسة أنطوني لافتون حيوية ومعاصرة.

وناقش سيان ماكغريل ما يتعلق بخبرة وعلم الأنواع المختلفة للسفن في كل العصور القديمة والحديثة، وناقش الأدلة البصرية التي أمكن جمعها من رسوم الغرافيت المتواضعة ومن الغرافيت المتواضعة ومن الأعمال الفنية المتقنة.

ومع تزايد الإمكانيات التجارية والاقتصادية مع تطور السفن والسيطرة على البحار قدم توبي باركر عرضا جميلاً عن التجارة البحرية الرومانية على وجه الخصوص في ورقته «النقل والتجارة البحرية في البحر المتوسط القديم، فيحين عالجت سارة أرينسون موضوع الاستكشاف والملاحة البحرية في المتوسط مؤكدة أن الخبرة بأعمال البحر لم تتوقف بعد عصور الأساطيل البحرية العظيمة لدى القدماء، خاصة أن التقدم التكنولوجي فيما يتعلق بالبحرية مترافقا مع نمو المعارف الجغرافية أديا الى مزيد من الاكتشافات لشواطئ كانت مجهولة وهى التي أنجزها تجار بحريون من الغرب والبلدان الإسلامية.

وإذا كان الأدميرال السير جيمس إيبيرل، قد سلط الضوء على العصر الحديث من خلال تحليله لتطور السيطرة على القوة البحرية في القرنين التاسع عشر والعشرين، فإن المؤرخ العسكري البارز جون كيغان قد استعاد البحر والتاريخ الى الشواطئ البريطانية من خلال بحثه «البحر والانجليز»، مبيننا كيف أن البحر كان دائما موضع سحر وانجذاب شديد لشعب تلك الجزيرة لتتضافر هذه الابحاث جميعا راصدة تحديات الطبيعة واستجابات البشر.

«البحر والتاريخ.. تحديات الطبيعة واستجابات البشر» تحرير الكتاب: إ. إ. رايس ترجمة: الدكتور عاطف أحمد